فهم وتدبر معاني أقوال الصلاة

اقرأ في هذا المقال


فهم وتدبر معاني أقوال الصلاة:

لا شكّ أنّ من تدبّر معاني أقوال الصلاة خشع قلبه في صلاتهِ، ومن ذلك على سبيل الاختصار تدبر المعاني الآتية ومنها:

  • فهم وتدبر معنى تكبيرة الإحرام:
    وهي قول الله أكبر: وكلمة الله أكبر أي أن الله تعالى أكبر من كل شيءٍ في ذاته وأسمائه وصفاته، وحُذف المفضل عليه ليتناول اللفظ كل شيء، فتكبيرهِ سبحانه جامع لإثبات كل كماله له، وتنزيهه عن كلّ نقصٍ وعيب، وإفراده وتخصيصه بذلك، وتعظيمهِ وإجلالهِ، وأكبر من أن يُذكر بغير المدح والتمجيد والثناء الحسن.
    إن الحكمة من الاستفتاحِ هي استحضار المسلم الذي سيُقبلُ على الصلاةِ عظمةُ من يقفُ بين يديهِ، فيخشع له، ويستحيي بأن يشتغل نفسه بغيره؛ ولذلك أجمع العلماء على أنه ليس للعبد من صلاتهِ إلّا ما عقل منها وحضر قلبه، قال الله تعالى أنه ليس للعبد من صلاته إلّا ما عقل منها وحضر قلبه، قال الله تعالى “قد أفلّح المؤمنين – الّذين هُم في صلاتهِم خاشعون” المؤمنين:1-2.
    ويحدث الخشوع للمسلم الذي يكون في حضرة ملكُ الملوكِ وعظمتهِ، وأنه يُناجي ربه، ويخافُ أن يردها عليه، فيفرّغ قلبه لها، ويشتغلُ بها عمّا سواها، ويقدمها على غيرها، فتكون راحتهُ وقرة عينهُ، قال النبي عليه الصلاة والسلام: “وجُعلت قُرةُ عيني في الصلاة” أخرجه الإمام أحمد.
    إذا التمسَ العبد في قلبه أن الله أكبر وأعظمُ من كلّ ما يخطر بالبال، استحيا منه أن يُشغل قلبه في الصلاة بغيره، فلا يكون موفياً لمعنى “الله أكبر” ولا مؤدياً لحق هذا اللفظ، فقبيحٌ بالمُصلّي أن يقول بلسانه، الله أكبر، وقلبهُ مليءٌ بغير ربه عزو وجل، فلو قضى حق هذا اللفظ لدخل وانصرف بأنواع التحف والخيرات.
  • فهم وتدبُّر ومعاني دعاء الاستفتاح في الصلاة:
    وهي أنّ نقول “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرُك” رواه مسلم. وقوله: “سبحانك اللهم” تنزيه، “وبحمدك” إثبات؛ فهذه الجملة تتضمن التنزيه، والإثبات ومعناها: تنزيهاً لك يا رب عن النقص في صفات الكمال: كالعلمِ والحياة وعن صفات النقص المجردة عن الكمال: كالعجز والظلم، وعن مماثلة المخلوقات.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام، إذا كبر في الصلاة سكت هُنية، قبل أن يقرأ، فقلت: “يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: اللهم باعِد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدّنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبَردِ” رواه البخاري.
    ومعنى كلمة “الحمدُ لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه” رواه مسلم. ومعنى الحمدُ هو الوصفُ بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم، والألف واللام في “الحمد” لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى. “طيباً” أي أنه خالصاً لوجهه تعالى، “مباركاً في” أي كثير الخير يعني كثيراً غاية الكثرةِ.
    – الله أكبر كبيراً والحمدُ لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً:
    فقوله: “الله أكبر كبيراً” أي الله تعالى أكبر من كل شيءٍ في ذاتهِ وأسمائهِ وصفاتهِ، “وكبيراً” أي بمعنى أنه أكبرُ كبيراً أو تكبيراً كبيراً. وقوله: “الحمد لله كثيراً” أي حمداً كثيراً. وقولهُ وسبحان الله بكرةً وأصيلاً” أي أول النهار وآخره، وخص هذين الوقتين بالذكر لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيهما، أو لتنزيه الله تعالى عن التغير في أوقات تغير الكون.
    اللهم ربّ جبرائيل، وميكائيل، واسرافيل وفاطر السموات والأرض، وعالم الغيب والشهادة أنت الذي تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، وارشدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم. إنّ قوله: “اللهم ربّ جبرائيل ومكائيل وإسرافيل” فقد خصّ الله تعالى هؤلاء الثلاثة من الملائكة بالذكر تشريفاً لهم وتعظيماً، إذ بهم تنتظمُ أمور العباد، فجبرائيل عليه السلام كان موكلاً بالوحي وإنزال الكتب السماوية على الأنبياء عليهم السلام، وتعليم الشرائع وأحكام الدين وميكائيل عليه السلام موكلٌ بجميع القطر والنبات وأرزاق بني آدم وغيرهم، وإسرافيل عليه السلام موكلق باللوح المحفوظ، وهو الذي ينفخ في الصور. وقوله: “عالم الغيب والشهادة” أي ما غاب عن العباد، وما شاهدوه وظهر لهم.
    وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: “عن رسولِ اللهِ صَلى الله عليه وسلمَ، أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصلاة، قالَ: وَجَّهت وَجهي لِلَّذِي فَطَر السَّموَات وَالأرضَ حَنِيفًا، وَما أَنا مِن المشرِكِين، إنَّ صلَاتي، وَنسكِي، ومَحيَاي، وَمَمَاتي لِلَّه رَب العَالَمِين، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمرت وَأَنَا مِنَ المسلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنتَ أَنتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْت نَفسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغفِر لي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إنه لا يَغفِر الذنوبَ إلَّا أَنت، وَاهدِنِي لأَحسَن الأخلَاق لا يهدِي لأَحسَنِهَا إلَّا أَنت، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِف عَنِي سَيئهَا إلَّا أَنت، لَبيك وَسَعديك والخير كله في يَدَيك، والشَرُ ليس إلَيك، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ” صحيح مسلم.
  • فهم وتدبرّ معاني الاستعاذة:
    ومنها قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، معنى “أعوذ بالله” أي أبتجئ وأعتصم به، فالله سبحانه هو الملاذ الوحيد، وهو المعاذ، فاللياذ: لطلب الخير، والعياذ: للفرار من الشر.
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفحه ونفثه.
  • فهم وتدبّر معنى البسملة: ويجب قول “بسم الله الرحمن الرحيم” أي اقرأ باسم الله، ويأتي معنى الرحمن الرحيم.
  • فهم وتدبّر معاني الفاتحة أمّ القرآن: إنّ قول الله تعالى“الحمد لله” فالحمد بمعنى الوصف بصفات الكمال، مع كمال المحبة والتعظيم، والألف واللام في “الحمدُ” لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى.
  • فهم وتدبّر معاني أذكار الركوع ومنها ما يلي:
    سبحان ربي العظيم وهي بمعنى التسبيح أي التنزيه عن مطلق النقص. والعجز والجهل.
    سبوحٌ قدوسٌ ربّ الملائكة والروح: وهي تأتي بمعنى تنزيه الله تعالى عن كلّ نقص. والقدوس هو الطاهر من كلّ عيب، والروح هو ملكٌ عظيم وقيل يحتمل أن يكون حبريل عليه السلام، وقيل خلقٌ لا تشاهدهم الملائكة، كما لا نرى نحنُ الملائكة.
    – “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي” رواه البخاري.
    – اللهم لك ركعتُ، وبكآمنتُ، ولك أسلمتُ خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي، وما استقلتُ به قدمِي”.
    وقول أيضاً: “سبحان ذي الجبروت، الملكوت والكبرياء والعظمة”.
  • فهم وتدبّر معاني أذكار الرفع من الركوع:
    – “سمع الله لمن حمده” وسمع أي بمعنى استجاب، والمعنى: استجاب الله دعاء من حمده، يُقال: اسمع دعائي، أي أجب؛ لأن غرض السائل الإجابة والقبول، فمن حمدَ الله فإنه يكون قد دعا ربه بلسان الحال؛ لأن الذي يحمد الله يرجو الثواب، فإذا كان يرجو الثواب فإن الثناء على الله بالحمد والذكر والتكبير متضمن للدعاء.

    – “ربنا لك الحمد”
    أو اللهم ربنا لك الحمد”، أو اللهم ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
    “ملء السموات وملء الأرض، وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعدُ، أهل الثناء والمجد، أحقُ ما قال العبد، وكلّنا لك عبدٌ، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ” رواه مسلم.
    “اللهم طهرني بالثلج والبرد، والماء البارد، اللهم طهّرني من الذنوب والخطايا كما يُنقّي الثوب الأبيض من الوسخ” رواه مسلم.
  • فهم وتدبّر معاني أذكار السجود:
    – “سبحان ربي الأعلى” وتأتي على معنى التنزيه، أي تنزيهاً لك يارب عن كل نقص في الكمال، وعن مماثلة المخلوقين، والأعلى: وثناءً على الله سبحانه بالعلو وأنه لا يعلو عليه شسءٌ، فالمُصلّي نزل للسجود، والنزول نقص، فكان الثناء على الله بالعلو أولى؛ لتنزيهه تعالى عن النقص الذي حصل للساجد، والمراد بالعلّو: علو المكان، وعلو الصفة، فهو سبحانه عليّ في ذاته، وعليٌ في صفاتهِ.
    سبّوح قُدّوس رب الملائكة والرّوح.
    سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
    – “اللهم لك سجدتُ، وبكّ آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجدَ وجهي للذي خلقهُ وصورهُ، وشقّ سمعهُ وبصره تبارك الله أحسن الخالقين” رواه مسلم.
    سبحان ذي الجبروت، والملكوت والكبرياء والعظمة.
    – “اللهم اغفر لي ذنبي كلّه، دقهُ وجلّه وأوله وآخرهُ وعلانيتهُ وسرهُ”. رواه مسلم.
    – اللهم إنّي أعوذُ بِرضاك من سخطك، وبمُعاقبتك من عُقوبتك، وأعوذُ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك”. رواه مسلم.
  • فهم وتدبّر معاني الأذكار في الجلسة بين السجدتين:
    – “ربّ اغفر لي، ربّ اغفر لي” رواه أبو داود.
    اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني وارفعني.
  • فهم وتدبّر أذكار سجود التلاوة ومنها قوله:
    سجد وجهي للذي خلقهُ، وشقّ سمعهُ وبصرهُ، بحولهِ وقُوتهِ.
    “اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذُخراً، وتقبّلها مني كما تقبلتها من عبدك داود” رواه الترمذي.
  • فهم وتدبر معاني التشهد ومنها قول:
    التحياتُ لله والصلواتُ والطيبات، السلام عليك أيُها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أنّ محمداً عبده ورسوله.
  • فهم وتدبّر معاني الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام:
  • فهم وتدبر معاني الاستعاذة والدعاء قبل السلام من الصلاة:
    وهي أن يقول: “اللهم إنّي أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدّجّال” متفق عليه. وقوله أيضاً اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

شارك المقالة: