قصص دينية للأطفال عن اليتيم والعناية به

اقرأ في هذا المقال


اليتيم هو الشخص الذي لم يبلغ الحلم ويكون قد فقد أحد والديه أو كلاهما، وقد أوصى الله تعالى بالعناية وكذلك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيثُ قال تعالى: “فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فلا تحدث”.

قصة دينية للأطفال عن اليتيم والعناية به

في يوم وبينما كان أحد الرجال ذاهب للمسجد للصلاة، وقد دخل المسجد قبل موعد الصلاة حيث وجد طفلاً في مقتبل العمر يقوم بالصلاة، وبقي يراقب الرجل هذا الصبي وعندما أنهى الصبي الصلاة بدأ يرفع يديه للصلاة والدعاء ولخشوع الطفل بدأ بالبكاء وهو يدعو.

اندهش الرجل من الصبي وسأله متعجباً: من أنت ومن هو والدك يا بني؟

أجاب الصبي: وعيونه تغرورق بالدموع، أنا يتيم وليس لي والدين.

الرجل: ما رأيك أن تكون ابناً لي.

أجاب الصبي: وهل تطعمني أيها الرجل الفاضل إذا جعت؟

أجاب الرجل: طبعاً يا بني!

ثم سأل الصبي: وهل إذا عريت من الملابس تكسيني؟

أجاب الرجل: أجل يا بني.

وأضاف الصبي يسأل: وهل إذا مرضت تشفيني يا عم؟

أجاب الرجل: ليس لي سبيل في ذلك يا بني فهو بين يدي الله.

فأجاب الطفل: يا عم اتركني للذي خلقني وهو يهديني والذي أطمع أن يسقيني ويطعمني، واذا مرضت فهو يشفيني، والذي أطمع أن يغفر لي ذنوبي يوم الدين.

الرجل في ذلك الوقت اندهش من رجاحة عقل ذلك الطفل وانصرف وهو يقول في نفسه، آمنت بالله، من توكل على الله فهو حسبه وكفاه.

انصرف الرجل وهو يتحدث مع نفسه ويقول: والله إنها لنعم التربية الصالحة لقد مات والداه وتركا خلفهما رجلاً يعتمد عليه وليس يتيماً.

قصة دينية للأطفال عن اليتيم في زمن الفاروق

في يوم من الأيام وبينما خرج الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد الرعية كغيره من الخلفاء والحكام العادلين في عهده وفي تلك الفترة لفت انتباهه وجود نار في وسط الصحراء.

استغرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تلك النار الموقدة وفي ذلك الوقت قرر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يذهب ليكتشف السر وراء تلك النار الموقدة، عندما اقترب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجد امرأة تضع قدر على النار والأطفال جالسون حولها.

عندما اقترب أكثر من النار وجد أطفالها يبكون ويطلبون من والدتهم أن تطهو الطعام بسرعة؛ لأنهم في أشد الجوع.

سمع الطفل الصغير وهو يقول: هيا يا أمي، ويكاد صوته لا يخرج من الجوع وتبدو عليه علامات الملل وهو ينتظر لينضج الطعام، ثم جاء دور الصبي الآخر وهو ينتظر بالطعام لينضج، الأطفال في ذلك الوقت ناموا وهم ينتظرون والدتهم لينضج الطعام.

لقد كاد قلب الأم ينفطر لحال أولادها ولما حدث لهم، فهم يتامى لا حول لهم ولا قوة، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه بدوره اندهش مما رآه من المرأة وأبنائها، ثم قرر أن يقترب من الأم ويسألها عن السبب الذي جعلها توقد النار في وسط الصحراء في هذا الليل وتطبخ ولا تطعم صغارها.

أجابت المرأة: إنه قدر فارغ ليس فيه إلا الماء، وقد وضعت بعض الحصى في هذا القدر، وعندما تشعل النار يبقى أطفالها جالسون ينتظرون حتى ينضج الطعام؛ لأنها أوهمتهم بأنها تطهو لهم وينامون وهم ينتظرون منها أن تطهو الطعام لهم.

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لم تكد رجليه تحملانه لما رأى وسمع وقد اغرورقت عيناه بالدموع، وفاضت الدموع من عينيه وكان السماء تمطر لكثرة الدموع التي نزلت من عينه.

سأل أمير المؤمنين المرأة: ومما تشكين أيتها المرأة الفاضلة؟

قالت المرأة: إنها تشكو أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب إلى الله.

فجع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مما سمع وقال: وما شأن عمر؟

فقالت المرأة: كيف ينام ويشبع الطعام ورعيته تنام جوعا!

لقد تقطع قلب عمر مما سمع من المرأة، وأسرع لبيت مال المسلمين، وقال للمرأة قبل أن يذهب: لن ينام أطفالك وهم جوعا بعد اليوم.

دخل عمر بن الخطاب مخازن الحنطة وحمل كيساً من الحنطة وقال لحارس بيت المال ارفعه على كتفي  أيها الحارس، فقال الحارس لما لا ترفعه على كتفي أنا أيها الخليفة.

أجاب عمر بن الخطاب: لا، بالفعل رفع الحارس الكيس على كتف الخليفة، ثم طلب الحارس من الخليفة عمر بن الخطاب مرة أخرى أن يحمل هو الكيس.

قال عمر: بل أنا من سيحمله وهل ستحمل أنت الذنب عني.

ثم ذهب عمر للمرأة وأطفالها، اقترب من المرأة وأعطاها كيس الحنطة ثم ذهب وجلس خلف الصخرة ليرى فرحة الأم وأبنائها.

طلب الحارس من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يعودا للبيت، لكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفض العودة؛ لأنه أراد أن يرى الفرحة في عيون المرأة وأطفالها.


شارك المقالة: