كيف تستعد لشهر رمضان؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف شهر رمضان:

شهر رمضان : هو الشهر الذي أنزل فيه الله تعالى القرآن الكريم على نبينا مُحمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكون هدىً ورحمةً للنّاس جميعاً، ومنهجاً يتّبعونه في حياتهم، فقال الله تعالى في كتابه العزيز:( شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للنّاس وبيّنات من الهدى والفُرقان)” البقرة 185″.

ويُعدّ صيام شهر رمضان ركناً من أركان الإسلام الخمسة؛ فالمرء لا يُعدّ مسلماً إلا بإيمانه بهذه الأركان الإسلام الخمسة والقيام بها. فقال الله تعالى:( يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصّيام كما كُتب على الّذين من قبلكم لعلكم تتّقون).

استعدادات المُسلم لشهر رمضان:

وعلى المسلم إذا أقبل شهر رمضان المبارك، يستعد ويتهيّأ ويُهيّئ نفسه،ومن أوجه الاستعداد المحمود لشهر رمضان:

  • التّوبة الصّادقة . وهي واجبة في كل وقت وحين، لكنّ بما أنه سّيقدم على شهرعظيم مبارك فإن من الأحرى له أن يُسارع بالتّوبة بينه وبين ربه من ذنوب، وما بينه وبين النّاس من حقوق وغير ذلك؛ ليدخل عليه الشهر المبارك وهو خالي من أي ذنب أو معصية أو ما شابه ذلك، فينشغل بالطّاعات والعبادات بسلامة صدر، وطمأنينة قلب، وراحة بال.

فقال الله تعالى :( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) “النور 31” .

وعن الأَغر بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلَّى اللَّهُ علَيهِ وَسلَّم 🙁يَا أَيُّهَا النَّاس تُوبوا إِلَى اللَّه فَإِنِّي أَتُوب فِي اليومِ إِلَيهِ مِائَة مرَّة) “رواه مسلم” .

  •  الدّعاء: وقد ورد عن بعض السّلف أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يُبلغهم رمضان، ثم يدعونه خمسة أشهر بعدها حتى يتقبل منهم .

فيدعو المسلم ربَّه تعالى أن يبلِّغه شهر رمضان على خير في دينه في بدنه، وعافيته، ويدعوه أن يعينه على طاعته فيه ، ويدعوه أن يتقبّل منه عمله وصيامه .

  • الفرح بقرب بُلوغ هذا الشّهر العظيم: فإن بلوغ شهر رمضان من نِعَم الله تعالى العظيمة على العبد المسلم؛لأنّ شهر رمضان من مواسم الخير، الذي تفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب النّيران، وتتنزّل فيه الرّحمات، وتمحى فيه السّيئات، وتغفر فيه الذنوب، وغير ذلك هو شهر القرآن، والغزوات الفاصلة في ديننا .

قال الله تعالى :(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)“يونس58” .

  • إبراء الذّمة من الصّيام الواجب: عن أَبِي سلَمة قَال : سَمِعتُ عَائشَةَ رضِي اللَّهُ عَنهَا تَقُول :(كَان يَكُون علَي الصَوم مِن رمَضان فَما أَستَطِيع أَن أَقضِيَهُ إِلا فِي شَعبان)”رواه بخاري ومسلم”.
  • التزوّد بالعلم ليقف على أحكام الصيام ، ومعرفة فضل رمضان .
  • المُسارعة في إنهاء الأعمال التي قد تشغل المسلم في رمضان عن العبادات .
  •  الجُلوس مع أهل البيت من زوجة وأولاد لإخبارهم بأحكام الصيام وتشجيع الصّغار على الصيام .
  • إعداد بعض الكتب التي يمكن قراءتها في البيت، أو إهداؤها لإمام المسجد ليقرأها على الناس في رمضان .
  • الصّيام من شهر شعبان استعداداً لصوم شهر رمضان .

عَن عائِشَة رضي اللَّهُ عنهَا قَالَت:(كَان رَسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصوم حَتَّى نَقُولَ لا يُفطِرُ وَيُفطِر حَتَّى نَقولَ لا يصوم ، فَمَا رَأَيْت رَسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم اسْتَكمَل صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رمَضان ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ)” رواه بخاري ومسلم”.

عن أسَامة بن زَيد قال : قلت : يَا رَسولَ اللَّه لَم أَرَكَ تَصومُ شَهرًا مِن الشُّهورِ مَا تَصوم مِن شَعبَان ، قَالَ:(ذَلِكَ شَهر يَغفل النَّاس عَنه بَين رَجَب ورمضان، وهو شهر تُرفع فِيه الأَعمال إِلَى ربِّ العَالَمِين فَأحب أَن يرفع عَمَلِي وَأَنَا صائم) “رواه النسائي وحسنه الألباني في صحيح النسائي”.

وفي الحديث بيان الحكمة من صوم شعبان، وهو : أنه شهر تُرفع فيه الأعمال، وقد ذكر بعض العلماء حِكمة أخرى ، وهي أن ذلك الصوم بمنزلة السّنة القبلية في صلاة الفرض ، فإنها تُهيّئ النفس وتُنشطها لأداء الفرض، وكذلك يقال في صيام شعبان قبل رمضان .

  • قراءة القرآن: وقال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القُرّاء .

وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرّغ لقراءة القرآن استعداداً لشهر رمضان المبارك.

وقال أبو بكر البلخي : شهر رجب شهر الزّرع ، وشهر شعبان شهر سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع .

وقال أيضاً : مثل شهر رجب كالريح ، ومثل شعبان مثل الغيم ، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان. وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمّة في هذا الشهر المُبارك ، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدّرجات .


شارك المقالة: