قصص دينية للأطفال عن الطمع

اقرأ في هذا المقال


الطمع والجشع هو من الأمور التي يجب على الإنسان الابتعاد عنها؛ لأنها من الصفات المنبوذة بين الناس والمجتمع الإسلامي، ويعتبر من الطمع من الصفات التي تضيع الصحة والمال وتُذهب منه البركة.

قصة الأصدقاء الثلاثة ونتيجة الطمع التي قضت على صداقتهم

في يوم من الأيام كان هناك ثلاثة أصدقاء يسيرون في الغابة، وقد كانت تجمعهم صداقة قوية، وبينما كانوا يسيرون في الغابة الكبيرة جلسوا للراحة بعد مسير طويل، وإذا بأحد هؤلاء الأصدقاء وهو ينظر للشجرة ويجد شيئاً.

إذا بشيءٍ لامع يسرق النظر؛ فقد كان اللمعان قوي وعندما اقترب من تلك الشجرة، وإذا بذلك الشيء أموال تلمع ولم يراها أحد سواه وقد انصدم ونادى أصدقاءه بصوت عال: تعالوا إلى هنا تعالوا لنحمل ما وجدت فهو ثقيل جداً.

وعندما اقترب أصدقاءه وجدوا المفاجأة وإذا بكيس مليء بالنقود والذهب، مليء بالغنيمة، وكأن الأصدقاء الثلاثة قد ضربوا على رؤوسهم من الهول والمفاجأة.

في النهاية عندما استيقظوا من الفرحة الصادمة، اتفق الأصدقاء الثلاثة بأن يحملوا كيس الأموال إلى القرية، لكنهم ولكون الكيس كان ثقيلاً اضطروا إلى أن يبقى اثنين منهم عند الأموال والصديق الثالث يذهب للقرية ويُحضر الحمار لكي يستطيعوا أن يحملوا الكيس عليه.

ذهب أحد الأصدقاء الثلاثة بناء على رغبتهما للذهاب للقرية ليحضر الحمار ويذهبوا بالكيس للقرية، وبالفعل ذهب وعندما عاد إليهم وجد الصديقين وقد بدت عليهما علامات الطمع.

اتفق الصديقين على أن يقتلا صاحبهم الثالث، وأن يقتسموا الأموال ويأخذوا ويقتسموا حصته بينهم، فالطمع قد نال منهم، والغريب بالأمر أن صديقهم الثالث والذي ذهب ليحضر الحمار كان يخطط بنفس الطريقة التي فكر بها أصدقائه.

لكنه فكر أن يدس السم في الطعام ليأكلا منه ويتخلص منهما، والشيء المفاجئ هو أن أصدقاءه قد خططوا أن يختبؤوا وراء الشجرة ليضرباه على رأسه ويتخلصا منه.

عندما تخلصوا منه وضربوه على رأسه ومات، وبعد أن تم ما أراد الصديقين قاما وأكلا من هذا الطعام الذي جاء به والمدسوس به السم، فقد قررا أن يأكلا أولاً ثم يذهبان بالأموال للقرية.

لكنهما عندما كانا يتناولان الطعام وإذا بهما قد ارتميا على الأرض، وماتا في نفس تلك اللحظة، وبينما كان هناك رجل يسير في الغابة وإذا به يجد الأصدقاء الثلاثة وقد ارتموا على الأرض أمواتاً والأموال كانت بينهم، وقد كان ذلك الرجل قد عانى كثيراً من الفقر والجوع، لذلك حمل الرجل الفقير المال وذهب ليعيش بأمان، وهكذا فإن الأصدقاء الثلاثة قد انتهت بنهاية صداقتهم وحياتهم من شدة الطمع الذي عاشوا فيه.

قصة الرجل المحسن وأولاده الطماعين

في يوم من الأيام كان هناك عجوز كبير في السن يستيقظ كل يوم من النوم ويقوم بالعمل في  البستان، لينكش الأشجار ويعتني بها ويقطف الثمار، كان هذا الرجل العجوز يقوم بتوزيع الزكاة التي تخرج من البستان للفقراء والمحتاجين.

مرض الرجل الكبير في السن واشتد المرض عليه إلى أن مات ذلك الرجل العجوز وورث أولاده البستان، لكن الطمع والجشع جعل منهم أبناء غير تقيين مما زاد الأمر سوءً للفقراء، فقد كان البستان هو مصدر رزق لهم من تلك الزكاة التي يخرجها ذلك الرجل العجوز من تلك الأرض، لكن أبناء ذلك الرجل قد قطعوا رزقة الفقراء من ذلك البستان.

الغريب في الأمر أن أولاد هذا العجوز قرروا أن يمنعوا الفقراء من الدخول للبستان، وحرمانهم من خيرات ذلك البستان، ظناً منهم أن الفقراء يقللون من ذلك الخير، لم يكن يعلم هؤلاء الأبناء أن منع الزكاة التي جعلها والدهم من نصيب الفقراء قد منع الله عنهم الخير كله.

في الصباح الباكر وعندما استيقظ الأبناء الثلاثة وجدوا أن البستان قد أصبح رماداً، بدا البستان وكأن قدرة الله قد حرمت الأبناء من خيرات البستان مثلما حرم الشباب الثلاثة الفقراء من خيرات البستان.

وهكذا فقد عرف الأولاد أن والدهم قد منحهم طريق لجلب الرزق بينما الأبناء قد أضاعوه بطمعهم وجشعهم الذي لم يكن لينتهي إلا عندما احترق بستانهم.

قصة الصديقان خالد ومهند والطمع

كان هناك تاجران صديقان، أحدهما يدعى خالد والآخر مهند وكان خالد طيب القلب بينما كان مهند يحمل من الخبث والطمع ما لا يستطيع أي صديق تحمله.

في طريق تجارتهم وبينما هما في الطريق وجدا كيس من النقود قرر أحدهم أن يقتسما المال، لكن الآخر وهو مهند قال أن يضعا النقود في مكان محدد وكلما احتاجا من المال ذهبا وأخذا ما يحتاجانه منه.

بالفعل لقد كانت خطة مهند الطماع قد نجحت في سرقة المال، حيث قام الصديقين بدفن المال تحت إحدى شجر القرية، ووافق صديقه خالد الطيب القلب ودفنا المال وذهبا للقرية.

ومهند الصديق الطماع ذهب متخفيًا في الليل وسرق المال من تحت الشجرة، وفي الصباح ولتنجح خطة مهند، جعل نفسه حزينًا حيث مَثّل بأنه يريد الذهاب ليأخذ من المال لكنه لم يجد شيئًا.

قال مهند لخالد: لماذا أخذت المال؟ ألم نتفق بأن نتقاسم المال وقلنا من يحتاج منه يأخذ حاجته ويحسبها من حصته؟

قال خالد: وهو مندهش لكني لم آخذ شيئاً من المال!

قال مهند: من أخذها إذاً لا أحد يعلم بهذا المال سوانا وكأنه لم يفعل شيء.

في النهاية ذهب الصديقان للقاضي ليحكم بينهما.

خالد طيب القلب حلف يميناً بأنه لم يسرق شيء ولا يعلم من أخذ المال.

وشك القاضي بيمين مهند وسأله: ألديك دليل لما تقول؟

أجاب مهند: نعم، إن الشجرة التي دفنّا تحتها الكنز تشهد على أن خالد قد أخذ المال.

القاضي: وهل هناك شجرة تتكلم بالفعل؟

أجاب مهند: نعم يا سيدي.

القاضي: حسناً، دعونا نذهب لتلك الشجرة التي تتكلم وستعترف بأن خالد قد سرق المال كما يدعي صديقه مهند.

اتفق مهند ووالده على أن يختبئ والده خلف الشجرة ليجيب على تساؤلات القاضي ويأخذا المال لهما.

سأل القاضي: أين تلك الشجرة يا مهند؟

قال مهند: تلك يا سيدي تلك هي الشجرة.

سأل القاضي الشجرة: من الذي سرق المال من تحتك أيتها الشجرة؟

أجابت الشجرة: إنّ خالد صديق مهند هو من سرق المال.

القاضي شك بالأمر وطلب من حراسه أن يحرقوا الشجرة.

خاف الأب من طلب القاضي الذي طلب بحرق الشجرة وخرج على القاضي وهو يتوسل إليه أرجوك أرجوك يا سيدي سوف أقول الحقيقة.

بالنهاية حكم القاضي على مهند ووالده بالعقوبة المناسبة حتى يشعرا بنتائج الطمع وإلى أين أودى بهما، وقد حكم القاضي بأن يكون المال كله من نصيب خالد الطيب القلب.

المصدر: علمني النبي، ليلى حافظ القواسميغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، محمد عبد اللطيف عاشورقصص إسلامية للأطفال، محمد منير النبار قصص الأنبياء للأطفال، مريم نجاح محمد عبد الرحمن


شارك المقالة: