اقرأ في هذا المقال
- زكاة الفطر
- الأصل في وجوب الزكاة
- الحكمة من وجوب زكاة الفطر
- مقدار زكاة الفطر في الإسلام
- هل تجب زكاة الفطر على الفقير، أم على الأغنياء فقط؟
زكاة الفطر:
زكاة الفطر: هي أحد أنواع الزكاة التي فُرضت على المسلمين، يدفعها الصائم قبل صلاة عيد الفطر، أو قبل انقضاء شهر رمضان، ووجبت على كل مسلمٍ قادر على دفعها، وأضيفت الزكاة إلى الفطر؛ لأنه سبب وجوبها، وتختلف عن الزكاوات الأخرى؛ بأنها مفروضة على الأشخاص وليست على الأموال، أيّ أنها فرضت لتطهير نفوس الصائمين، وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال مثلاً.
الأصل في وجوب الزكاة:
ورد الأصل بوجوب زكاة الفطر في عموم الكتاب، والسنة، والإجماع:
في الكتاب،: قول الله تعالى:”قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى” الأعلى. أما السنة؛ فالأحاديث كثيرة، ومنها حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما، وفيه: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين“متفق عليه.
وأما الإجماع، فقد أجمع أهلُ العلم على أن صدقة الفطر فرض. فقال الإمام ابن المنذر رحمه الله: وأجمعوا على أنّ صدقة الفطر فرض، وأجمعوا على أن صدقة الفطر تجب على الصائم، إذا كان عنده القدرة على دفعها عن نفسه، وعن أولاده الأطفال الذين لا مال لهم، وأجمعوا على أن على المرء يؤدي زكاة الفطر عن مملوكه الحاضر.
الحكمة من وجوب زكاة الفطر:
لا بد من أن مشروعية زكاة الفطر أن يكون لها حِكم كثيرة ومن أهمها:
1. أنها تُطهر نفس الصائم من اللغو والرفث، فترفع خلل الصوم، فيكون بذلك تمام السرور.
2. أنها هي طعمةٌ للمساكين، وإغناء لهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخالُ السرورعليهم؛ من أجل أن يكون العيد يوم فرح وسرور لجميع فئات المجتمع.
3. مواساةٌ للمسلمين أغنيائهم لفقرائهم في ذلك اليوم، فيتفرغ الجميع لعبادة الله تعالى، والسرور والاغتباط بنعمة الله، وجميع هذه الأمور تدخل في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين.
4. حصول الثواب والأجر العظيم عندما تُدفع لمستحقيها في وقتها المحدد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس:”فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي صدقة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.
5. وهي أيضاً زكاة لبدن الإنسان، حيث أبقاه الله تعالى عاماً من الأعوام، وأنعم عليه الله بالبقاء؛ ولأجله تساوو الجميع في المقدار، فهي للكبير والصغير، والذكر والأنثى، والغني والفقير، والحر والعبد، والكامل والناقص في المقدار المحدد”وهو الصاع”.
6. شكرٌ لنعم الله تعالى على الصائمين بإتمام الصيام، ولله حكم، وأسرار لا تصل إليها عقول العالمين.
مقدار زكاة الفطر في الإسلام:
تكون زكاة الفطر من غير المال، صاعٌ من الطعام، عن قوته وقوت أهل بيته الذين تجب نفقتهم عليه؛ لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر في رمضان على كل نفسٍ من المسلمين: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ، أو امرأةٍ، صغيرٍ، أو كبيرٍ، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير”رواه مسلم”.
وفي لفظ للبخاري عن نافع عن ابن عمر: فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر أو قال: رمضان على الذكر، والأنثى، والحر، والمملوك: صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، فعدل الناس به نصف صاع من برٍّ، فكان ابن عمر يعطي التمر، فأعوز أهل المدينة من التمر فأعطى شعيراً، فكان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير، حتى إن كان يعطي بنيَّ، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يعطيها للذين يقبلونها، وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.
هل تجب زكاة الفطر على الفقير، أم على الأغنياء فقط؟
وذهب أكثر أهل العلماء إلى أن الفقيرعليه بدفع زكاة الفطر، إذا كان يملك قوته وقوت من يعولُ لمدة يوم، وفضل عن ذلك صاع فأكثر، وذهب بعضهم إلى أن الفقير الذي يزكّي، هو من يملك قوت خمسة عشر يومًا أو شهر له ولمن يعول.
وذهب أبو حنيفة إلى أن زكاة الفطر لا تكون إلا على الغني الذي يملـك نصابًا من الذهب، أو الفضة، أو ما قيمتهُ قيمة نصاب، فضلاً عن مسكنه وأثاثه الذي لا بد منه.
واستدل من أوجبها على الفقير، بحديث عبدالله بن ثعلبة بن أبي صُعَير أو ثعلبة بن عبدالله بن أبي صُعَير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:”صاعٌ من بر، أو قمح، على كل اثنين، صغير أو كبير، حر أو عبد، ذكر أو أنثى، أما غنيكم فيزكِّيه الله، وأما فقيركم فيرُدُّ الله عليه أكثر مما أعطى” أخرجه أبو داود وغيره” والصواب في الحديث أنه مرسل وليس بمتصل.