عمران بن حصين والحديث

اقرأ في هذا المقال


لازلنا في بحر الصّحابة الكرام وعلى سلسلة الرواة المحدّثين، ذلك الجيل الّذي حمل على عاتقة نشر هذا الدّين فكانوا خير من سمع ونقل وخير النّاس بالصّحبة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكان منهم المكثر بالرّواية ومنهم المقلُّ، ونصل في رحلتنا في طلب الرواية منهم إلى صحابيّ جليل عرف بالتقوى والزهد وكثرة البكاء من الخشية ومحبة النّبي صلى الله عليه وسلّم إنّه عِمران بن الحُصَين.

نبذة عن عمران

هو الصّحابي الجليل أبو نُجيْد عِمران بن حُصَين من خُزاعة، كان من الّذين أسلموا في السّنة السّابعة للهجرة النّبويّة في العام الّذي فتحت به خيبَر وكان ممّن أسلم هو وأبوه وأبو هريرة في ذات الوقت، وبعثه عمر بن الخطّاب والياً على البصرة ليعلمهم أمور الفقه والدّين وكان ممّن اعتزل الفتنة وخرج خطيباً يدعوا الناس بعدم الإشتراك فيها، وتوفي رضي الله عنه في العام الثاني بعد الخمسين من هجرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم.

روايته للحديث

كان عِمران بن حُصَيْن ممّن رووا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعن أبي بكر وعثمان بن عفّان وجمع له أصحاب كتب الحديث والمسانيد ما يقارب المئة وثمانين حديثاً، وروى له الشيخان بالإتّفاق تسعة منها ،أمّا البخاري فقد روى له منفرداً خمسة أحاديث ومسلم تسعة.

وقد حدّث عن عِمرانِ بنِ الحصينِ كثير من التابعين وتابعيهم كالحسن البصريّ وابن سيرين وعامر الشّعبي والحكم بن الأعرج وزَهدَمُ بن مُضَرِّب وغيرهم.

من حديث عمران

ممَّا روي من الحديث من رواية عِمران بن حُصَيْن ما أورده الإمام مسلم في صحيحة في كتاب فضائل الصّحابة من طريق زَهْدَم بن مُضَرِّب أنّه سمع عمرانَ بن حُصَيْن يُحدّث (( أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنّ خيْرَكم قَرْنِي ثمّ الّذين يلونَهمْ ثمّ الّذين يلونَهمْ ثمّ الّذين يلونَهمْ ) قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد قرْنِهِ مرّتيْنِ أو ثلاثة، (ثمّ يكون بعدَهمْ قومٌ يَشهَدون ولا يُسْتَشْهَدون ويخونون ولا يُؤتَمَنُون ويَنْذِرُون ولايوفُون ويَظهرُ فيهِمُ الّسِّمَنُ) حديث رقم2535)).

في فضل عمران

لقد ذكر ابن حجر العسقلاني في فضل عمران كثير من الأقوال ومنها قول ابن سيرين : (لمْ يَكُن تقدّم على عمران أحدٌ من الصّحابة ممّن نزل البصرة) وكان الحسن البصري يُقسِم على خيرته ممّن نزل البصرة.


شارك المقالة: