قصة دينية للأطفال عن الإنفاق في سبيل الله وأثره في الحياة

اقرأ في هذا المقال


لقد شرع الله تعالى للعباد من الدين ما يقربهم إلى الله تعالى ويوصل عباده لمرضاة الله تعالى، ويكون في ذلك سببا لدخولهم في الجنة والنجاة من النار، ومن أعظم هذه الأمور هي الإنفاق في سبيل الله تعالى، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق”.

قصة دينية عن الإنفاق في سبيل الله تعالى

يحكى أنه كان هناك طبيباً يعمل في إحدى المستشفيات الخاصة، وقد عُرف ذلك الطبيب بإيمانه القوي وقلبه المتعلق جداً بالإيمان بوجود الله تعالى ووحدانية.

لقد كان ذلك الرجل يعرف بأنه طبيب ويساعد الكثير من الناس المحتاجة، ويقال بأن ذلك الطبيب كان حلمه الوحيد في الحياة بأن يؤدي مناسك الحج وكان يعتبر ذهابه لبيت الله الحرام حلماً ويتمنى تحقيقه.

لقد قضى ذلك الطبيب ثلاثين عاما ليحققه فقد كان يجمع من راتبه الشهري ليقوم بأداء مناسك الحج، وفي يوم من الأيام وبينما كان ذلك الطبيب في غرقة المحاسبة ليستلم الراتب ويكمل القسم الأخير منه من أجل تكاليف مناسك الحج.

وبينما خرج من غرفة المحاسبة فرحًا باستكمال التكاليف الخاصة بالحج، وإذا به يقابل والدة إحدى المرضى الذين يرقدون في المستشفى، في ذلك الوقت سأل والدة المريض عن حالة ابنها الصحية، وأجابت: إنه بخير والحمد لله، ولكني لا أقوى على دفع التكاليف بالكامل ذلك وكما أخبرته بأن والد ابنها قد ترك العمل وتكاليف المستشفى باهظة جدًا لذلك تريد أن تخرجه اليوم من المستشفى.

في تلك اللحظة وقع ذلك الطبيب في حيرة من أمره فهو من جهة فرحاً؛ لأنه استلم الراتب واستكمل تكاليف الذهاب للحج، ومن جهة أخرى فهو يرى الأم ويتقطع قلبه حزنًا على والدة المريض المسكينة. ونظر إلى السماء وقال يا ربي إنك لأعلم بحالي فكم وكم مرّت الأيام وأنا أنتظر اليوم الذي أجمع به تكاليف الحج، والآن لا أعرف ماذا سأفعل؟

لقد أعطى الطبيب ما جمعه من نقود للأطباء المشرفين على علاج ذلك الابن المريض، ودفع له لستته أشهر قادمة، في تلك اللحظة وفي المساء عاد ذلك الطبيب إلى بيته والدموع تنهمر من عينية؛ لأن حلمه بأداء مناسك الحج قد تبدد.

وضع رأسه على الوسادة لينام وفي تلك اللحظة وبينما هو نائم، رأى رؤيا في المنام وكان المنام عبارة عن رؤيا فقد رأى أنه عائد من الحج وكل الناس قد جاءت لتهنئه برجوعه من الحج.

في الصباح استيقظ وهو مسرور وفرح بما رأى في المنام، وعندما جلس رن جرس الهاتف وإذا بأحد الأطباء يرن عليه ويخبره بأن مدير المستشفى كان يود الذهاب إلى الحج لكن زوجته قرب موعد ولادتها ولا يستطيع الذهاب وقد رشحك المدير للذهاب بدلاً منه.

فرح الطبيب كثيرًا بهذا الخبر فقد عوضه الله خيراً، ذهب الطبيب إلى الحج وعندما عاد جاء مدير المستشفى ليهنأه برجوعه بالسلامة من أداء مناسك الحج.

الأمر الذي جعل الطبيب يتكلم للمدير عما حصل معه قبل ذلك، في ذلك الوقت شكر المدير للطبيب لحسن تصرفه وقرر بأن يوظف والد المريض عندهم، كما وأنه قرر بأن يجعل ذلك الطبيب المدير التنفيذي للمستشفى وفي النهاية وتقديراً لحسن تصرف ذلك الطبيب قرر بأن يصرف له مكافأة مالية تقديراً لعمله المخلص.

ما العبر المستفادة من القصة الدينية عن الانفاق

  • وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، لقد أعطى الله الطبيب ما يتمناه من خلال عمله بمساعدة المرأة، وكذلك فقد أعطاه الله نعمة الحج في المقابل.
  • على الإنسان أن يفكر بغيره قبل أن يفكر بنفسه.
  • الذي يعمل الخير يكسب في الدنيا والآخرة فقد جاز الله الطبيب بأن منحه نعمة الحج، وكذلك فقد منحه المدير مكافأة مالية وكذلك جعل منه المحاسب المالي له.
  • يجب على الإنسان أن يتمنى الخير للناس كما يتمناه لنفسه.

قال عليه أفضل الصلاة والسلام: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” وهكذا على الجميع أن يفكر كما فكر ذلك الطبيب القوي بإيمانه الذي فضل أن يطفئ النار في قلب تلك الأم ويقضي حاجتها على أن يحقق حلم من أحلامه وهو أداء ركن الحج.


شارك المقالة: