قصة الفارس سراقة بن جعشم مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام

اقرأ في هذا المقال


قصة الفارس سراقة بن جعشم:

كان سراقة بن جعشم المدلجي فارساً وقوياً وشجاعاً، وعندما أعلنت قبيلة قریش منح جائزة مالية قدرها مائة رأس ناقة ، لمن يأتي بالنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف حياً أو ميتاً، وذلك عندما نجح في الإفلات من قبضة المشركين وهاجر من مكة إلى المدينة المنورة.

عند ذلك الإعلان المغري ركب سراقة فرسه وأخذ سلاحه بعد أن علم بالمكان الذي فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم  سائراً باتجاه المدينة المنورة، وكان قاصداً قتل النبي الشريف محمد صلى الله عليه وسلم، أو إلقاء القبض عليه، ولكنّه فشل، ولم يمكنه الله سبحانه وتعالى ما أراد وما نوى.

فأيقين أنّ الله مانع رسوله من شر قريش وغيرها من القبائل، فاعترف للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه جاء لاعتقاله أو قتله، ولكن كل ما طلبه من النبي الشريف صلى الله عليه وسلم الكريم أن یکتب له أماناً يبرزه عند اللزوم، فأمر النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يومها الصحابي الجليل أبا بكر الصديق رضي الله عنه،  فكتب له ما طلب في كتف بعير، فاحتفظ سراقة بن جعشم بهذه الوثيقة وثيقة الأمان المكتوبة في كتف البعير.

ومرّت العديد من السنوات وقد علا وزاد شأن نبي الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الشريف حتى توجت انتصاراته بتغلبه على هوازن وجيشها في أعظم معركة حربية ضدها وهي معركة وواقعة غزوة حنين.

وجاء دور إظهار سراقة وثيقة الأمان کي ينجو بهذه الوثيقة من أي سوء قد يعترض له من الجيش المنتصر الجيش النبوي الإسلامي، فأبرز سراقة تلك الوثيقة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو عائد من مدينة الطائف، فوفى له بما فيها.

وذكر هنا أبرز ما قاله الصحابي سراقة بن مالك بهذا الحديث، حيث قال سراقة الذي حدث معه عند ملاقاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عند رجوع النبي من الطائف: “لقيت نبي الله  محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف، وهو منحدر من مدينة الطائف إلى الجعرانة، فتحصلت(أي تجمعت وتثبت) والناس يمضون أمامه أرسالاً(أفواجاً)، فوقعت في مقنب (عدد من الحيل يقدر بثلاثين) من خيل الأنصار، فجعلوا يقرعوني بالنبال ويقولون: إليك، إليك، ما أنت؟ وأنكروني حتى إذا دنوت وعرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع صوتي، أخذت الكتاب الذي كتبه أبو بكر  الصديق، فجعلته بين إصبعين من أصابعي، ثم رفعت يدي وناديت: أنا سراقة بن مالك بن جعشم، وهذا كتابي”.

وأكمل سراقه ما حدث مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف: يوم وفاء، أدنوه، فأدنيت منه، فكأني أنظر إلى ساق نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف في غرزه كأنها جمارة، فلما انتهيت إليه سلمت، وسقت إليه الصدقة، فما ذكرت شيئاً أسأله عنه إلا أني قلت: يا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف، أرأيت الضالة من الإبل ترد حياضي وقد ملأتها لإبلي، هل لي من أجر إن أسقيتها؟ فقال النبي الأعظم: نعم في كل ذات كبد حَرَّى أجر”.


شارك المقالة: