قيام غزوة بني النضير

اقرأ في هذا المقال


رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بعد علمه بما يخطّط له اليهود من محاولةٍ لقتله، وأخبر النبي أصحابه بما يخطط له اليهود.

النبي يمهل اليهود

وبعد ذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي محمد بن سلمة إلى يهود بني النضير يطلب منهم أن يخرجوا من المدينة المنورة، وأمهلهم النبي مدّة عشرة أيام، وأنّه من سيبقى منهم فيها سيضرب النبي عنقه، وبعد تلك الرسالة من النبي تجهّز اليهود للخروج من المدينة.

بني النضير يرفضون الخروج

بعد رسالة النبي لليهود والتي تتضمن بالخروج من المدينة، ومع تجهزهم للخروج بعث إليهم المنافق الكبير عبد الله بن أُبي بن سلول وهو أحد قادات الخزرج وقد عرف بعداوته للإسلام، بعث رسالة إليهم طلب من يهود بني النضير عدم الخروج من المدينة، وأنّ عبدالله بن أبي بن سلول قد جمع ألفي مقاتل للدخول في حصون اليهود دفاعاً عنهم، وتضمَّنت أيضا هذه الرسالة أنّ قريظة ومعها حلفاؤكم من غطفان ستدافع عنكم وتنصركم.
وعندها عادت بعض من ثقة اليهود إليهم، فأرسل حيي بن أخطب رئيس اليهود رسالة إلى النبي يرفض فيها الخروج، وأنّه لا يهتم لما يصنع النبي.

حصار النبي لليهود

بعدها علم النبي برفض قائد اليهود ورئيسهم حيي بن أخطب الخروج من المدينة، فجهَّز النبي نفسه للسير إلى بني النضير، وولّى على المدينة حينها ابن أم مكتوم، وكان يحمل اللواء علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعندما وصل النبي إليهم حاصرهم، ممّا أدّى إلى تحصّن اليهود في حصونهم، وعندها أمر النبي بحرق نخيلهم وتقطيعها لأنّها كانت عوناً لهم في تحصين أنفسهم، وحتى أنّ قريظة لم تأتي لتساعدهم في الدفاع عنهم وعندها تأكدوا من خيانة عبد الله بن أبي بن سلول لهم.

مدَّة الحصار

بعد أن حرق النبي نخيل اليهود وقطعها حتى لا تساعدهم في تحصين أنفسهم، وبعد تأكُّد خيانة عبدالله بن أبي لليهود وعدم وقوفه معهم، حاصر النبي اليهود مدَّة ستَّ ليالٍ، وعندها ألقى الله سبحانه وتعالى الرُّعب في قلوب اليهود، ممّا أجبرهم ذلك على الخضوع والاستسلام، وبعثوا برسالة إلى النبي أنّهم سيخرجون من المدينة، فطلب النبي منهم أن يخرجوا بأنفسهم ولهم ما حمل الإبل إلّا حمل السلاح.

فدمر اليهود بيوتهم بأيديهم، وحملوا ما بقي منها من أبواب وشبابيك وحتى أسقف البيوت، ورحلوا مع أطفالهم ونسائهم، وأسلم منهم رجلين فقط، وعندها أصبحت أموالهم وأرضهم للنبي خالصة يتصرف فيها كيف يشاء.

ووقعت غزوة بني النضير في السنة الرابعة من الهجرة النبوية في شهر ربيع الأول، حيث نزلت بتلك الغزوة سورة الحشر بأكملها.


شارك المقالة: