قصة دينية للأطفال عن النهي عن أكل مال اليتيم

اقرأ في هذا المقال


مال اليتيم هو من الأموال التي حرم الشرع فيها البشر بأن يأكلوا من أموالهم، واليتيم هو كل من فقد والده والذي لم يبلغ الحلم بعد، وإذا مات والديه وهو في سن البلوغ لا يقال عنه يتيم.

قصة زيد اليتيم وعمه

في القرية الصغيرة كان هناك طفلاً صغيراً يتيمًا وكان يسمى زيد، وزيد يعتبر من الطلاب المجتهدين في المدرسة، هذا الطفل توفي والده وهو في سن الخامسة من عمره وفي تلك الفترة طلب عمه من والدته بأن تسجل الأرض التي تركها والد زيد باسمه؛ حتى يستطيع أن يقوم بالعمل في تلك الأرض؛ لأنه يعتبر وريث لتلك الأرض من أخيه.

الأم بدورها رفضت بأن تتنازل عن تلك الأرض؛ لأنه يعتبر مال ابنها اليتيم ولا يحق لها بأن تتنازل عن الأرض، فهو بذلك يريد أن يأكل مال اليتيم.

عم زيد لم يعجبه هذا الكلام وهددها بأنه سيأخذ كل الأرض من ابنها اليتيم، والأم خافت في البداية من تهديد عم ابنها، لكنها قررت بأن لا تتخلى عن شبر من مال ابنها لأنها مؤمنة عليه.

في تلك اللحظة الأم قررت بأن تصلي لربها، كما وأنها قررت بأن تلجأ لمحامي لكي يوجهها لطريقة تمنع عم زيد من أخذ تلك الأرض من زيد، فهو ما زال صغيرا ويتيماً ولا يستطيع أن يدافع عن حقوقه.

طمأن المحامي الأم وطلب منها بأن لا تخاف لأن الدين والشرع يمنعه من التعدي على أموال اليتامى وهذا ليس من حقه.

بعد يوم أو يومين من المشكلة والتهديد الذي هدده عم زيد لوالدته، سمعت الأم بأن عم زيد كان يقود السيارة وفي طريقه لوالدة زيد وإذا بالسيارة تهوي في الوادي.

احترقت السيارة لكن لطف الله ورعايته منعت العم من حادث لم يصدق من رآه بأن صاحب السيارة قد خرج سليمًا من ذلك الوادي الذي هوت به السيارة.

في تلك اللحظة سمعت والدة زيد بما حدث لعم زيد وكانت تتردد هل ستذهب لتزوره في المستشفى مع ابنها زيد أم لا؟

الشيطان لم يكن قد غلبها بل استعاذت من الشيطان الرجيم ونظرت لأبنها وقالت: كيف سأترك ابني وحيداً دون أخ ولا أب لا عم، بل سأحاول أن أجمع بينهما.

ذهبت إلى زيارة عم زيد ومعها زيد، وندم العم كثيراً على ما فعل وطلب من والدة زيد بأن تسامحه وقال لها بأن الطمع من صفات البشر وأنه يوصيها بأبن أخيه زيد الذي لم يحافظ عليه.

قصة عمران والأطفال اليتامى

في المدرسة القريبة من بيت عمران كان هناك أطفال يتامى يعانون من الجوع والفقر والملابس المهترئة، وأحد هؤلاء الأطفال اليتامى نادر وهو الأح الأكبر لهؤلاء الأطفال.

كان نادر في نفس الصف الذي يدرس فيه عمران، وكان عمران يشفق كثيراً على نادر وإخوته خاصة عندما يطلب الأستاذ منه ومن إخوته أن يحضروا والدهم، وفي يوم من الأيام وبينما جاء الجدّ وجلس مع عمران سأله: ما هو وضع بيت أهل نادر هل هم في المدرسة؟

عمران: نعم يا جدي أنهم في المدرسة ونادر في صفي.

الجد: لماذا عندما سألتك عنهم تنهدت وحزنت؟

عمران: لأنهم بدون أب والأطفال في المدرسة ينادونهم أنتم بدون أب عندما تحدث مشكلة بين بعضهم البعض.

الجد: لا يجوز منهم هذا التصرف؛ لأن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان يتيمًا أيضًا.

عمران: من هو اليتيم يا جدي؟

الجد: اليتيم هو الذي يتوفى والده وهو صغير في العمر، ولا يوجد معيل لهم.

عمران: لكن يا جدي لِما يقولون بأن عم نادر قد أكل حقوقهم، ولم يعط نادر وأخونه من المال الذي تركه جد نادر لهم؟

الجد: نعم يا بني لقد أكل عمهم مالهم فقد ترك جد نادر الكثير من الأموال، لكن طمعه لم يجعله يرأف على أبناء أخيه الصغار، بل على العكس فقد طردهم وأمهم من البيت الذي كانوا يسكنونه مع والدهم.

عمران: لقد أخذنا في مادة التربية الإسلامية عن أكل مال اليتيم، فهل يعتبر عمهم قد أكل مال اليتيم؟

الجد: نعم وقد نبّه رسولنا الكريم من أكل مال اليتيم، حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام في ذلك وشبههم بالذين يأكلون النار في بطونهم أي عذاب جهنم.

عمران: وهل حقا سيأكلون النار في بطونهم لكن كيف تؤكل النار يا جدي؟

الجد: إنه وصف بلاغي وقد وصفهم نبينا الكريم بهذه الصفة؛ لأنهم يأكلون المال الذي يخص اليتامى والله سوف يعذبهم عذابا شديداً؛ لأن عقابهم النار وبئس المصير.

عمران: لكن يا جدي لماذا لا يتحدث أحدهم لعم نادر يا جدي ليرجع حقوقهم لهم؟

الجد: لقد تحدثنا إليه ورفض الوقوف لجانبهم ومساعدتهم.

عمران: إن نادر وإخوانه مساكين لا يوجد عندهم طعام يكفيهم، كذلك لا يجدون ملابس تكفيهم يا جدي إني حزين جدًا على وضعهم.

الجد: الله يكفلهم لقد أتيت اليوم لأنني قد جلبت لهم من يكفلهم بالدراسة واللباس وكذلك الطعام سيكفلهم شخص غني، فهو مثلك لقد حزن كثيرًا على وضعهم وقرر كفالتهم وستذهب أنت ووالدتك لإعطاء هذه الكفالة إلى والدة نادر فمن أجل هذا أتيت لزيارتكم.

عمران: وما هي الكفالة يا جدي؟

الكفالة: تعني الاهتمام باليتيم والعناية به وهي من الأمور التي حثتنا الشريعة الإسلامية عليها؛ لأن اليتيم ليس له معيل.

الجد: كفالة اليتيم فيها فضل عظيم وأجر كبير، وهناك كثيرون من يستغلون الموقف ويأكلون من أموال اليتامى التي وكلوا بها يا بني.


شارك المقالة: