قصة تسامح النبي محمد:
في العام الثامن من الهجرة النّبوية الشريفة نصر الله سبحانه وتعالى عبده ونبيه ورسوله سيدنا محمد صلّی الله عليه وسلم على كفار ومشركي قريش، ودخل النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم مكّة المكرمة فاتحاً لها ومنتصراً.
وأمام الكعبة الشريفة وقف كل أهل مكة المكرمة، وقد امتلأت قلوبهم بالرُّعب والخوف والهلع، حيث كانوا يفكرون في حيرة كبيرة وقلق كبير فيما سيفعله معهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن تمكن منهم وتمكن من الدخول لمكة المكرمة فاتحاً لها، وقد نصره الله سبحانه وتعالى عليهم، وهم الذين كانوا يؤذونه ، وهم من أهالوا التراب على رأسه الشريف وهو ساجد لربِّه الكريم، وهم أهل مكة الذين قد حاصروه في شعب أبي طالب مدّة ثلاث سنين، حتى أكل النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم هو ومن معه من التابعين ورق الشجر، بل إنّهم من تآمروا على النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم بالقتل، وقاموا بتعذيب أصحابه الكرام أشد العذاب.
وهم أهل مكة الذين سلبوا أموالهم ، وسلبوا ديارهم، وأجلوهم (أبعدوهم وجعلولهم لاجئين) عن بلادهم، لكنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قابل جميع هذه الإساءات التي حصلت له من أهل مكة من الكفار والمشركين بالعفو والصفح وأيضاً بالحلم، حيث قال لهم النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم: ” يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال -صلى الله عليه وسلم- : ” اذهبوا فأنتم الطلقاء “.