علامات الساعة الصغرى

اقرأ في هذا المقال


من علامات الساعة الصغرى أن تكون التحية للمعرفة والتماس العلم عند الأصاغر وغيرها:

أن تكون التحيّة للمعرفة:

ويتفرعُ أيضاً من علامات الساعة الصغرى أمر يسمى أن تكون التحية، من أجل المعرفة، فالرجلُ في هذا الزمان لا يُلقس تحية الإسلام إلا على من يعرفه، ففي الحديث عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” إن من أشراط الساعة أن يسلّم الرجل على الرجل، لا يسلّم عليه إلا للمعرفة”. رواه أحمد.
وفي رواية له:” إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة”. وهذا أمرٌ مشاهد في هذا الزمن، فكثير من الناس لا يسلّمون إلا على من يعرفون، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي عليه الصلاة والسلام حثّ على إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف، وأن ذلك سبب في انتشار المحبّة بين المسلمين التي هي سبب للإيمان الذي به يكون دخول الجنة؛ كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا حتى تحابّوا، أولا أدلّكم على شيءٍ إذا فعلتموهُ تحاببتم، أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم.

التماس العلم عند الأصاغر:

أيضاً من علامات الساعة الصغرى ، أن ينشأ العلمُ عند بعض الأطفال بسنٍ محدود. فقد روى الإمام عبد الله بن المبارك بسنده عن أبي أميّة الجُمحي رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” إن من أشراط الساعة ثلاثاً: إحداهنّ: أن يُلتمسَ العلمُ عند الأصاغر”.
وسئُل الإمام عبد الله بن المبارك عن الأصاغر؟ فقال:” الذين يقولون برأيهم، فأما صغيرٌ يروي عنه كبيرٌ، فليس بصغيرٍ”. وقال في ذلك أيضاً: أتاهم العلمُ من قِبل أصاغرهم؛ يعني، أهلُ البدع.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: لا يزالُ الناس بخيرٍ ما أتاهم العلم من أصحاب محمدٍ عليه الصلاة والسلام، ومن أكابرهم، فإذا أتاهم العلم من قٍبل أصاغرهم، وتفرقت أهواؤهُم، هلكوا”.

صدق رؤيا المؤمن:

أيضاً هناك علامات اخرى للساعة ومنها، صدقُ رؤيا المؤمن في آخر الزمان، وكلما كان المرء صادقاً في إيمانه، كانت رؤياهُ صادقةً، ففي الصحيحين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” إذا اقترب الزمانُ؛ لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزءٌ من خمس وأربعين جزءٌ من خمس وأربعين جزءاً من النبوة. هذا لفظ مسلم. ولفظ البخاري:” لم تكد رؤيا المؤمن تكذب.. وما كان من النبوة فإنه لا يكذب”.
قال ابن أبي جمرة: ومعنى كون رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب: أنها تقعُ غالباً على الوجه الذي لا يحتاج إلى تعبير، فلا يدخلها الكذب، وذلك بخلاف ما قبل، فإنها قد يخفى تأويلها، فيُعبرها العابر، فلا تقع كما قال، فيصدق دخول الكذب فيها بهذا الاعتبار”. قال والحكمةُ في اختصاص ذلك بآخر الزمان أن المؤمن في ذلك الوقت يكون غريباً كما في الحديث:” بدأ الإسلامُ غريباً، وسيعودُ غريباً” أخرجه مسلم، فيقلُ أنيسُ المؤمن ومعينهُ في ذلك الوقت، فيُكرم بالرؤيا الصالحة” فتح الباري.
وقد اختلف العلماء في تحديد الزمن الذي يقع فيه صدق رؤيا المؤمن على عدة أقوال وهما:
1. أن ذلك يقع إذا اقتربت الساعة، وقُبض أكثر العلم، ودرست معالم الشريعة، بسبب الفتن وكثرة القتال، وأصبح الناس على مثل الفترة، فهم محتاجون إلى مجدّد ومذكّر لما دّرس من الدين، كما كانت الأمم تذكر بالأنبياء، لكن لما كان نبيّنا عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء، وتعذّرت النبوة في هذه الأمة، فإنهم يعوّضون بالمرائي الصادقة، التي هي جزءٌ من النبوة الآتية بالتبشير والإنذار، ويؤيد هذا القول حديث أبي هريرة: “يتقارب الزمان، ويُقبض العلم”. صحيح مسلم.
2. أن ذلك يقعُ عند قلّة عدد المؤمنين، وغلبة الكفر والجهل والفسق على الموجودين، فيؤنس المؤمن، ويُعان بالرؤيا الصادقة، إكراماً له وتسليةً. فهذا القولُ قريباً من قول ابن اأي جمرة، وعلى هذين القولين لا يختصّ رؤيا المؤمن بزمان معيّن، بل كلما قرب فراغ الدنيا، وأخذ أمر الدين في الاضمحلال؛ تكون رؤيا المؤمن الصادق صادقة.
3. أن ذلك خاصٌ بزمان عيسى بن مريم عليه السلام؛ لأن أهل زمنه أحسن هذه الأمة حالاً بعد الصدر الأول، وأصدقهم أقولاً، فكانت رؤياهم لا تُكذب.

ذهاب الصالحين:

ومن أشراط الساعة التي أخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام هي ذهاب الصالحين، وقلة الأخيار، وكثرة الأشرار حتى لا يبقى إلا شرار الناس، وهم الذين تقوم عليهم الساعة.
ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى فيها عجاجة، لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكراً” أي بمعنى: يأخذ الله أهل الخير والدين، ويبقى غوغاء الناس وأراذِلهم ومن لا خير فيهم، وهذا عند قبض العلم واتّخاذ الناس رؤوساً جُهالاً يُفتون بغير علم.
وذهاب الصالحين يكون عند كثرة المعاصي، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالصالحون إذا شاهدوا المنكر ولم يُغيروه وكثرة الفساد عمهم العذاب مع غيرهم إذا نزل، كما جاء في الحديث لما قيل للنبي عليه الصلاة والسلام: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم: إذا كُثر الخَبثُ” رواه البخاري.


شارك المقالة: