غدر يهود بني قريظة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

اقرأ في هذا المقال


كيف كان غدر يهود بني قريظة للنبي الكريم؟

لقد كان سبب غزو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ليهود بني قريظة لقيامهم بنقض عهدهم مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث إن زعماء يهود بني النضير بعد أن رحلوا من المدينة المنورة نحو خيبر عملوا بشكل كبير على الانتقام والثأر من المسلمين، فقاموا بحزب الأحـزاب، والقيام بتحريضها على محاربة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم.

تخطيط اليهود للقضاء على الدعوة الإسلامية:

ذهبت مجموعة من يهود بني قريظة إلى مكة المكرمة وكان فيهم عدة رجال منهم: “سلام بن أبي الحقيـق النضري، وكان أيضاً حيي بن أخطب النضري وكنانة بن أبي الحقيق النضري، وأيضاً معهم مجموعة نفر كانوا من بني وائل: هم هوذة بن قيس الوائلي وأسد وأبو عمار الوائلي”، حيث دعوا أهل خيبر إلى قيام حرب ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما أنهم ذهبوا إلى غطفان وإلى سليم وبنو أسد، ونحو أشجع وفزارة، حيث قد نجحوا في تحزيبها وتجميعها للقضاء علـى النبي الكريم محمـد صلى الله عليه وسلم والقضاء على دعوة دين الله الإسلام.

حيث قد نجح حيي بن أخطب في القيام بإقناع رجل يسمى كعب بن أسد القرظي وهو “صاحب عقـد بنـي قريظـة” في القيام بنقض عهدهم مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مما أدى ذلك الأمر إلى تعريض المسلمين للخطر بعد أن كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد أوكل يهود بني قريظة، وأمرهم بالدفاع عن الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة المنورة وذلك في غزوة الخندق، وبعد أن انهزمت الأحزاب ورحلوا عن المدينة المنورة جاء جبريل عليه السلام إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في وقت الظهر يخبره بأن الله عز وجل يأمر نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام بالمسير إلى بني قريظة، وبذلك قاموا بعمل الشيء نفسه الذي عمله يهود بنو النضير ونقضهم لاتفاقهم مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وإعلان الحرب على النبي محمد وعلى المسلمين.

ومع أن المؤرخين لم يقوموا بذكر أي سبب مباشر للحادثة المهمة التي جرت بين المسلمين واليهود وذلك في عهـد
الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهي واقعة خيبر، لكن المهم يكفينا أن نعلم أن خيبر كانت مركزاً مهماً لتآمر أهل اليهود والكفار والمشركين على الدعوة الإسلامية وعلى المسلمين، حينها انطلق جميع زعماء اليهود وقاموا بحزب الأحزاب ضد الدعوة الإسلامية والمسـلمين وذلك فـي غزوة الخندق، حيث قامت اليهود وعلى رأسهم رجل اسمه سلام بن مشكم باتصالات مع يهود تيماء ومع يهود فدك ومع يهود وادي القرى، حتى يسير بهم للقيام بحرب ضد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وذلك دون الاستعانة بأي أحد من العرب، حيث قام وخطب بهم قائلاً لهم: “قد رأيـتم فـي غزوة الخندق ما صنعت بكم العرب بعد أن شرطتم لهم تمر خيبر، ونقضوا ذلك وخذلوكم فطلبوا من محمد بعض تمر الأوس والخزرج وينصرفون عنه”.

ويبدو أن السبب نفسه الذي قد جعله عليه الصلاة والسلام ينطلق نحو فدك ونحو وادي القرى وإلى تيماء وذلك بعد أن قام بدعوتهم إلـى دين الإسلام لكنهم لم يستجيبوا، ورغم كل ذلك بدأ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مصمماً بشكل كبير على اقتلاع اليهود من منطقة الحجاز.

ويتضح لنا مما سبق أن كل الفرق اليهودية في منطقة الحجاز كانت تشكل أكبر فئة معارضة بشكل فكري لدين الله الإسلام، كون تلك الفئة هي من أصحاب ديانة سماوية قد اعترف بها دين الله الإسلام، حيث لم تكن معارضة تلك الفئة فكرية فقط، بـل أنهم قد عملوا بشكل واضح وخططوا بشكل كبير على محاربة دين الله الإسلام، وذلك ما يفسر نقض تلك المجموعات من اليهود لعهودهم مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والقيام بإجراء الاتصالات مع
الكفار والمشركين، وذلك حتى يتم القضاء على الدعوة الإسلامية في بداية عهدها، ولعل كل ذلك قد أظهر مبرراً للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فـي التخلص من فئة اليهود في المدينة المنورة وأيضاً التخلص منهم خارجها.


شارك المقالة: