كيف كان يتعامل النبي محمد مع زوجاته الكرام

اقرأ في هذا المقال


كيف كان يتعامل النبي محمد مع زوجاته الكرام:


رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم هو من أحسن الناس خلقاً، فقد خلقه الله سبحانه وتعالى وقد أرسله وبعثه حتى يكون الرّحمة المهداة لكلّ البشرية جمعاء، حيث توفرت في الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم الكثير من صفات الكمال الإنسانيّ.

وقد استطاع الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم أن يأسر بأخلاقه الطيبة والكريمة والمحمودة والعظيمة قلوب كلّ من تعامل معه عليه الصلاة والسلام، وكل قلوب أبناء أمته، بل أيضاً حتى قلوب الكثير من الأشخاص من غير أبناء الأمّة الإسلامية ممّن تبحَّروا وبحثوا في سيرته العطرة الجميلة ، وقد استوعبوا تصرفاته التي من الصعب أن يصفها أي أحد وذلك بسبب روعتها، وقد استوعبوا المنطلقات التي كان هذا النبي الكريم العظيم محمد عليه الصلاة والسلام ينطلق منها في تعامله المتقن مع كل الأحداث التي كانت تجري وتحدث من حوله عليه الصلاة والسلام.

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم هو مثال الأعلى للإنسان الكامل والأنسان صاحب الخلق الكريم والعظيم، وهو المثال الذي يمكن لأيّ شخص كان من كان باختلاف اللون أو العرق أو الفصيلة أو الشكل أن يقتدي به فهو أفضل الخلق والمرسلين، والمؤكد من كل ذلك هو أنّه لن يضل الطريق أبداً من يقتدي بأفضل الخلق سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم، وذلك بسبب أنّ الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام قد اختار شخصيّة مثاليّة رائعة كمالية بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.

لذلك فإنَّه يمكن أن نقول أنّ حياة الرسول الكريم محمد الشخصية مع زوجاته كانت أيضاً حياة مثالية يقتدي بها، فالأزواج في حياتهم سيجدون في طريقة تعامل النّبي مع أزواجه ضالتهم، وسيجدون حلَّاً للكثير من مشكلاتهم إذا ما تعاملوا مع بعضهم البعض بنفس الطريقة والمبادئ التي تعامل كان الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يتعامل بها مع زوجاته الكرام أمهات المؤمنين رضوان الله عليهنّ جميعاً.

معاملة الرسول لزوجاته:

الحب:

كان الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم محباً لكل زوجاته الكرام رضوان الله عليهم، وكانت أحب زوجاته إلى قلب الرسول محمد هي السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وقد حفظ الرسول محمد ذلك الحب الكبير في حياتها فلم يتزوّج عليها إلّا بعد وفاتها رضي الله عنها، وقد حفظه أيضاً بعد وفاتها فكان الرسول محمد يودّ(يحترم) صديقاتها، وكان الرسول محمد يذكر السيدة خديجة رضي الله عنها في كل الأوقات سراً وعلانيةً وبشكل مستمر.

معاملته لهنَّ بالحسنى:

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته الكرام رضوان الله عليهنَّ بأفضل معاملة، فقد كان الرسول محمد يلاعبهنّ وكان ويلاطفهنَّ وكان الرسول محمد يمزح معهنّ وأيضاً يتحدث إليهنَّ، وكان الرسول محمد يبثّ (يتكلم لهنّ) إليهنّ همّه وحزنه، وهنَّ أيضاً رضوان الله عليهم كنّ يتعاملن مع الرسول محمد بنفس الطريقة أيضاً، فقد كانت زوجاته أمهات المؤمنين رضوان الله عنهم يمزحن مع الرسول محمد، وأيضاً يسترحن بشكل كبير عند التحدّث إلى الرسول الكريم محمد، وكانوا يشكون إلى الرسول محمد كل أحوالهم إن ضاقت بهن الدنيا، فهذه هي الطريقة الصحيحة لمعاملة الشريك مع شريكة حياته، على عكس بعض الأزواج في يومنا هذا من الذين يتعاملون مع بعضهم البعض بجلافة (بغير محبّة ولا اهتمام)، وأيضاً بقلّة وعي كبير، وكأنّ الزوجين غير مرتبطين بأي رباط مقدّس.

الاستشارة:

لم يكن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته الكرام رضوان الله عليهنَّ على أساس أنهنَّ ناقصات عقل كما يحاول البعض تصوير ذلك الأمر أو تفسير ذلك الكلام، فالمرأة هي كائن مكرّم من الله سبحانه وتعالى والمرأة تتساوى مع الرجل في الكثير من الأمور منها: في إنسانيتها، والمرأة تتساوى مع الرجل في قدراتها العقلية مساواة تامّة بدون أي نقص، حيث لا تقل المرأة عن الرجل بأيّ شيء، لذلك فقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يطلب من زوجاته الكرام المشورة في أحلك (أشدَّ) المواقف وفي أصعبها، وقد كتب لنا التاريخ الإسلامي وحفظت لنا السنة النبوية الكثير من المواقف التي أخذ فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم برأي زوجته ومنها أنّه أخذ رأي زوجته أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها، وقد كان ذلك الرأي في يوم الحديبية الذي كان يعدّ أحد أصعب الأيام على المسلمين.

عدم معالجة المشاكل بالإيذاء:

لم يعرف عن الرسول الكريم سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم قط أنّه قد آذى أيّ شخص إمّا بالضرب أو آذاه بالكلام الجارح، وحاشاه خير الخلقِ والخُلُقِ أن يفعل مثل ذلك الأمر أبداً، فكيف إذا كنَّ زوجاته الكريمات ورفيقات حياته، فقد كان مبدأ وطريقة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم في حلّ كل المشاكل هي اللين والرفق والمحبة فقط، وبما أمره به الله سبحانه وتعالى فقط.


شارك المقالة: