عواقب الإعجاب بالنفس للمسلمين في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


عواقب الإعجاب بالنفس:

بعد فتح مكة المكرمة أصبحت شوكة المسلمين قوية من جميع النواحي، وكان ومنها الناحية المعنوية أو العسكرية.

فمن الناحية المعنوية بات سلطان دين الله الإسلام على شبه الجزيرة العربية شبه مطلق بعد وقوع مكة المكرمة في قبضة الجيش الإسلامي، لأنّ مكة المكرمة تعتبر  عاصمة الجزيرة العربية كلها لما لها من مرکز دیني بين العرب على اختلاف مشاربهم وميولهم.

ومن الناحية العسكرية فقد أصبح للإسلام بعد فتح مكة المكرمة قوة حربية لم يعرف تحت لواء الإسلام مثلها منذ بزوغ شمس هذا الدين.

اثنا عشر ألف مقاتل تحركت من مكة المكرمة  في اتجاه حنين بقيادة الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم وهو عدد كما قلنا لم يجتمع المسلمون كمثله من قبل في أي معركة.

لقد كانت هذه الكثرة أي كثرة الجيش الإسلامي التي لم يعرف المسلمون مثلها في تاريخهم العسكري من قبل، كانت هذه الكثرة باعث عُجب بين بعض فصائل المحاربين في الجيش النبوي الشريف، حيث تحول هذا العجب عند البعض من عساكر الجيش الإسلامي إلى ما يشبه بالغرور ، والغرور  أول ثمراته هو الاستهانة بالعدو أو الفريق الآخر.

والاستهانة بالعدو في حالة الحرب من أخطر ثمراتها التساهل في أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذا العدو . والتساهل وعدم أخذ الحيطة تؤدّي بالتالي إلى الهزيمة والانكسار من حيث لا يتوقع المتساهلون المعجبون بأنفسهم .

وهذا ما حصل بالفعل في صفوف الجيش النبوي، حيث أدى ذلك الإعجاب بکثرتهم إلى الجزم مسبقاُ بأنّ انتصاره على هوازن هو أمر مفروغ منه . وذلك اعتقاد أدى إلى الاستخفاف بقوة جيش هوازن وقواتها الضاربة المدربة والمنسقة أيضاً، فكانت نتيجة ذلك الغرور هو هزيمة المسلمين في بداية غزوة حنين هزيمة كادت أن تكون ساحقة وهزيمة مدمرة، لولا أن ثبت الله عز وجل القائد الكريم الأعلى للجيش الإسلامي وهو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عند ساعة الهزيمة ونفر قليل من أصحابه الكرام رضوان الله عليهم الذين ثبتوا مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ساعة الهزيمة عند بداية المعركة.

وذلك الأمر هو الذي أعاد للمسلمين المنهزمين تنظيمهم وقوتهم التي فقدوها عند الصدمة الأولى حين انقضت عليهم في وقت الفجر العديد من كمائن جيش هوازن من الشعاب التي نظمهم ورتبهم فيها قائدهم الشاب وملكهم الشجاع مالك بن عوف .

حينها تحولت بعد ذلك كفة القتال وذلك لصالح الجيش النبوي الشريف، بعد أن محصهم الله عز وجل بالهزيمة وذلك عند الصدمة الأولى، فتحول ميزان القتال حينها من هزيمة أدت إلى تمزيق شمل الجيش الإسلامي العظيم حتى أنّه وصل بعض المغلوبين في بداية القتال منه الجيش النبوي قرب مكة المكرمة إلى انتصار ساحق وكبير كان أعظم انتصار من وجهة النظر الحربية والعسكرية يحرزه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم في معركة خاضوها في العهد النبوي الشريف، وأيضاً نظراً ا للقوى الكبيرة والشرسة المحاربة التي قد اصطدموا بها في وادي حنين، حيث كانت تلك القوى من هوازن لا تقل عن عدد وصل إلى عشرين ألف مقاتل، بينما جيش المسلمين كان حينها لا يزيد عن اثني عشر ألف مقاتل.


شارك المقالة: