ماذا يعني العرف القبلي في الدية؟

اقرأ في هذا المقال


العرف القبلي في الدية:

تعريف العرف لغة: العرف تعني الريح، سواء كانت طيبةً أو خبيثةً، يُقال: ما أطيب عِرفهُ، والعُرف أيضاً: هو عرف الفرس، وهو منبت الشعر والريش من العنق، وعرف الأرض: هو ما ارتفع منها، والعارفة والمعروف واحدٌ ضد المنكر، وهو كلُ ما تعرفه النفس من الخير وتطمئنُ إليه، وقيل أيضاً: هي الملائكةُ أُرسلت متتابعةً، فهنا العُرف يفيد التكرار والتتابع، مثل هبوب الرياح المتوالية، وتتابع عرف الفرس لتتابع الشعر عليه، وإيصال بعضهِ ببعض.
العُرف اصطلاحاً: لقد تعددت تعريفات الفقهاء للعرف، إلا أنها تدور حول معنى واحد، والأمر لا يعدو كون بعض العلماء توسعوا في القيودِ والمحترزاتِ، وبعضهم قلل منها. وسنذكرُ بعض التعريفات عن العُرف التي عرفها بعض العلماء.
قال الجرجاني رحمهُ الله: العُرف هو ما استقرَ في النفوس من جهة العقولِ وتلقتهُ الطِباع السليمة بالقبول.
وقال ابن عابدين في شرح التحرير العادة هي الأمر المتكرر من غير علاقة عقليةٍ، قلّت بيانه: إن العادة مأخوذةٌ من المعاودة، فهي بتكرارها ومعاودتها مرة بعد أخرى صارت معروفةً مستقرة في النفوس والعقول ملتقاةً بالقبول من غير علاقة ولا قرينة حتى صارت حقيقة عرفية، فالعادة والعُرف بمعنى واحد.
أما الشوكاني قال: العُرف والمعروف والعارفة كل خُصلة حسنة، ترتضيها العقول، وتطمئن إليها النفوس.
من التعريفات الحديثة للعرف:
تعريف محمد أبو زهرة: هو الأمر الذي تتفق عليه الجماعة من الناس في محيط حياتها.
أما عبد الكريم زيدان: ما ألفه المجتمع واعتاده، وسار عليه في حياته من قول أو فعل.
وعرفه يحيى مراد بقوله: ما جرت عليه عادة قومٍ فهوعُرف لهم، سواء كان خطأً أم صواباً حقاً أم باطلاً، سواء حسناً أم قبيحاً، ويسمّى كل ذلك عُرفاً.
التعريف المختار للعرف: ويمكن أن نستنتج من التعريفات السابقة تعريفاً جامعاً لها، وهو أن العُرف ما تعارف الناس عليه واستقر في نفوسهم بشهادة العقول، وتلقتهُ الطباع السليمة بالقبول، سواء كان قولاً أو عملاً أو تركاً.
وهذا ما ذكرتهُ جميع التعريفات السابقة، وهو أن العُرف هو الأمر الذي اطمأنت إليه النفوسِ وتحقق في قرارتِها وألفته مستندة إلى استحسان العقل، ولم ينكره أصحاب الذوق السليم في الجماعة وهذا الاستقرار والقبول، إنما هو نتيجة الاستعمال المتكرر الصادر عن الميل والرغبة.


شارك المقالة: