فضل الصيام وخصائصه

اقرأ في هذا المقال


أنّ فضائل العبادةِ وأسرارها ميدان قد تحارب فيه الألباب، ويذهبُ الوجدان فيه إلى كلّ مذهب، فلذا كان لا بدّ لمن أراد باب التيقُّن والمعرفة في ذلك أنّ يتّبع جميع ما نصّت عليه الشريعة الإسلامية الغرَّاء .
وللصيام فضلٌ عظيم وثوابٌ جزيل مضاعفٌ للصّائم، فقد أضاف الله تعالى الصّيام لهُ تعظيماً وتشريفاً، فورد في الحديث القدسي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:( كلُّ عمل ابن آدم يُضاعفُ، الحسنةُ عشرُ أمثالها إِلَى سَبْعِمِائةِ ضِعْفٍ. قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصيام، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَـخُلُوفُ” الخلوف: تغير رائحة الفم”فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.  متفق عليه .

فضائل الصيام وأسراره:

إنّ من فضائل الصيام وأسراره تنحصرُ بعدّة أمورٍ مهمة ألا وهي:

  • إنّ الصّيام ركنٌ عظيم من أركان هذا الدِّين الحنيف، فلا يستقيمُ وضعُ الإسلام إلَّا به، ولا يثبت إيمانُ امرئٍ حتى يعترفَ بفرضيته وأهميته.
    قال النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم ــ:(بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إله إلاَّ اللهُ، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وحجِّ البيت من استطاع إليه سبيلا، وصومِ رمضان)”متفق عليه” .
  • الصيام في رمضان وقيامُ الليلِ وبخاصَّة ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، فذلك يدلّ على صدقٍ وإخلاصٍ من فاعله، وإخلاصِه في عملهِ لهذا الشهر العظيم والليلة العظيمة؛ لذا فهو مبشَّر بمغفرةِ لجميع ذنبوبه السابقة.
    قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم ــ:(مَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه) متفق عليه.
    وقال -ـ عليه الصلاة والسلام ــ:(مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه) متفق عليه .
    ويقول الصادق المصدوق – صلَّى الله عليه وسلَّم ــ:(مَن يَقُم ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبه) متفق عليه.
  •  الصيام لا يُعادِل أجرَه أجرُ شيءٍ من عَمَلِ ابن آدم، ففيه سرُّ الإخلاص لله تعالى، وبيّن أجرُه بذلك جميعَ الأعمال؛ قال النبيُّ ــ صلَّى الله عليه وسلَّم ــ:(كلُّ عمل ابن آدمَ يُضاعف، الحسنةُ عشرُ أمثالِها إلى سبعمائة ضِعْف؛ قال الله عزَّ وجلَّ: إلَّاالصومَ فإنَّه لي، وأنا أجْزي به، يَدَع شهوتَه وطعامَه مِن أجلي) .
  • الصيام قاطعٌ مُؤقَّت لشهوةِ النكاح،وهوسببٌ للعِفَّة والطهارة ونقاءُ النفس؛ فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم موصيًا شباب أُمَّتِه، وما أكرمهُ من موصٍ عليه الصلاة والسلام:(يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيتزوجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصَّوْم؛ فإنه له “وِجاءٌ” و”الباءة”هي القدرة على مؤنة النكاح، و(وِجاء)؛ تعني قاطعُ للشهوة .
  • الصّيام يُهذب نفس الصّائم ويمسكُ عليه لسانَه وجوارَحه عن قوْل الزور، أو ما شابه ذلك، ويصبِّره على أذّى الناس؛ قال النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم ــ:(إذا أصبحَ أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفثْ ولا يجهل، فإنِ امرؤٌ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم) متفق عليه .
    وقال ــ عليه الصلاة والسلام ــ:(مَنْ لَمْ يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه) .
  • الصّيام سبيلٌ لدخول الصّائم الجَنَّة من باب الريَّان “والرّيان هوباب من أبواب الجنة الثمانية”، وهوباب مُخصَّص للصائمين فقط؛ .
    فقال النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم ــ:(إنَّ في الجَنَّة بابًا يُقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يومَ القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخلْ منه أحدٌ) متفق عليه .
  • ومِن فضائل الصيام أيضاً أنَّه قد فُرِض في أفضل الشُّهور، وهو شهر رمضان المبارك، الذي تكاد فضائلُه لا تُحصى، ولعلَّ من الأفضل في هذا المقام ذِكْر بعض من خصائص هذا الشهر، لتسموَ الرُّوح بتذكُّرِها، وتتجدد ذكرى الحبيب بها.
    وشهررمضان: هو شهر القرآن، ففيه كان ابتداء إنزالهِ، وقد أُنزِل جملةً واحدة من اللَّوح المحفوظ إلى بيت العِزَّة من السماء الدنيا في تلك اللَّيلة، ثم نزل منجَّماً أي بمعنى “مفرَّقاً “على قلب النبيِّ ــ صلَّى الله عليه وسلَّم ــ في ثلاث وعشرين سنة مدّة النبوة كان ابتداء هذا التنزُّل في ليلة القدْر المباركة قال الله تعالى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَان)” البقرة185″ .

ما هي أسرار شهر رمضان:

كلّما أهل هلال شهر رمضان ملئت أنفسنا مشاعر روحانية يصعب علينا وصفها، ونحس أنّ هناك أشياء تتغير فينا ومن حولنا، وأن يوم رمضان وليلتهُ ليست كسائر الأيام والليالي، ولو أنّ لشهر رمضان ميزة سوى بدء نزول القرآن فيه، لكفاه تكريماً وتميزاً على سائر الشهور، فما بالك وفيه “ليلة القدر” وهي كما أخبرنا الله أنَّها خير من ألف شهر.
ومن أسراره أن الصوم وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وله تأثير كبير على الإنسان، فهو يهذِّب النفوس ويسمو بالأرواح ويعلو إلى درجة الاقتراب من الله .
والصلاة في رمضان لها خشوع وقبول أكثر ممّا في غيره، وكذلك الصيام فهو جائز في كلِّ أيام السنة وذلك تقرباً إلى الله وتقليداً عن الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ، ولكن الصيام في أيام رمضان مختلف، والقيام مختلف، وقراءة القرآن والصدقات، وصلة الأرحام، وكلّ ذلك نجد له تأثيراً مختلفاً في رمضان يفوق غيره من الشهور.
ولذلك تمنى الشعراء لو أنَّ كل الشهور رمضان وقال الشاعر:
وهنئت من شهر الصّيام بزائر…مناه لو أن الشهر عندك أشهر.
وعبّر عن ذلك شاعر آخر بقوله:
شهر الصيام أجل شهر مقبل.. وبه يمحص كلّ ذنب مثقل .
وقد توقّف الشعراء كثيراً أمام المشاهد والمساجد يقصدها الصائمون وفيها تشعر بالجلال والروحانية، ويتجلّى صفاء النفوس بالبر والتقوى والتقرب إلى الله فإذا حان وقت الغروب شعرت بجلل رمضان وسطوته، وملأ إحساس بأنَّ الملائكة تنزَّل في هذه اللحظة، وأن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
وإذا كان علماؤنا قد أفاضوا في الحديث عن الأسرار التي تأتي مع رمضان ويعتبرونه مدرسة للقيم والأخلاق الإسلامية، ويستزيد منها المسلم كلَّ عامٍ ليجدِّد طاقته الروحية، فإنَّ علماء الطِّبِّ يقدِّمون كلِّ فترة نتائج أبحاث جديدة تكشف الفوائد الصحية للصيام .
وفي آخر هذه الأسرار أنَّ الصّوم هو أفضل أسلوب للحصول على الصحّة الجيدة وتجديد الشباب، وأيضا يفيد الصّوم في علاج بعض الأمراض الجسمية والنفسية وآخر ما تمّ اكتشافه من أمراض يعالجها الصوم مرض انفصام الشخصية، ومرض صعوبة النوم والأرق المزمن.
ومن نتائج هذه الدراسة على الصائمين شعورهم بأنّهم في حالة أفضل من الناحيتين الجسمية والنفسية، وتأكَّد للباحثين أن الصيام يعطي لأجهزة الجسم فترة للراحة ويخلّص الجسم من السموم، ويقلّل نسبة الكولسترول وبذلك يقلّل المخاطر من حدوث أزمات قلبية “جلطة أو ذبحة صدرية” كما أنَّ الصيام يزيد الطاقة الجنسية، ويزيل التوتر ويزيد من حدة الحواس، ويعالج بعض متاعب وأمراض المعدة والقولون، ويؤدي إلى يقظة الذهن فضلاً عن آثار الصيام النفسية التي رصدها الباحثون، ومنها:
أنَّ الصيام ساعد المبحوثين على احترام الذات والثقة بالنفس، وأدّى إلى تقوية الإرادة والاستعداد للتضحية والتعاطف مع الآخرين .
وفي القرن التاسع عشر كان الأميركيون يصومون؛ لأنهم وجدوا أن الصيام وسيلة جيدة لتنقية الجسم، وفي الوقت الحاضر فإن هناك أميركيين من غير المسلمين يصومون لأسباب ترجع إلى إدراكهم لفوائد الصيام الجسمية والروحية، وبعضهم يصوم كعلاج للاكتئاب أو لخفض الكوليسترول.


ومن نتائج هذه الدراسة على الصائمين شعورهم بأنهم في حالة أفضل من الناحيتين الجسمية والنفسية، وتأكّد للباحثين أن الصيام يعطي لأجهزة الجسم فترة للراحة ويخلّص الجسم من السموم ويقلّل نسبة الكولسترول، وبذلك يقلّل المخاطر من حدوث أزمات قلبية “جلطة أو ذبحة صدرية” كما أن الصيام يزيد الطاقة الجنسية، ويزيل التوتر ويزيد من حدة الحواس، ويعالج بعض متاعب وأمراض المعدة والقولون، ويؤدى إلى يقظة الذهن فضلا عن آثار الصيام النفسية التي رصدها الباحثون، ومنها:
أن الصيام ساعد المبحوثين على احترام الذات، والثقة بالنفس وأدّى إلى تقوية الإرادة والاستعداد للتضحية والتعاطف مع الآخرين .
وفي القرن التاسع عشر كان الأميركيون يصومون لأنّهم وجدوا أن الصيام وسيلة جيدة لتنقية الجسم، وفي الوقت الحاضر فإن هناك أميركيين من غير المسلمين يصومون لأسباب ترجع إلى إدراكهم لفوائد الصيام الجسمية والروحية، وبعضهم يصوم كعلاج للاكتئاب أو لخفض الكوليسترول.

من أهم أمور تيسيرالصيام

تُشْكِل على الصائم مسائل وتصرفات أثناء صومه، ونبين بعضها على سبيل الاختصار، وتوعية للصائم ورفعِ الحرج عنه، ليكون على بصيرة في أمر دينه، وينتفي عنه القلق والتردّد في عبادته .

  • يشترط تبييت النية لصوم الفرض في أيّ وقت من الليل وذلك لحديث حفصة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ لم يُجْمعِ الصِّيامَ قبل الفجر؛ فلا صيام له) “رواه أبوداود والترمذي وأحمد وصححيه الالباني” .
    والنية سهلة ويسيرة، فتكون بكلُّ ما يدلُّ على العزم والإصرار على الصوم غدًا، ولا تحتاج إلى تكلّف، ونؤكدها بالسحور، والتلفظ بها على عمل ليس له أصل في السنة.
    ولا حرج على الصائم أن ينوي نية واحدة من أولِ الشهر لجميع رمضان، ولا يشترط أن ينوي نيةً مستقلةً لكل يوم من رمضان، لأن صوم رمضان عبادة واحدة متصلة، فتكفيه أن يبيت نيةً واحدة كالصلاة والحج .
  • والأصل في الصّائم لا يفطر إلا بدخول شيءٍ إلى داخل جوفه من منفذٍ معتادٍ أو شبهِ معتادٍ، وهذا القول هو الأصح من جهة النقل وموافقة قاعدة الشريعة في التيسير ورفع الحرج وعليه، فلا يفطر الصائم باستعمال السواك في أيّ وقت، ويدخل معه استعمال فرشاة الأسنان قياسًا على السواك والمضمضة، ولكن بشرط التأكُّد من عدم دخول المعجون للحلق . وكذلك معالجة الأسنان وقلعها وتنظيفها، ولو خرج دم من جراء ذلك، بشرط عدم ابتلاع شيء منه .
  • الأكل والشرب ناسيًا؛ لأن الشارع عفى عنه، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي-صلى الله عليه وسلم:(مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ) رواه مسلم .
  • لا حرج على الصّائم إذا خرج منه القيء بغير قصد منه، أما إذا تعمد ذلك فعليه القضاء، لحديث:(مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) . “رواه الترمذي وصححه الألباني” .
  • استعمال الكحل في العين ليس مفطرًا؛ لأن العين ليست منفذًا للجوف، وقد كان أنس رضي الله عنه يكتحلُ وهو صّائم، كما ورد في سنن أبي داود، ومثله استعمال قطرة العين، وقطرة الأذن، وغسول الأذن .
  • لا يفطر الصائم بوضع الأطياب بأنواعها، واستنشاق الروائح الزكية من الأزهار والنباتات والتوابل غير مفطرة؛ لأنها ليس لها جرم ينفُذ إلى الجوف، أما البخور فقد ذكر الفقهاء أن لهُ جرم ينفُذ إلى الجوف، فمنعوا من قصد استنشاقه .
  • وأيضاً وضع الكريمات والمراهم والمساحيق وما شابهها على البشرة؛ لأن البشرة ليست منفذًا للجوف. وكذلك وضع الحناء على الشعر والبدن لا يفطر فكلها هذه لا تفطر الصائم .
  • ولا حرج على الصائم أيضاً في استعمال قطرة الأنف عند الحاجة للدواء، ما لم يتحقّق وصولها إلى الحلق، لقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ للقيط بن صبرة: “وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا”. رواه الأربعة وصححه الألباني، فإن تحقّق وصوله للحلق أفطر، وقضى ذلك اليوم لأنَّ الأنف منفذٌ معتبرٌ للجوف.
  • استعمال بخاخ الربو عند الحاجة ليسَ بمفطِّر؛ لأنه علاج للجهاز التنفسي، ولا يتغذّى منه البدن، ولا يشعر بهِ الصائم، ويعفى عنه كما يعفى عن أثر السواك والمضمضة المعفي عنه شرعًا، وكذلك بخاخ الأنف لا يفطِّر.
  • واستعمال الإبر العلاجية التي تحقن في الجلد أو العضل أو الوريد للعلاج غير مفطرة؛ لأنّها ليست في معنى الطعام المغذي، ولا تصلُ إلى الجوف، أمَّا الإبر الوريدية المغذية التي يقصد منها التغذية فتفطر، لأنَّها في معنى الأكل والشرب، ولأنَّ المتناول لها يستغني عن الطعام والشراب .
  • أيضاً أخذ عينة من الدّم أو التبرع به، لا يعتبره الشرع مفطراً وأكثر الفقهاء أيضاً أجازوا بالحجامة للصائم،
    وذلك لما روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه: “أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ”. وكذلك ما يخرج من رعاف الأنف، وجروح البدن لا يفطر.
  • إدخال المنظار الطبي في البدن عن طريق الفم أو غيره لا يفطِّر؛ لأن المنظار ليسَ في معنى الطعام الذي يتغذى به البدن، ولأنَّ دخوله مؤقَّت لا يستقر داخل المعدة، ولكن يشترط ألّا يوضع عليه دهن يتغذى به البدن، ومثله إدخال التحاميل والغسول لأنهُ ليس منفذًا معتادًا للجوف .
  • ولا يفسد الصوم إلا خروج المني دفقًا بفعلٍ أو نظر، وعليه التوبة والقضاء، لما في الصحيحين: “يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي”. وخروجه باحتلام في النوم أو مرضٍ فلا يفسد الصّوم، ولا يؤثّر في صحته بالاتفاق؛ لأنَّ الصّائم لم يتعمده، وقد عفى الله عن ذلك .
  • ولا حرج على الصائم أن يطلع عليه الفجر وهو جنب ولم يغتسل؛ لأن الطهارة ليست شرطًا للصوم، لما في الصحيحين من حديث عائشة-رضي الله عنه: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ، وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ” وكذلك الحائض إذا طهُرت قبل الفجر، واغتسلت بعد الفجر، صومها صحيح .
  • لا حرج على الصائم أن يأكل أو يشرب ليلًا حتى يغلب على ظنه طلوع الصبح، فيجب الإمساك، أما بمجرد الشكّ فلا يلزمه الإمساك، لقوله تعالى:(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)”البقرة 187″ .
    وما اشتهر عند الناس من الإمساكية قبل الفجر بعشر دقائق فعمل لا أصل له في الشرع، والسنة على خلافه. وأما إذا أكل خطأ يظن أن الليل باقٍ، ثم تبين أنه قد أصبح فصّومه باطلٌ، وعليه القضاء.
  • لا حرج على الصّائم في الاغتسال والتبرد بالماء بشرط عدم ابتلاع الماء، وإن اشتد عليه الحرّ أو أصابه ظمأ شديد من عناءِ العمل، وأصابته مشقّة عظيمة يخشى منها الهلاك أو المرض المحقق، فلا حرج عليه إن أفطر لقوله تعالى:(وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)”البقرة 195” . وعليهِ القضاء.
  • لا حرج على الصّائم أن يفطر إذا رأى معصوما قارب على الهلاك فقام بإنقاذه، لأنَّهُ من باب الضرورة، كما رخصّ أهل العلم في ذلك ثمّ يقضي ذلك اليوم .




شارك المقالة: