أصحاب الفيل هم الجيوش الذين تحالفوا مع أبرهة الأشرم لمقاتلة العرب المسلمين والذين كانوا يذهبون لمقاتلة الذين يذهبون للحج، وقد طلب منهم أبرهة الأشرم بأن يأتوا بالفيلة التي عندهم لتدمير مكة، وهم الذين نزلت بهم سورة الفيل الكريمة وتحدثت عن العقاب الذي نزل بهم.
قصة دينية للأطفال عن معرفة من هم أصحاب الفيل
في يوم من الأيام كان على طلاب صف الخامس تحضير سورة الفيل وطلب منهم الأستاذ لأن يستمعوا لقراءة سورة الفيل، وفي تلك اللحظة جاء أحد الطلاب واسمه أحمد فسأل أستاذه: ماذا عنى الله تعالى يا أستاذ بأصحاب الفيل؟
أجاب الأستاذ: سوف يكون هذا وجباً عليكم لتتحققوا من ذلك بأنفسكم.
جاء طالب آخر واسمه مهند: ما هي قصة أصحاب الفيل يا أستاذ؟
الأستاذ: عليكم جميعاً أن تجمعوا معلومات عن من هم أصحاب الفيل؟ ولماذا سموا بهذا الاسم؟
في اليوم التالي للحصة جاء محمد وتحدث فيها عن أصحاب الفيل ولماذا سمي بأهل الفيل؟
قال: في البداية يا أستاذ كان هناك من يعرفون بالأحباش وكان ملكهم يتصف بالظلم والغطرسة وفي يوم جاء ليعين حاكم خاص في اليمن وسمي ذلك الحاكم بأبرهة الأشرم.
تولى أبرهة الأشرم اليمن وفي يوم من الأيام رأى جموع العرب تجتمع في فترة محددة ويسافرون لكن إلى أين لا أحد منهم يعرف، إلى أن توصلوا أنهم يذهبون لمكان يعرف بالكعبة ويعظمون ذلك المكان.
والحاكم بدوره جاء بباله فكرة بناء كنيسة كبيرة لكي يتجه العرب إليها بدلاً من ذهابهم للكعبة، وقد قرر وضع الكنيسة في منطقة تسمى بصنعاء، نفذ الحاكم الفكرة وبنى الكنيسة وأسرف في بنائها الكثير من المال وأغدق المال الكثير من أجل بنائها.
والعرب بدورهم لم يعجبهم ما قام به أبرهة الأشرم، وقالوا كيف نترك بيت أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ونذهب لكنيسة أبرهة الأشرم.
لم تقف الأمور عند ذلك الحد، مما أثار غضب أبرهة الأشرم عندما سمع بذلك وأعدّ العدة من أجل أن يذهب لهدم الكعبة وقد أسند الأشرم لجيوشه تلك المهمة.
بالفعل لقد طلب منهم أن يجمعوا الخيول والفيلة وذهبوا ليهدموا الكعبة، وفي تلك الأثناء وعندما اتجهوا نحو الكعبة كان جيش أبرهة الأشرم كلما مروا على بلد عربية يقومون بمقاتلة أهلها، ونهب أموالهم لتصبح أموال العرب كلها بين يديهم.
ولكي يتخلص العرب من ظلم أبرهة الأشرم ولكي لا تدمر مناطقهم عرضوا على أبرهة الأشرم المساعدة، في تلك الأثناء سمع أهل مكة بأن جيش أبرهة الأشرم قادم من أجل هدم الكعبة وقد علم أحدهم بأنهم أحضروا الفيلة من أجل تلك المهمة.
والعرب لم يعجبهم هذا النبأ مما اضطرهم لأن يجتمعوا وكان زعيم مكة في ذلك الوقت يدعى عبد المطلب بن هاشم وطلب ملاقاة الأشرم وكان عبد المطلب ذو هيبة ووقار وقام احتراماً لهيبته.
قال الأستاذ: أكمل يا مهند: ثم سأل أبرهة الأشرم عبد المطلب ما الذي جاء بك؟
أجاب عبد المطلب: لقد جئت لأشكوك جنودك الذين نهبوا مائتي بعيرا وأريد منكم أن تردوها لي.
أجاب أبرهة الأشرم: لقد جئت لأهدم الكعبة لأنني سمعت بأنكم تقدسونها أنتم العرب، وتعتبرونها مكان مقدس لأن جدكم إبراهيم عليه السلام هو من بناها، فأنا أنوي هدم بيتكم وأنت جئت لا تسألني أن أتراجع بل جئت لتسألني عن البعير؟!
أجاب عبد المطلب: أما البعير فأنا ربها وللبيت رب يحميه، بعد ذلك وقف عبد المطلب على باب الكعبة وأمسك بباب الكعبة وأخذ يدعو بأن يمنع الله عن باب الكعبة جنود أبرهة الأشرم وأن يبعدهم بقدرته، وفكر كيف سيحارب من أجل الكعبة، وجنود أبرهة الأشرم يخيفون الناس بالفيلة ولا يستطيعون مقاومتهم.
في صباح اليوم التالي ركب جنود أبرهة الأشرم الفيلة ليقوموا بهدم الكعبة، في تلك الأثناء بركت الفيلة أمام الكعبة ولم تستطع الحراك فاندهش جنود أبرهة الأشرم من هذا الموقف مما اضطرهم أن يحاولوا ضربها لتتحرك لكن دون فائدة، وفي تلك اللحظة حاول الجنود أن يوجهوا تلك الفيلة باتجاه اليمن فنهضت الفيلة وبدأت بالهرولة مسرعة باتجاه اليمن، ثم حاولوا أن يوجهوها باتجاه مكة ولكنها بركت مرة أخرى مما أثار خوف وقلق أبرهة الأشرم وجنوده.
بدأ جنود الأشرم بالتوجه نحو الكعبة وفي تلك الأثناء أرسل الله بقدرته وحكمته طيراً يدعى بطير الأبابيل مما أثار مخاوف جنود أبرهة الأشرم، ومما زاد في خوف جنود أبرهة الأشرم أن الله قد أرسل بعض الحجارة الصغيرة من نار وكانت الطيور تقوم برمي الحجارة على رأس جنود أبرهة الأشرم.
بالفعل لقد كان لتلك الطير أثر كبير على الجنود وكان الحجر الذي يصيب أحد هؤلاء يسقط أرضاً ويموت، وعندما حاولوا الهروب كانت تلحق بهم تلك الطيور ولم يسلم الأشرم من الألم من الحجارة التي كانت ترميها الطيور وحاول الجنود الإحاطة بالأشرم لكي يحموه من الطيور، ونجحوا في الهروب لكن الأشرم وعندما وصل اليمن سقط أرضاً ومات.
وهكذا فإن الله تعلى قد تعهد بحفظ البيت وقد بعث ملائكته ليحفظوا البيت، وهو إرث المسلمين وباب قبلة المؤمنين.