كيف تمت وسوسة إبليس لآدم وحواء عليهما السلام؟

اقرأ في هذا المقال


كيف تمت وسوسة إبليس لآدم وحواء عليهما السلام؟

لقد جاء إغراءُ آدم وزوجه عن طريق الوسوسة، فكيف باشر إبليس وسوستهُ لآدم وزوجه هل كانت مشافهةً أم غير ذلك. يقول السيد قُطب: إن وسوسة الشيطان لا ندري نحنُ كيف تتم؛ لأننا لا ندري كنهُ الشيطان حتى ندرك كيفياتِ أفعاله، وكذا اتصاله بالإنسان وكيفية إغوائه، ولكننا نعلمُ بالخبر الصادق وهو وحده المصدر المعتمدِ عندنا من هذا الغيب أن إغوائه على الشر يقع في صورةٍ من الصور وإيمائهِ بارتكاب المحظور يتمُ على هيئة من الهيئات، وأن هذا الإيحاء وذلك الإغراء يعتمدان على نُقط الضعف الفطرية في الإنسان وأن هذا الضعف يمكن إقصاؤه بإيمان والذكر.
وقد حاول العلماء استنباط كيفية وسوسة إبليس لآدم وزوجه فجاءت أقوالهم كما يلي:
1. قال الجمهور إن إبليس تكلمَ مباشرةً عن طريق المُشافهةِ وذلك بدليل قول الله تعالى: “وقاسمهما إنِ لكما من الناصحين” الأعراف:21. وقوله تعالى أيضاً: “فدلاهما بغرور” الأعراف:22. فكل من هاتين الآيتين تدلان على المشافهة. ورواية أهل الكتاب تدلل على أن هناك مشافهةً ما بين الحية المتمثلةِ في إبليس وما بين حواء، فقالت الحيةُ للمرأة فقالت المرأة للحية.
2. قال بعضهم إنه لم يدخل الجنة ولكنه وسوس إليهما عن طريق بعضِ أتباعهِ؛ لأن آدم وحواء كانا بعرفان إبليس وما يختزل من الحقد والحسد والعداوة، ولذلك يستحيلُ أن يَتقبلا كلامه وأن يُصدقاه، وخاصةً أن الله قد حَذرهما من إبليس ووسوستهُ، لذلك تكون الوسوسة من بعض أتباعه.
3. وقال آخرون إن إبليس لم يصدر منه إلا مجرد الوسوسة، والوسوسة تلقي في النفس وإن كان بعيداً كما يصل السحر على الغائب والبعيد. ويميل بعض الباحِثون إلى قول الجمهور، فالخِطاب من إبليس كان مشافهة لآدم وزوجه؛ لأنه حلف لهما وأقسم وأداء القسم لا يصحُ أن يكون نيابة عن الغير، فإغوائهِ ووسوستهِ لهُما كانت مثولٌ بنفسهِ؛ لأن الحقد الذي ملأ قلبه على آدم وزوجه، ولو شاء الله ما دخلها إبليس وما وسوس إليهما، ولكنها إرادة الله العلي القدير في ابتلائِهما ونزولهما إلى الأرض لتتحققُ مشيئتهُ في هذا الإنسان ليكون خليفةً في الأرض.
لقد وجد إبليس هذا النهي والوعيد من الله لآدم وزوجه منفذاً ينفذُ فيه إليهما، ليُزلهما ويُسقطهما في المصية من أجل أن يترتب على ذلك عقوبةً لهما كما عوقب هو، وبذلك يُنفس عن بعض مكنون حقدهِ وحسدهِ.


شارك المقالة: