اقرأ في هذا المقال
قصص من حياة الرسول محمد:
في سيرة المصطفى الرسول الكريم سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم، وقعت العديد من الأحداث والقصص والمواقف والوقائع، فكانت حياة النّبي الكريم سيرة خالدة إلى يوم القيامة.
رحلة محمد صلى الله عليه وسلم مع أمه إلى يثرب :
وفي يوم من الأيام خرجت والدة النّبي الكريم السيدة آمنة بنت وهب ومعها النّبي محمد والذي كان حينها ما يزال في بداية عمره، وكانت معها أيضاً خادمتها السيدة أم أيمن، حيث خرجوا من مكة المكرمة متوجهين نحو يثرب حتى يقوموا بزيارة قبر زوجها عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم وذلك وفاء منها له وحتى يعرف ولدها النّبي محمد قبر أبيه، وحتى يزور ولدها أخوال جده من بني النجار.
وفي تلك الأوقات كان الجو شديد الحرارة، وتحملت السيدة آمنة بنت وهب أعباء تلك الرحلة الطويلة والمتعبة والشاقة، حيث ظلت السيدة آمنة بنت وهب مدّة شهر في المدينة المنورة(يثرب قديماً)، وقد توفيت السيدة آمنة في مكان اسمه “الأبواء”، ودفنت السيدة آمنة هناك، حينها رجعت السيدة أم أيمن إلى مكة المكرمة بالطفل محمد يتيماً وحيداً، فعاش النّبي الكريم في صغره مع جده عبد المطلب ، وكان يبلغ سيدنا محمد آنذاك من العمر ستة أعوام.
قصة الرسول كفالة جده عبد المطلب:
بعد وفاة السيدة آمنة بنت وهب عاش الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم تحت ظلِّ كفالة ورعاية جده عبد المطلب، والذي امتلأ قلبه بحب حفيده الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فكان جده عبد المطلب يؤثر أن يصحبه في مجالسة العامّة (الجلوس في المجالس)، وكان يجلس حفيده محمد الرسول الكريم على فراشه الذي كان بجوار الكعبة.
ولكنّ عبد المطلب جدُّ الرسول الكريم فارق الحياة وتوفي حين كان يبلغ النّبي سنَّ الثامنة من عمره، وتكفل الرسول الكريم بعد وفاة جده عمّه أبو طالب، فقام عمّه أبو طالب بكفالته وتربيته ورعايته هو وزوجته السيدة فاطمة بنت أسد، وأخذه مع أبنائه يتكفله، رغم أنّ عمّ الرسول أبو طالب لم يكن من أكثر أعمام النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم مالاً، لكنّه كان من أكثرهم نبلاً وشرفاً ومكانةً، فزاد عطف وحب أبي طالب للرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم، حتى وصل به إنّه كان لا يجلس في مجلس مع العامة أو مع الخاصة إلّا والنّبي معه، حيث كان يناديه بابنه من شدّة وكثرة محبته له.