قصة دينية للأطفال عن العنف والقسوة

اقرأ في هذا المقال


العنف والقسوة هو استخدام غير مشروع للقوة يستخدمهما الإنسان الضعيف ليظهر قوته إما من ناحية مادية أو معنوية، وذلك بهدف إلحاق الأذى بالأشخاص والجماعات بالإضافة استخدامهم بهدف التدمير لممتلكات الضعفاء.

قصة الحاكم مع شعبه

كان هناك ملكاً قاسٍ، ويتميز ذلك الملك بالقسوة والعنف على شعبه وكذلك يتعامل مع الشعب الذي يحكمه بمنتهى الأنانية.

كما كان من صفات ذلك الحاكم القاسي أنه لا يأبه ولا يُلقي بالاً لمطالب الشعب كغيره من الحكام، ومن قسوة ذلك الحاكم أن جنوده ووزرائه والمستشارين الذين هم حوله ينصحونه بأن يسمع شكاوي الشعب الذي يحكمه بالقسوة وكان يعاقبهم.

لقد كره الشعب ذلك الحاكم المتغطرس الذي لم يجعل لشعبه مجال لمحبته أو احترامه كونه من الحكام الذين لا يحترمون شعوبهم ولا يستمعون لرغبات ذلك الشعب.

ومما كان يؤخذ على ذلك الحاكم أنه كان دائماً يلبس قبعة على رأسه في كل أحواله ولا يخلعها فقد كان يلبسها في الحمام وكذلك عند الطعام، حتى أنه كان يلبسها فوق التاج الذي يحمله على رأسه كان يلبسها في كل الأحوال.

والشعب المسكين كان يستغرب ويتساءل عن سبب لبس القبعة على رأسه دون تركها فمنهم من كان يشك أن سبب لبسه لهذه القبعة ربما يكون بسبب ورم في رأسه، وكذلك منهم من شك أن السبب كان بسبب أن الملك لربما يكون هناك صلع في رأسه ولا يريد لأحد أن يراه.

أحد رجال هذا الحاكم كان يظن أن الحاكم له قرنين وقد يلبس القبعة لإخفاء ذلك، لكن الشعب الذي سمع ذلك الرجل حاولوا أن يسكتوه وذلك حتى لا يؤذيه الملك بسبب جبروته وظلمه وقسوته.

الشخص الذي كان يعرف بمشكلة الحاكم هو الحلاق، لكن من الغريب في الموضوع بين الشعب أنه كلما جاء حلاق ليحلق لذلك الحاكم يختفي وقد انخفض عدد الحلاقين حتى أصبح في المدينة حلاقين إثنين أحدهم كبير في العمر وكان في سن متأخرة والآخر كان جديد في مجال مهنة الحلاقة ولم تكن لديه خبرة في مجال الحلاقة.

في يوم من الأيام طلب الحاكم من جنوده وأن يأتي له بالحلاق الشاب، لكن الشاب كان خائف؛ لأنه جديد في هذه المهنة وما زال الشاب متدرب في هذه المهنة، فكيف به يحلق شعر الحاكم؟

وصل الشاب الحلاق بينما كان الملك جالس أمام المرآة الكبيرة وينتظر حضور الحلاق الشاب الذي كانت تبدو على وجهه علامات الخوف والرعب من الملك الذي طالما سمع عن قسوته وعنفه مع الشعب، وكذلك لم يكن هناك حلاق حلق له وبقي على قيد الحياة فجميع الحلاقين الذين حلقوا له قد اختفوا.

في ذلك الوقت أمر الملك الحلاق بالبدء بالحلاقة وعندما خلع ذلك الحاكم قبعته قد اندهش الحلاق وظهرت عليه علامات الرعب؛ لأنه رأى أُذني الحاكم الطويلتين وهما كأذني الحمار، وكانت يدي الحلاق تبدو الرجفة عليهما.

سأل الملك الحلاق: ماذا بك أيها الحلاق؟

الحلاق بدوره ومن الخوف قال: لا أيها الملك لا شيء، إنما أنا في حالة من الدهشة لجمال شعرك ونعومته.

لكن الحلاق الشاب كان من الرعب والخوف يحلق بكل هدوء خوفاً من يلفت انتباه الملك؛ لأن أذنيه كأذني الحمار.

عندما أنهى الشاب حلاقة رأس ذلك الملك، طلب منه الملك أن لا يتحدث بما رآه؛ لأن ذلك سر لا يريد أن يعرفه أحد من الشعب، فقال له الشاب: حسنًا أيها الملك.

في تلك الفترة حاول أن يسأله أهل البلدة عن سبب لبس الحاكم للقبعة، لكن الحلاق لم يجب أحد فقد ذهب إلى منطقة بعيدة عن عيون الناس وحفر حفرة عميقة وعندما انتهى من تلك الحفرة بدأ يصرخ بسر أذني الحاكم وقال: أذني الحاكم طويلتين كأذني الحمار.

وكلما عرف بسر ذلك الشاب الحلاق ذهب للحفرة وتحدث بذلك السر، ومع الأيام خرجت نبتة من تلك الحفرة تًعرف بالقصب، وللصدفة مر على تلك الحفرة راعي الأغنام الذي أخذ من تلك الشجرة غصناً أراد به أن يصنع منها مزماراً.

بالفعل صنع ذلك الراعي المزمار من تلك الشجرة وأول ما عزف كان يخرج صوتاً يقول أذني الملك طيلتين كأذني الحمار في تلك اللحظة سمع كل من في البلدة ذلك الصوت. وفي تلك الأثناء ذهب الراعي ليعزف للملك ليعطيه الملك هدية، لكن بدلاً من أن يعطيه الملك الهدية غضب غضبًا شديداً وذلك؛ لأن الناي يخرج منه ذلك السر عن أذني الملك بأنهما كأذني الحمار.

والملك بدوره طلب من جنوده أن يحضروا له ذلك الحلاق الشاب، وعندما حضر ذلك الشاب قال له الملك وبغضب ألم أخبرك بأن لا تتكلم بالسر الذي عرفته عن أذني.

قال الشاب وهو خائف: أنا لم أخبر أحدًا ولكني كنت كلما أردت الحديث والبوح بسرك كنت أذهب للحفرة وأتحدث به أو أتحدث به تحت الماء.

لكن الحاكم ولكونه غاضبًا لم يكترث بما سمعه من الحلاق، وبالرغم من ذلك فقد سمع الحاكم الراعي وهو يعزف فالصوت كان يخرج مرة على صوت خرير الماء وكذلك على صوت أوراق الشجرة وتارة أخرى من الحفرة مما زاد من غضب ذلك الحاكم.

قال الحلاق: لماذا أنت غاضب أيها الحكم؟ فأذنيك طويلتين لكي تسمع شكاوي ومطالب الشعب، في ذلك الوقت سُرّ الحاكم مما سمع من الحلاق، وخرج إلى شعبه في ذلك الوقت بدون قبعة وخطب بشعبه قائلاً: السلام عليكم أيها الشعب فقد خلق الله لي أذني طويلتين لكي استمع لمشاكل شعبي العظيم الذي طالما كانت القبعة تبعد أصواتكم عني وها أنا فقد أعطاني الله أذنين طويلتين كأذني الحمار من أجل أن أسمع مطالبكم وشكواكم.

وهكذا فقد تحول الملك من حاكم قاس إلى حاكم ليّن يساعد في أمور شعبه المحب المسكين، فأصبح مُحبًا ولا يظلم أحداً وفرح الشعب بذلك الحلاق الذي أعطاه الملك أكثر مما يتمنى.

لقد كان الفضل في ذلك للحلاق الشاب الذكي الذي عرف كيف يتصرف مع ذلك الحاكم وحل مشكلة البلدة بكاملها، فتحول بذلك الحاكم من دور الحاكم الظالم المتغطرس المعروف عنه بالقسوة والعنف إلى حاكم لين يرعى مصالح شعبه ويخاف عليهم.

وتحول الشعب لشعب مُحب لحاكمه ويخاف عليه، وأصبحوا الجنود يحافظون على ذلك الحاكم والبلدة شكر الجميع الحلاق الشاب وأعطاه الملك هدية؛ لأنه تخلص من تلك القبعة التي كانت على رأسه لا تفارقه.


شارك المقالة: