اللباس هو ما يستر عورة الإنسان، ويعتبر اللباس نعمة من نعم الله علينا، ولباس الإنسان المسلم يجب أن يكون نظيف لا هو بالطويل ولا هو بالقصير ويجب أن يكون فضفاضاً. نعمة اللباس يجب أن نشكر الله عليها؛ لأنها تسترنا وتقينا من برد الشتاء وتقينا من حر الصيف.
قصة أحمد وسرواله الجديد
أحمد طالب مجتهد لكنه من عائلة فقيرة جدًا، وهذه العائلة الفقيرة لا تجد قوت يومها، وفي يوم من الأيام كان أحمد عائد من المدرسة، سقط أرضاً وإذا بسرواله الوحيد الذي يلبسه للمدرسة قد تمزق.
رآه شيخ كبير بالعمر وقال له: هل حدث لك شيء يا ولدي؟
قال أحمد: لا انني بخير يا عماه.
قال له: إذا لماذا تبكي إذن؟
قال أحمد: إنني أبكي لأن بنطالي الوحيد الذي أستطيع الذهاب فيه للمدرسة قد تمزق ووالدي لا يملك المال ليشتريه لي.
قال الشيخ: لا عليك يا بني سوف يرزقك الله ويرزق والدك.
بينما هما كذلك ذهب أحمد للبيت وهو حزين.
جاء الشيخ في المساء وقرر أن يزور بيت أحمد، وعندما وصل هناك جلب معه سروال جديد لأحمد هدية له.
طرق الشيخ الباب وسأل والد أحمد من بالباب؟
دخل الشيخ وسلم على والد أحمد وسأله: أين أحمد؟ قال والد أحمد: إنه في غرفته يدرس منذ أن عدت للعمل لم أره.
قال الشيخ: نادي عليه أريد أن أراه.
جاء أحمد وسلم على الشيخ وقال له: هذا هدية منّي لك؛ لأنك مجتهد في الدراسة.
قال أحمد: شكرًا لك يا عم.
قال الشيخ: هيا البسه لأراه عليك، قال أحمد: حسناً يا عم.
فرح أحمد بالسروال الجديد وذهب يلبسه وقال: يا إلهي إنه جميل، إنه أجمل من سروالي القديم.
جاء أحمد للشيخ وهو فِرح وسعيد وأخذ يتحدث عن السروال.
وفي اليوم التالي رأى أحمد نفسه على أصدقائه بلبسه الجديد.
لكن رأى أحد أصدقائه غروره بنفسه وأنه لم يكن أحمد بهذه الهيئة من قبل وبهذا الغرور.
جاء صديقه مهند وقال له: مبارك إنه سروال جميل.
قال أحمد: أعرف ذلك.
قال مهند: عزيزي أحمد يجب عليك أن تغتر بل يجب عليك التسمية وأن تطلب من الله أن يبارك لك به، كما أنه يجب عليك دائماً أن تشكر الله على نعمة اللباس؛ لأنه يستر جسمك.
قال أحمد: أنا أعتذر منك يا صديقي مهند ومن أصدقائي؛ لأنني قد رأيت نفسي بهذا السروال.
قال مهند: لا عليك فنحن نعلم أنها الفرحة بالسروال الجديد، وأتمنى أن تتحلى بآداب وأحكام اللباس.
قصة اللباس المدرسي
في يوم من الأيام كان هناك حفلة في المدرسة وقررت المدرسة أن يكون اللباس في المدرسة موحد ليظهر الطلاب بمظهر حسن.
سعاد لبست وتأنقت وراحت ترقص عند والدتها فرحةً بالثوب الجديد أمام والديها وأخوتها دون أن تعلم أن هذا التصرف خاطئ.
الأم: بارك الله لك بالثوب الجديد يا بنيتي.
الأب: مبارك لكن يا بنيتي يجب عليك أن تتحلي بأخلاق الدين والشريعة الإسلامية.
سعاد: وما هي تلك الآداب والأخلاق يا أبي؟
الأب: اذهبي وبدلي ملابسك، وتعالي نتحدث مع أخوتك عن آداب اللباس.
بالفعل ذهبت سعاد وبدّلت ملابسها وجاءت لغرفة الجلوس لتتحدث وتناقش معهم آداب اللباس.
قال الأب: عليك أولا أن تقولي: بسم الله ثم تدعين بالدعاء التالي: “الحمد لله الذي كساني هذا ورزقني إياه من غير حول مني ولا قوة”.
قالت سعاد: وأن لا أتكبر على أصدقائي إن لبست ثوباً جديداً أو نعلاً جديداً.
وأن أبدأ باللبس باليد اليمنى أو القدم اليمنى أولاً ثم اليسرى، ويستر المسلم عند نزعه للثياب وأن لا يراه الآخرين.
قالت سعاد: أنا لم أفعل هذا يا أبي؛ لأنني لا أعلم بآداب اللباس.
قال الأب: الآن أنت قد علمتي لذلك يجب عليك الالتزام بأصول وآداب الشريعة.
قالت سعاد: لكن أريد أن أسألك يا أبي، ماذا نقصد بلا حول مني ولا قوة؟
قال الأب: أي أنني قد حصلت على تلك الملابس بقوة الله وقدرته وليس بقوتي أنا وقدرتي، لذلك يجب شكر الله على نعمه، ومن هذه النعم نعمة اللباس الذي يستر فيه الإنسان عورته وتحميه من حر الصيف وتقيه من برد الشتاء.