قصة سليمان بن اليسار والعفة

اقرأ في هذا المقال


أبو أيوب سليمان بن اليسار، كان مولى السيدة ميمونة بن الحارث أم المؤمنين وهذا ما بين السنة الرابعة والثلاثين للهجرة إلى السنة المائة وسبعة للهجرة، كان تابعي ومدني كذلك، كما ويُعدُّ أحد رواة الحديث النبوي الشريف، وأحد الفقهاء كذلك في المدينة المنورة السبة ومن التابعين.

ما هي قصة سليمان بن اليسار والعفة

في أحد الأيام خرج سليمان بن اليسار العبد الصالح رحمه الله، وهذا من بلدته التي كان يسكن فيها، وكان حينها مسافراً ومعه صديق له، فانطلوا ذاهبين إلى السوق وهذا لكي يعمدوا إلى شراء الطعام لهم، كما وجلس سليمان ينتظره، ويُذكر حينها أنَّ هذا العبد الصالح كان جميلاً ووسيماً قسيماً ومن أجمل الناس وجهاً، وكان هذا من أروعهم وهذا عن محارم الله، ومن أهل الجبل رأته امرأة آنذاك، وعندما رأت جماله انحدرت إليه آنذاك، وكان عليها البرقع، فأتت حينها فوقفت ما بين يديه وعمدت إلى الإسفار عن وجهها الذي شُبِه بأنَّه كفلقة القمر وهذا ليلة التمام وبعد ذلك قالت:” هبني”.

فما كان من هذا التابعي رضوان الله عليه إلّا أنَّه عمد إلى غضِّ بصره عنها، كما وأنَّه اعتقد بأنَّها فقيرة، وأنَّها تحتاج البعض من الطعام، فقام آنذاك وهذا بغية غطائها البعض من الطعام الذي كان يتواجد بحوزته، فعندما رأت هذا قالت له حينها:” لست أريد طعاماً إنَّما أريد ما يكون بين الرجل وزوجته”، فتغير لون وجه هذا التابعي الرجل الصالح، وتمعرَّ كذلك وصاح فيها آنذاك قال لها:” لقد جهزَّك إبليس“، وبعد ذلك عمد إلى تغطية وجهها بكفيه، كما وأنَّه طقطق رأسه ما بين ركبيته، وأخذ حينها بالبُكاء والنحيب.

وعندما رأت تلك المرأة أنَّه لا ينظر إليها بتاتاً، سّدّلت البرقع وهذا على وجهها:” البرقع أي النقاب”، كما وانصرفت وعادت إلى مخدعها أو خيمتها، وبعد فترة قد عمد إلى شراء لهم طعامهم، وعندما شاهد سليمان عيناه من كثر البُكاء كما وانقطع صوته حينها وقال له:” ما يُبكيك؟.

قال سليمان:” خيراً ذكرت صبيتي وأطفالي”، فقال رفيقه أنذاك: ” لا إنَّ لك قصة إنَّما عهدك بأطفالك منذ ثلاث أو نحوها” فلم يزل به صديقه حتى أخبره بحادثة المرأة تلك معه، فقام رفيقه بوضع تلك السفرة، وأخذ يبكي ذلك البكاء الشديد، فقال له سليما: وأنتَ ما يُبكيك؟.

وكما ذُكر في كتاب” حيلة الأنبياء”، أنَّ ذلك الرفيق قال: “أنا أحق بالبكاء منك”، قال سليمان:” ولمَ؟”، قال: هذا لأنَّني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرت عنها”، فقام سليمان بالبكاء هو وصديقه، ولما انتهى سليمان إلى مكة المكرمة وطاف فيها وسعى جاء حينها إلى الحجر واحتبى ثوبه كذلك، وبعدها نعس ونام تلك النومة الخفيفة.

التابعي الجليل رأى وهذا كما يرى النائم، حيث رأى رجلاً وسيماً وجميلاً وطويلاً، وكان له تلك الهيئة الحسنة والرائحة الطبية والعطرة والجميلة، فقال له حينها سليمان: “من أنت يرحمك الله؟، فردَّ عليه قائلاً:” أنا يوسف النبي الصديق ابن يعقوب.

وقال سليمان آنذاك: “إنَّ في خبرك وخبرِ امرأة  العزيز لشأناً عجيباً”، فردَّ عليه يوسف عليه السلام قائلاً: “بل شأنك وشأن الأعرابية أعجب”.


شارك المقالة: