اقرأ في هذا المقال
تعتبر قصة هذا الصحابي من القصص التي تدمع لها العيون، وتهتز لها كافة القلوب، كما وتكلَّم عن تلك القصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ألا وهي قصة الصحابي الذي رفضته الأرض، كما وتعد هذه القصة عبرة للغير وهذا إلى أن يتعظ كافة المسلمين، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عنها.
ما هي قصة الصحابي الذي رفضته الأرض بعد موته
هو الصحابي ملحم بن جثامة، وهو ذلك الرجل الذي قد خرج في أحد الأيام في سَرية قد أمر بها سيدنا محمد عليه الصلاة وأتم التسليم، والتي كانت حينها مكوَّنة من أشخاص يبلغ عددهم ثمانية وكان حينها يقودها رجل يُدعى “قتادة بن ربيعي”.
وكان الهدف الرئيس من تلك السَرية التي أمر بها النبي أن يعتقد البعض أنَّ سيدنا محمد عليه السلام قد سلك هذا الاتجاه، وهذا حينما كان صلَّ الله عليه وسلَّم يعمد إلى التجهيز بغية غزو أهل مكَّة، وفي أثناء الرحلة التي قامت بها السرية قد وجدوا رجلاً يُدعى ب”عامر الأشجعي”.
فقام عامر بإلقاء السلام عليهم، ولكن لم يرد أحد من الرجال في السَرية على عامر؛ وكان السبب في هذا الأمر أنَّه كان هنالك خِلاف ما بين عامر الأشجعي وجثامة، فاعتقدوا أنَّ سلام عامر عليهم عبارة عن خديعة، فهَمَّ ملحم بن جثامة بقتل عامر الأشجعي كما وأنَّه عمد إلى أخذ بعيره وكذلك متاعه آنذاك.
حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”.
ماذا فعل سيدنا محمد بملحم بن جثامة عندما علم بالأمر
فعلم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بما فعله ملحم بن جثامة وعلم بقتله لعامر، فجاء ملحم إلى النبي وطلب منه أن يستغفر له، فردَّ النبي على ملحم بقوله: “لا غفر الله لك”، وهذا لأنَّ سيدنا محمد عليه السلام يعلم أنَّ ملحم بن جثامة قد قتل عامر الأشجعي وهذا بسبب الغضب المتوافر في قلبه، وأنَّ قتله له لم يكن دفاعاً عن النفس إطلاقاً.
فجاءت أيام ومات ملحم بن جثامة، وعندما أرادوا أن يعمدوا إلى دفنه، رفضته الأرض ورفضت أن تدفنه فيها، فقال سيدنا محمد عليه الصلاة والسام: “إنَّ الأرض قبلت من هو شر من ملحم، ولكنَّ الله أراد أن يعظم من حرمتكم” ( أي من حرمة الدم والقتل). صدق رسول الله الكريم.