كتاب النبي لأهل الطائف:
هو كتاب أرسله النبي عليه الصلاة والسلام لأهل الطائف وبشكل مخصص لقبيلة ثقيف الذين كانوا يكمنون هناك، وأرسله النبي لهم بعد أن أعلن الوفد القادم من قبيلة ثقيف دخوله في دين الله الإسلام.
ثمّ كتب لهم كتاباً يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام: “بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي رسول الله إلى المؤمنين، إن عِضَاهَ وَجَ وَصَيْدَهُ حَرَامٌ، لا يُعْضَدُ شجره، ومن وُجد يفعل شيئاً من ذلك فإنّه يجلد وتنزع ثيابه”.
وبعد ذلك سألوا وطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤَجِّل لهم هدم صنمهم مدّة شهرٍ حتى يدخل القوم كلهم في دين الله الإسلام وأن يملأ الإيمان قلوبهم، ولا يرتاع السفهاء من النساء من هدمه، فرضي وقبل بذلك النبي عليه الصلاة والسلام.
وبعد أن خرجوا من عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال لهم رئيسهم: “أنا أعلمكم بثقيف، اكتموا عنهم إسلامكم وخوِّفوهم الحرب والقتال، وأخبروهم أنّ محمداً طلب أموراً عظيمة أبيناها عليه، سألنا أن نهدم الطاغية، وأن نترك الزنا، وشرب الخمر والربا”، فعندما وصلوا إلى بلادهم جاءت قبيلة ثقيف للوفد الذي بعثوه للنبي، فقال الوفد: “جئنا رجلاً فظّاً غليظاً قد ظهر بالسيف، ودان الناس له، فعرض علينا أموراً شديدة”.
حينها قالت ثقيف: “والله لا نطيعه أبداً”، حينها قالوا لهم: “أصلحوا سلاحكم، ورمُّوا حصونكم، واستعدوا للقتال”، فأجابوا ما قال لهم الوفد، حتى أنّهم استمروا على ذلك يومين أو ثلاثة أيام، لكنّ الله سبحانه وتعالى نصر نبيه الكريم وذلك عندما ألقى الرّعب والخوف في قلوبهم، عندها قالوا: “والله ما لنا بحربه من طاقة، ارجعوا إليه وأعطوه ما سأل”، فقال الوفد مجيبين: لقد قاضيناه وأسلمنا على دينه، فقالت ثقيف: “لِمَ كتمتم علينا ذلك؟”( لماذا لم تظهروا ذلك لنا)، فقال الوفد: حتى تذهب عنكم نخوة الشيطان، وبعد ذلك أسلمت قبيلة ثقيف.
وكان ذلك الكتاب من الكتب التي أرسلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لبعض القبائل أو للأمراء أو للملوك أو للحكام أو لحتى لكبار الأقوام وزعاماتهم، فبهذا الكتاب أسلمت قبيلة ثقيف التي كانت تكمن في مدينة الطائف.