قصة قصيدة وترى الملوك إذا رأيتهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وترى الملوك إذا رأيتهم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وترى الملوك إذا رأيتهم” فيروى بانه في يوم من الأيام كان أشجع السلمي جالس في مجلس مع أصحاب له، وكانوا يتبادلون أطراف الحديث، وينشدون بعضهم البعض ما عندهم من شعر، وبينما هم كذلك دخل عليهم رجل يقال له أنس بن أبي شيخ البصري، وهو أحد أصدقاء جعفر بن يحيى البرمكي المقربين، وعندما دخل وقف له جميع الحاضرين ما عدا أشجع السلمي، فلم يكن يعرفه من قبل حتى يقف له، ولاحظ أنس البصري ذلك، وقال: من هذا الرجل؟، فقالوا له: هو أشجع السلمي الشاعر.

فالتفت أنس البصري إلى أشجع السلمي، وقال له: أنشدني شيئًا من شعرك، فأنشده أشجع، فقال له: والله إنّك لشاعر، ما الذي يمنعك عن أن تقابل جعفر بن يحيى؟، فقال له أشجع: ليس لي أحد يقربني منه، فقال له أنس البصري: أنا سوف أجمعك به، ولكن عندما تدخل إليه لا تطل في شعرك، فإن جعفر بن يحيى يمل ولا يحب الإطالة، فقال له أشجع: إني لست ممن يطيلون.

وجهَّز أشجع السلمي قصيدة على نحو ما طلب منه أنس البصري، وتوجه إلى مجلس جعفر بن يحيى، فلاقاه أنس وقال له: انتظرني عند الباب، ودخل إلى مجلس جعفر، وبعد لحظات خرج أبو الرمح الهمداني، ونادى قائلًا: أشجع، فوقف أشجع وتوجه إليه، فأخذه وأدخله إلى مجلس جعفر بن يحيى، وعندما دخل قال له جعفر: أسمعني شيئًا من شعرك، فأنشد أشجع قائلًا:

وترى الملوك إذا رأيتهم
كل بعيد الصوت والجرس

فإذا بدا لهم ابن يحيى جعفر
رجعوا الكلام بمنطق همس

فأمر له جعفر بن يحيى بعشرة آلاف درهم، فأخذها وخرج، ومن بعدها وبينما كان أشجع يمشي في السوق لقي المبارك مؤدب بن يحيى، فطلب منه المبارك أن ينشده الأبيات التي مدح بها جعفر بن يحيى، فأنشده إياها، فقال له المبارك: وما الذي يمنعك من أن تمدح الفضل بقصيدة كما مدحت جعفر بن يحيى، فقال له أشجع: أدخلني عليه، فأدخله، وعندما وقف بين يديه، مدحه بقصيدة قال فيها:

وما قدم الفضل بن يحيى مكانه
على غيره بل قدمته المكارم

لقد أرهب الأعداء حتى كأنما
على كل ثغر بالمنية قائم

فقال له الفضل: كم أعطاك جعفر؟، فقال له: عشرة آلاف درهم، فأمر له الفضل بعشرين ألف.

نبذة عن أشجع السلمي:

هو أشجع بن عمرو السلمي، ولد في اليمامة، واتصل بالبرامكة، والخليفة العباسي هارون الرشيد.


شارك المقالة: