قصة دينية للأطفال عن سوء الخاتمة

اقرأ في هذا المقال


سوء الخاتمة هي انتهاء حياة الإنسان في الدنيا على ما يحب من الأمور التي نهانا عنها الإسلام، وكثير ما نسمع بأن البشر يموتون على ما يحبون، ومن الأمثلة على ذلك منهم من يموت على تناول الخمور، والسهر في الملاهي والمراقص الليلية.

قصة خالد ورفاقه وسوء الخاتمة

في قرية ليست بالكبيرة كان هناك ثلاثة من الشباب الذين يخرجون في كل ليلة للسهر، وكان من بين هؤلاء الشباب زيد، وزيد هذا لديه أصدقاء كان قد تعرّف عليهم أثناء دراسته في الجامعة حيث كان يدرس في المدينة القريبة من قريتهم.

وعندما تخرج ولأن وضع والده المادي كان يمتاز بأنه غني، ويستطيع أن يأخذ من والده ما يريد وفي يوم من الأيام جاء زيد وطلب من والده بأن يشتري له سيارة؛ ليذهب بها الى المدينة ويزور أصدقاءه كلما أراد ذلك.

وافق والد زيد على شراء سيارة خاصة لابنه زيد، وأثناء ذلك قرر زيد أن يأخذ أصدقاءه الموجودين في القرية إلى رحلة مسائية، وبالفعل انطلق الشباب الثلاثة بالسيارة وشغلوا المسجل على الأغاني ورفعوا الصوت حتى كانوا عندما يسيرون من أمام الناس يُلفت صوت الأغاني انتباههم .

بقي الأصدقاء الثلاثة على ذلك في كل أسبوع يخرجون بالسيارة من أجل الترويح عن أنفسهم، لكن ليت الأمر بقي على هذه الحال، بل تطور الوضع حتى تعرف هؤلاء الأصدقاء على فتيات وأخذ كل منهم يتعرف على صديقته دون خوف من الله .

أصبحت العلاقات تكبر بين الأصدقاء والفتيات، وكانوا لا يتركون مكان أو ملهى للرقص إلا زاروه، وزادت علاقاتهم المحرمة، وفي يوم من الأيام وبينما كان الأصدقاء عائدون لقريتهم وهم في حالة يرثى لها من الشرب والغناء والصوت المرتفع من الضحك والغناء.

فجأةً ودون سابق إنذار إذا بالسيارة تخرج عن سيطرة السائق وهو زيد، ولم يستطع السيطرة عليها وذهبت للوادي وارتطمت بالشجرة الأمر الذي جعل جميع من في القرية يخرج ليرى ماذا حصل فوجودا الأصدقاء وزيد قد فارقوا الحياة وصوت الأغاني ينطلق من السيارة، فتمنى الجميع لهؤلاء الشباب المغفرة، وكذلك بأن يحسن خاتمتهم.

والأب أي والد زيد عندما رأى منظر ابنه ندم أشد الندم؛ لأنه اشترى لإبنه السيارة ولم يعلمه الأخلاق والتربية الصالحة وقد جنّ جنونه لهول ذلك الموقف، والجميع طلب من والد زيد بأن يترحم على ابنه الشاب ويقوم بالصدقة عن روح ابنه والشباب الذين ضاعوا وراء الملذات وفقدوا شبابهم ودينهم.

قصة تحول حياة محمد إلى حسن الخاتمة

في يوم من الأيام وفي مدينة صغيرة كان هناك رجل في المتوسط من عمره، ويدعى خالد وهو المسؤول في المدينة عن تنظيم الرحلات للعمرة والحج، وفي يوم من الأيام وبينما كان خالد نائماً وإذا به يرى في المنام بأن أحدهم يحثّه الى الذهاب الى جاره محمد؛ ليذهب للعمرة مع الرحلة القادمة.

اندهش خالد مما رآه من رؤيا خاصة وأن محمد هذا كان يسمع عنه بأنه لا يصلي ولا يصوم، وفي تلك اللحظة قال خالد بأنه مجرد حلم وليس رؤيا.

وفي اليوم التالي نام خالد ورأى ما رآه نفسه في الليلة السابقة، مما جعله يذهب لأحد الشيوخ ليسأله عن تفسير ذلك الحلم، والشيخ بدوره طلب من خالد إذا رأى نفس الحلم للمرة الثالثة فهذه تعتبر رؤيا، ويجب على خالد الذهاب لجاره محمد ويُسجله في رحلة العمرة القادمة.

جاء الليل وبمجرد أن وضع خالد رأسه على الوسادة رأى نفس الرؤيا، هذا الأمر حقيقة هذا ما قاله خالد لنفسه عندما رأى في المنام نفس الشخص الذي يطلب منه ذلك، بأن يذهب لجاره محمد ويسجله في العمرة القادمة.

بالفعل عندما استيقظ خالد في الصباح حمل نفسه وذهب لجاره الذي يبعد عنه بيته بضع أمتار عندما وصل دق الباب ونادى على محمد، خرج محمد إليه ثم تحدثا عن أمر تسجيله في العمرة القادمة، لكن محمد رد على خالد: لكنني لا أصوم ولا أعرف بالصلاة.

خالد بدوره طلب منه أن يعلمه الصلاة فوافق محمد على تعلم كيفية الصلاة، وبالفعل واظب محمد على الصلاة ولم يترك ركعة وبعد أن تعلم الصلاة تماماً، طلب منه خالد بأن يذهب معه للعمرة ووافق محمد.

ذهب محمد للعمرة مع خالد ومعهم مجموعة من الشيوخ الذين قاموا بأداء العمرة، وعندما أرادوا العودة لمدينتهم طلب محمد من خالد طلباً فسأله أن يصلي في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، الأمر الذي جعل خالد يوافق وقال لمحمد: سأنتظرك هنا.

اندهش خالد من الفترة الطويلة التي طلب فيها محمد أن يصلي ركعتين، ثم ذهب ليرى ما السبب.

عندما وصل خالد وجد أن محمد ما زال ساجداً على المصلاة دون حراك، وعندما اقترب منه أكثر وجد بأن محمد قد فارق الحياة، وقد أصابت خالد حالة من الدهشة والحيرة فسبحان الله محمد هذا قبل شهر كان لا يصلي ولا يصوم والآن مات وهو ساجد.

أخذ الشيوخ محمد وغادروا المدينة المنورة ثم دفنوه في بلدته، ثم ذهب خالد الى بيت محمد وسأل عما كان يفعل محمد في حياته، وأجابت زوجته لقد كان لا يؤدي الصلاة ولا الصيام قبل أن تأتي إليه. لكن كان هناك عجوز ليس لديها أولاد ولا معيل، وقد كان يذهب زوجي في كل يوم ليساعدها ويطعمها ويُقدم كل ما تحتاج إليه وكانت تدعو له دوماً بحسن الخاتمة، وهكذا عرف خالد سبب نجاة محمد وحسن خاتمته فلذلك يجب علينا الدعاء دائمًا بحسن الخاتمة.


شارك المقالة: