التكبر هو من العادات التي يكرهها الجميع وهي صفة غير محبوبة للجميع، أما التواضع فهو خلق محبوب وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أكرم الخلق على الأرض يتميز بالتواضع.
قصة دينية للأطفال عن التكبر والتواضع
كان هناك فتىً في مقتبل العمر يعيش مغتراً بقوته مثله مَثل كل من يغتر بنفسه، لدرجة أنه كان يظن بأنه أقوى من جميع الأولاد في البلدة، وفي يوم وعندما رأى أحد أصدقائه، قال له: هل تستطيع أن تنازلني فأنا أقوى منك؟
قال له صديقة: لا أنا لا أنافس صديقي.
لكن ذلك الشاب لم يكتفي بهذا بل نزل إلى الشارع، ووقف في وسط الطريق، وقال: من يستطيع أن ينافسني؟ هيا تعالوا لنتنافس من يستطيع أن يقاتلني؟ لقد اندهش الجميع وانصرف كل إلى بيته.
من أجل غروره لقد وجد في الطريق صديقه مرة أخرى وقال: لماذا لا تنافسني؟ قال صديقه لقد بعثتني أمي للسوق لشراء بعض الأغراض الضرورية للبيت ولا أستطيع أن أتأخر عليها.
عندما رفض صديقه ذهب لصديق آخر وقال له: هل تقابلني وتنافسني؟
أجابه: ليس من هواياتي المنافسة على المقاتلة، ولكني أعشق الكتابة والمجلات وقراءتها، والصبي المغرور لم يعجبه كلام صديقه وجوابه.
ذهب الصبي المغرور للبيت وهو يسير في الطريق أخذ يضرب في الحجارة على الطريق، ومن غير أن يشعر ضرب رجله بحجرٍ قاسٍ وكسرت رجله، وكانت تلك الضربة مؤلمة جداً لدرجة أنه لم يستطع الحراك، لقد لازم الصبي الفراش لعدة أسابيع.
الأم قالت لأبنها: يا بني إن التكبر والتعالي لا يأتي بصاحبه إلا بسوء ومخالفة الأصحاب ويوقع الكراهية بين الناس، وأضافت الأم الأقوى هو من يستخدم قوته في طاعة الله وارضائه يا بني.
الصديق الحقيقي هو من يأخذ أصدقائه لجانبه ويستخدم قوته من أجل مساعدة الآخرين، لقد منحك الله يا بني بنية قوية للدفاع عن نفسك وعن أصدقائك، لا أن تستخدمها لتستهزئ بالأخرين وضعف بنيتهم.
في تلك الفترة أخذ الصبي بالتفكير بكلام والدته وندم ندما شديداً على ما اقترفته يداه من غرور وكبرياء، وقرر أن يتحلى بخلق التواضع الذي يمنح الانسان محبة الله والناس.
بعد أيام من التعب والألم استفقد الأصدقاء لصديقهم وقرروا زيارته؛ لمعرفة سبب غيابه عن المدرسة والاطمئنان عن صديقهم، وعندما وصلوا بيت صديقهم سألوه عن سبب غيابه عن المدرسة وأنهم اشتاقوا اليه.
في تلك الأثناء أخذ الصبي يعتذر من أصدقائه الذي كان يتعالى ويتكبر عليهم، ووعدهم أن تكون قوته من أجل الدفاع وحماية أصدقائه من المخاطر وأن يكون خلقه التواضع.
قال الأصدقاء: لا عليك يا صديقي فنحن أصدقاء ويجب أن يكون خلق التواضع والتسامح من الصفات الطيبة التي نتميز بها كأصدقاء.
قصة دينية للأطفال عن التكبر والتواضع
في يوم من الأيام وبينما كان هناك رجلُ متكبر يتكلم بتفاخر واستعلاء عن الأملاك والثروات التي يمتلكها فقد دخل عليه في المجلس وأثناء حديثه دخل رجلاً فقيراً ورآه الرجل الثري ونظر اليه بازدراء وتكبر وسأله ماذا تريد أتريد مالاً؟
أجابه الرجل الفقير: لا أريد أن أعمل فأنا فقير الحال وأبحث عن عمل؛ لأجد قوت يومي.
قال الرجل الثري: حسناً، اجلس حتى أكمل حديثي وأرى ماذا سأفعل؟
أجاب الرجل الفقير حسناً.
الرجل الثري أخذ يتحدث عن أمواله وكيف يسرف في ماله، الأمر الذي جعل الرجل الفقير يخرج عن طوره وقال: أيها الرجل الثري الله قد أعطالك المال لكنني ومنذ دخلت عليك لم أسمعك تتحدث عن فضل الله عليك وتحمد الله على هذه النعمة.
الرجل التاجر: لم يعجبه حديث الرجل الفقير ونظر اليه بتعالي وقال له: أنا طلبت منك أن تجلس صامتاً لا أن تعطيني رأيك، ولا تنسى بأنك جئت لتطلب العمل والمساعدة وأضاف ألا تعرف مع من تتحدث؟ إنك تتحدث مع أغنى رجل. ونظر إليه بتعالي وقال له وهو ينظر اليه بازدراء إذا أردت مالاً سأعطيك الكثير منه.
الفقير: ألا تعلم بأن الله هو المغني والمعطي والمانع؟
الرجل الثري: وهو يضحك باستهزاء ويقول ماذا تقصد بهذا الكلام أيها الرجل؟
أحد الحاضرين في المجلس: إنه اسم من أسماء الله إن هذا الرجل تبدو عليه علامات العلم والمعرفة وحديثه مشوق.
الثري: حقاً لم أكن أعرف بذلك وهو أن المغني هو اسم من أسماء الله الحسنى وبدت عليه علامات التعجب وقال: من المستحيل أن يكون هذا الرجل الفقير يعرف بهذا.
الفقير: وهل أقول كلاماً لا أعرف معناه ومصدره! فالله تعالى هو المعطي وهو المانع؛ لذلك يجب عليك أيها الرجل أن تشكر نعمة الله عليك، فالله له خزائن السموات والأرض ويعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء بيده الخير كله، وهو المعطي بلا نهاية.
الثري: لماذا لم يعطيك الله؟ أطلب منه أن يغنيك مثلي، أليس بيده خزائن الدنيا؟ وهو يضحك.
الفقير: المال كله لله وحده، وهو الذي استخلف عباده في الأرض، وأضاف كم سمعنا عن غني بدل الله حاله لفقر وكم من فقير قلب الله حاله لغنى.
الثري: غضب غضباً شديداً ولم يعجبه الحديث، ونظر اليه وصرخ أصمت أيها الرجل لا أريد منك أن تتحدث.
أحد الجالسين: اتركه يتحدث ويبدو أنه عنده من المعرفة والعلم مالا نعرفه نحن، أرجوك تابع حديثك فكلامك جميل ومشوق وفيه من الفائدة ما يغنينا.
الرجل الثري: لماذا أتيت أيها الرجل لقد جعلتني حزينًا ومهموماً، لذا سأغادر المجلس لأحضر نفسي لصفقة العمر التي طالما انتظرتها، وبالفعل ذهب الرجل الثري لبيته وجمع كل ما لديه من أملاك ليعمل بها في الصفقة المنتظرة وكما سماها هو صفقة العمر.
الرجل الفقير بقي بالمجلس؛ لأن الحاضرين طلبوا منه أن يكمل حديثه المفيد، أضاف الرجل إن الله يحب العبد الشاكر لنعمة العطاء. وأثناء الحديث دخل رجلُ يبحث عن شخص أمين ليعمل معه، كل الحاضرين في المجلس أشاروا لذلك الرجل العالِم.
في البداية سوف تأخذ هذا الكيس من المال هكذا قال للرجل الفقير وقال له: هذه أجرة عملك معي ليوم واحد.
قال الرجل الفقير: لكن هذا كثير أيها الرجل الطيب.
أجاب الحاضرين: إنه مال الله والله قد أعطاك إياه لماذا لا تأخذه فهذا رزق من الله أعطاك إياه.
الرجل الفقير: حسناً توكلنا على الله وحمده على هذه النعمة، وقال الحمد لله لقد جئت لأطلب العمل من الرجل الثري، ورزقني الله بهذا العمل والمال.
قال الحاضرون في المجلس: لكن يجب عليك أن تأتي عندما تعود وتخبرنا وتقص لنا القصص لنتعلم منك.
الرجل الفقير: حسناً، إن شاء الله.
في اليوم التالي عاد الرجل الثري وهو محزون ومهموم، والتف كل من في المجلس حوله وسألوه ماذا بك؟ قال الرجل الثري لقد خسرت كل أموالي.
جاء الرجل الفقير وهو فرحان ومسرور ويقول الحمد لله، وعندما نظر للمجلس الذي كان فيه بالأمس، وجد الرجل الثري وحوله رجال المجلس بالكامل يهدؤون من روعه ويخففون من حزنه.
في تلك الأثناء نظر الرجل الثري الى الرجل الفقير وقال له: لقد صدقت عندما قلت لي أن الله هو المعطي وهو المانع.