لقد هيّأ الله سبحانه وتعالى لهذه الأمّة رجال حفظوا مصادر دينها الحنيف، فكانت منفردة من بين الأمم باتّصال سندها في الرّواية إلى يوم القيامة، ولقد كان للحديث النّبويّ الشّريف من دافعوا عن وصوله إلينا كماهو في الكتب والمصنّفات وأوّل من حملَ هذا العلم هم الصّحابة رضوان الله عليهم من مصدرة الأول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ التَابعون رحمهم الله ومازلنا نبحث في سِيَرِهم حتى وصلنا إلى التّابعي عَبيدَة السّلمانيّ فتعالوا معنا في سيرته.
نبذة عن عبيدة السلماني
هو: التّابعي الجليل عبيدة بن عمرو السّلمانيّ، من التّابعين المخضرمين، كان إسلامة بعد فتح مكّة المكرّمة في العام الثّامن للهجرة لكنّه لم يرَ النّبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم لبعده في اليمن، وأصبح من فقهاء التّابعين في زمانه في الكوفة بالعراق، التقى عَبيدَة السّلمانيّ بجمع من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وروى عنهم الحديث النبوي الشريف وكانت وفاته في العام الثّاني والسّبعين من الهجرة النّبويّة رحمه الله.
روايته للحديث
كان عبيدة السّلمانيّ من رواة الحديث النبوي الشريف من التّابعين عن الصّحابة رضوان الله عليهم، فقد روى الحديث الشريف عن علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم، كماروى عنه بعض التابعين من أمثال: محمّد بن سيرين وعامر الشّعبي وعبدالله بن سلمة وأبراهيم النّخعيّ وغيرهم رحمهم الله وكان من الثقات في نقل الحديث الشريف عند أهل الجرح والتّعديل وروى عنه معظم جماعة الحديث و ذكَر الذّهبيّ عن أبي عمرو بن الصّلاح قال: ( رُوِينا عن عمرو بنُ عليّ الفَلّاس أنّه قال: أصَحُّ الأسانيدِ ابنُ سيرين عن عَبيدَة السّلمانيّ ).
من رواية عبيدة للحديث
ممّا ورد من رواية عَبيدَة بن عمرو السّلمانيَ ما أورده الإمام مسلم رحمه الله في كتابة صحيح مسلم: (( عن عَبيدَة السّلمانيّ عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( خيرأُمَّتِي القَرْنُ الّذينَ يَلُوني ثمّ الّذين يلُونَهَمْ ثمّ الّذين يلُونَهَمْ ثمّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شهادَةُ أحَدِهِمْ يَمِينَهُ ويَمينُهُ شَهادَتَهُ )، وروايةٌ لهنّاد ـ وهو راوي الحديث نفسُه عن عَبيدَة ـ لم يذكر القَرْنَ)). من كتاب فضائل الصّحابة، رقم الحديث 2533.
