الأخوة هم الركن الثاني من أفراد الأسرة، وهما سند العائلة في البيت والمجتمع، قال تعالى: “سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ”، والأخوة الحقيقية حيث يكون الأخ سند لأخيه ومصدر قوة له في المجتمع.
قصة دينية للأطفال عن الشجار بين الأخوة
في قرية صغيرة يملأها السكينة والطمأنينة، حيث سكان أهل القرية يعملون في الزراعة والخضار والفواكه فلقد كان أهل القرية يعتمدون في حياتهم على الزراعة، وعلى طيبة قلوبهم التي أصبحت من عاداتهم وتقاليدهم.
في ذلك الوقت كانت هناك أسرة تتميز بوجود ثلاثة شباب قريبين من أعمار بعضهم البعض، ولقد كانوا دائمي الشجار مع بعضهم البعض، وذلك لأتفه الأسباب، هذا الأمر جعل الوالدين يتذمرون من تلك التصرفات التي لا تليق بالعائلات المسلمة والتي تربت على بر الوالدين.
في يوم من الأيام وبينما كانت العائلة تستعد لقطف الثمار والذهاب به إلى السوق في اليوم التالي، أمر والدهم بأن يذهب الأخوة الثلاثة للسوق معاذ وهو الأبن الأكبر ومهند وهو الأخ الأوسط وليث هو أصغر أفراد العائلة، وعند ذهابهم للسوق قرر معاذ بأن يقود العربة التي عليها الخضار والفواكه، ومهند يجب عليه أن يمسك تلك الصناديق الموجود بها الخضار والفواكه؛ وذلك لكي لا تسقط الثمار على الأرض، أما الأخ الأصغر فقد قرروا أن يجلس على العربة وينتبه من أية حركة ويراقب الطريق.
في ذلك الوقت بدأ الإخوة يتشاجرون مع بعضهم البعض، وقد قام الأخ الأكبر يطلب من أخاه الأوسط بأن يقود هو العربة؛ لأن ذلك صعب عليه، لكن الأخ الأوسط رفض ذلك؛ لأنه لا يستطيع أن يترك الخضار والفواكه لكي لا تسقط أرضاً.
الأخ الأكبر تشاجر مع أخيه الأوسط إلى أن علا صوتهم ووصل لآخر مدى، مما جعل أخاهم الصغير يخاف من تلك المشاجرة على الطريق.
وسار الشباب الثلاثة على الطريق وأثناء وصولهم للسوق في البداية لم يبيعوا شيئاً منها، وأصبح الجو حار جدًا لدرجة أنهم لم يستطيعوا تحمل تلك الشمس الحارقة، وفي أثناء ذلك طلب الأخ الأوسط من أخيه الأكبر بأن ينتبه لتلك العربة وسيذهب ليشتري كأساً من العصير ليطفأ عطشه.
ثم جاء الأخ الأصغر ولكي يطفأ الحرارة الحارقة قرر أن يذهب إلى البِركة القريبة منهم؛ لكي يسبح ويطفأ تلك الحرارة العالية، بقي كل من الأخ الأوسط والأخ الأصغر مطولاً حتى غروب الشمس.
في ذلك الوقت وبينما ملَّ الأخ الكبير من الانتظار قرر بأن ينام بينما يعود إخوته، وجاء العديد من الناس ليشتروا لكنهم كانوا يجدونه نائم ومنهم من سرق من الخضار والفواكه، وعندما عاد الأخ الأوسط عند أخيه وجد أن البضاعة قد سرقت فتشاجر الأخ الأوسط مع الأخ الأكبر وعلا صوتهم.
ثم جاء الأخ الأصغر وتشاجر مع الأخوين ثم عادوا من السوق، وبدل من أن يربحوا كانت الخسارة مصيرهم؛ لأنهم لم يبيعوا شيئاً بل سرقت من الأخ الأكبر عند عودتهم.
عندما عاد الأخوة من السوق ورأى والدهم بأنهم قد أضاعوا الخضار والفواكه وخسروا بها، اجتمع الوالد مع أبنائه وطلب منهم أن يستيقظوا في الصباح الباكر ليجمعوا كل الخضار والفواكه؛ لأنه سيكون اليوم نهاية الموسم.
وفي الصباح بدأ الأب والأم يوقضون أبنائهم الثلاثة من النوم فرفض الأبناء أن يستيقظوا فقرر والدهم أن يذهب مع زوجته إلى الأرض ليجمعوا تلك الخضار والفواكه بدون أبنائهم الكسالى.
وفي النهاية وعندما انتهى الوالد مع الوالدة من جمع الثمار وجمعها وإرسالها للسوق ثم قرر الوالد أن يجتمع مع أبنائه ويعطيهم درساً في الأخوّة، في ذلك الوقت قرر أن يعطيهم كل منهم عصا وطلب منهم أن يكسروا تلك العصا فكسر كل واحد منهم تلك العصا.
وعندما كسروها قرر الوالد بأن يعطيهم حزمة من العصي لكي يجربوا أن يكسروها كل على حِدة لكنهم لم يستطيعوا، ثم طلب منهم أن يجمعوها مع بعضهم ويتعاونوا على كسر تلك العصي وبالفعل لقد كسروها وبيّن لهم والدهم الهدف من ذلك الموقف، وهو أن يعرفوا بأن التعاون بين بعضهم البعض يزيد من قوتهم وأن ضعفهم هو نتيجة شجارهم مع بعضهم البعض ونتيجة كسلهم.
ما هي العبر المستفادة من قصة الأخوة
- الأخوة الحقيقية هي أن يتعاونوا مع بعضهم البعض.
- التعاون ومحبة بعضهم البعض هي من أهم الصفات التي تجعل المجتمع أكثر قوة ومتانة.
- على الوالدين غرس روح المحبة والود بين العائلات.