غزوة طلب كرز بن جابر الفهري:
جرت العديد والكثير من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، وكان هناك أهداف وغايات من تلك السرايا والغزوات، ولكن الهدف الأسمى من تلك السرايا والغزوات نشر الدين الإسلامي، حيث بنشر الدين الإسلامي انتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان، وكان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض وأيضاً استخلافهم فيها، وكانت من هذه الأهداف هو هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وأيضاً كشف العديد والكثير من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
الغزوة: وهي التي شارك فيها رسول الله سيدنا محمد صلّى الله علية وسلّم، وكانت الغزوة بقيادته عليه الصلاة والسلام وقد انتصر المسلمون في جميع الغزوات باستثناء غزوة أحد وهي الغزوة التي هزم فيها جيش المسلمين وذلك بسبب عصيان الرماة على جبل أحد لأوامر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ذُكر أيضاً أنّ الملائكة الكرام كانت تشارك الرسول عليه الصلاة والسلام في غزواته، فكان الملائكة يقاتلون من حول النبي ويحمونه أيضاً، وقد وصل وبلغ عدد غزوات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ثمانٍ وعشرين غزوة.
وقد غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لطلب كرز بن جابر الفهري، وكان ذلك في شهر ربيع الأول في السنة الثانية للهجرة النبوية الشريفة، حيث خرج الرسول الكريم ومعه سبعين رجلاً من أصحابه الكرام، وقد حمل لواءه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد كان ذلك اللواء أبيض، وقد استخلف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على المدينة المنورة الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه.
وقد كان كرز بن جابر قد أغار وهجم على سرح ومراعي المدينة المنورة ومن ثم استقاه، وقد كان يرعى بالجماء والسرح ما رعوا من نعمهم، والجماء “هو جبل ناحية العقيق إلى الجرف، بينه وبين المدينة ثلاثة أميال”، حينها طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصل وبلغ وادياً يقال له وادي سفوان وهو وادي من ناحية بدر، وقد فاته كرز بن جابر فلم يلحقه، عندها رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.