عندما بدأ جيش الكفار بالتفرق والهرب، وظهرت بلبلة كبيرة في جيشهم، عندها أدرك الكفار أنَّ أمامهم حل واحد فقط وهو الهروب والنجاة بأنفسهم.
غلطة الرماة الفادحة
ظهرت قوة وشجاعة الجيش الإسلامي في القتال داخل أرض المعركة، وكانوا على مقربة من هزيمة جيش قريش والانتصار عليهم انتصاراً ساحقاً كبيراً، ويكون ذلك النصر هو الثاني على التوالي بعد نصر غزوة بدر، لكنَّه حدث أمر كبير قد غير من مجريات ما حدث في أرض المعركة، وهو الحدث الذي قلب الأمور على رأسها.
عندما وقع بعض من فصيلة الرّماة بغلطة كبيراً والتي كانت سبباً في تغيير تلك المجريات، عندما خالف مجموعة من الرماة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم والذي أمرهم بعد ترك أماكنهم من الجبل في حالة النصر أو الهزيمة حتى يبعث النبي إليهم رسولاً يأمرهم بترك الأماكن، ولكنَّ هذه المجموعة عندما رأت أنَّ جيش المسلمين يحصلون على غنائم جيش قريش، عندها ثارت في نفوسهم شيء من حب الدنيا، وتركوا أماكنهم حتى يتمكنوا من الحصول عى تلك الغائم، وكان قائدهم حينها وهو عبد الله بن جبير يذكر هذه المجموعة التي تركت أمكانها بالأوامر المشددة التي أصدرها النبي.
ولكنَّ هذه المجموعة التي تركت أماكنها والتي كانت تشكل أغلبية كبيرة من تلك الفصيلة لم تهتم لما قال لها، وكان كل همها الوصول للغنائم وأخذ النصيب منها، وقد غادر أكثر من أربعين رجلاً من الرّماة أماكنهم من الجبل، ليلحقوا بالجيش والمشاركة في جمع الأسلحة والغنائم، حينها لم يبق إلّا الصحابي عبد الله بن جبير ومعه تسعة رجال أو حتى أقل من أصحابه الذين التزموا بكلام وقرارات النبي بعدم النزول عن الجبل وترك أماكنهم مهما حدث حتى يؤذَن لهم.
وكانت مخالفة تلك المجموعة التي كان همها شيء من حب الدنيا أن تسبب في قلب كل مجريات غزوة أحد، وقامت بمخالف كلام النبي وأوامره المشددة والقرارات التي طلبت منهم، وأدت مخالفتهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم إلى إلحاق الخسائر الكبيرة جداً بجيش المسلمين، وكانت أن تكون سبباً في قتل النبي صلى الله عليه وسلم.