بعد أن انتهت معركة أحد والتي كان الانتصار فيها من نصيب جيش الكفار، بعدها توعد أبو سفيان وقال للمسلمين أنّه سيكون على موعد للقتال ضدهم في العام القادم في بدر.
معركة بدر الثانية
وفي شهر شعبان من السنة الرابعة من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، خرج النبي بجيش عِدادُهُ ألف وخمسمائة جندي، حينها حمل اللواء الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة من تولَّى الخلافة على المدينة من بعد خروج النبي، عندها وصل رسولنا الكريم ومعه الجيش إلى منطقة بدر ينتظر فيها جيش الكفار.
أبو سفيان يخرج للقتال
وفي الطرف الآخر فقد تجهَّز أبو سفيان ومعه جيش كبير عَدَدهُ ألفي مقاتل من جيش الكفار، بينهم أيضاً خمسون فرساً، حتى وصل إلى وادٍ يقال له مرِّ الظهران ( هو وادٍ كبير ويسمَّى أيضاً وادي فاطمة أو بطن مرّ ).
أبو سفيان يتراجع
عند خروج أبي سفيان لقتال جيش النبي كان يفكر في العاقبة التي ستحدث له عند قتال المسلمين، وكان الرُّعب قد امتلك قلب أبي سفيان، وكان الخوف ينتاب مشاعرهُ، وعندها فكر بالرحيل وعدم خوض ذلك القتال الذي كان مرعوباً منه، وعندها أشار أبو سفيان إلى جيشه بالرحيل والرجوع إلى مكة، وكانت موافقة الجيش على الرجوع أيضاً دليلاً على وجود الخوف في قلب جنود الجيش، فلم يصر جيش المشركين على مواصلة المسير لقتال المسلمين، ولم يكن لديهم أيَّ معارضة للرجوع.
ومن الجانب الثاني فقد كان جيش المسلمين في بدر ينتظر موقعة القتال مع جيش أبي سفيان، حتى باتوا ببدر مدَّة ثمانية أيام، حيث باعوا ما معهم من التجارة وحصلوا على ربحٍ مضاعف، وبعد ذلك عاد جيش النبي إلى المدينة المنورة، فأنزل الله بذلك في محكم كتابه الكريم حيث قال: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ** فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )، حينها عادت هيبة المسلمين إلى النفوس، تلك الهيبة التي جعلت جيش الكفار يتراجع عن قتال المسلمين وعدم وفاء أبي سفيان بوعده، وتعرف هذه الغزوة بمسميات عدة منها: (غزوة بدر الصغرى، غزوة بدر الآخرة، غزوة بدر الثانية ).