ما هي آداب السفر في الحج والعمرة؟

اقرأ في هذا المقال


االسفر: فالسفرُ عبارة عن نشاط من نشاطات الإنسان، فمنهم من يسافر لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فيقع في شر عمله ويدفع الثمن باهظاً من دينه وآخرته، وهناك من يسافر في سبيل الله ليكسب الدنيا والآخرة .

للسفر آداب كثير وسنتعرَّف من هذا المقال على الآداب التي يجب أن يتحلَّى بها كل من قصد بيت الله تعالى ومنها:

الآداب العامة للسفر إلى الحج والعمرة:

وتقسم الآداب العامة في السفر إلى الحجّ والعمرة إلى قسمين: آداب قبل الانطلاق للسفر، آداب بعد الانطلاق للسفر.

آداب قبل الانطلاق للسفر


وقبل الانطلاقة إلى بيت الله تعالى بجب على كل مسلمٍ حاجّ أو معتمرعليه فعل بعض الأمور وهي:

1.المشاورة: فيُستحب أنّ يشاور العبد من يثقُ بدينه، وخبرته، وعلمه فيما يتعلق باختيار الطريق، والحملة الموثوقة
والوقت، والدليل على ذلك قوله تعالى:” “وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ”.سورة آل عمران:159.
2. الاستخارة: وينبغي على الحاجّ أو المعتمر إذا عزم على الحجّ أو العمرة عليه أن يستخير الله تعالى، وأن يدعو بدعاء الاستخارة.
فعن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، فإذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين، ثم يقول:”اللهم إنِّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنَّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : في عاجل أمري وآجله فاقدره لي، وإن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أوقال : في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدرلي الخير حيث كان، ثمَّ ارضني به. وبعدها يسمِّي حاجته”.
رواه البخاري.

3. التوبة، ورد المظالم، والديون إذا استقرَّ عزمه على السفر، وعليه أن يطلب المسامحة ممَّن كان يعامله أو يُصاحبه،
وعليه أن يكتب وصيته، وأنّ يُشهد عليها، ويُوكل من يقضي عنه ديونه إذا لم يتمكَّن من قضائها، وأنّ يترك لأهله ما يحتاجونه من نفقةٍ، فالسَّفر هو موطن هلكةٍ، ومظنةُ تلف.

4. ويتوجب إرضاء الوالدين، ومن يتوجب عليه برُّه وطاعته، فالمسافرُ لا يدري ماذا يخبئ القدر له.
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:” جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم! قال: ففيهما فجاهد” رواه البخاري ومسلم . قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله: “ويحرم السفر بغير إذنهما، لأنَّ الجهاد إذا منع مع فضله فالسفر المباح أولى”.

5. الاستكثار من الزادُ الطيب، والنفقة، ليساند منه المحتاجين، فقال الله تعالى:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ”.البقرة: 267. والمراد هنا بالطيب: الشيئُ الجيد. والخبيث: يعني الرديء. ويكون طيبُ النفس بما ينفعه؛ حتى يكون أقربُ إلى قبوله.

6. اختيار الرفيق الطيب الموافق، الرَّاغب لِحبِّ الخير، والكارهِ للشرِّ، الذي يُذكِّرك بالله إذا نسيت، ويُساعدك في سيرك، ويَرفقُ بك في سفرك. فَسُمي السفرُ سفراً؛ إلَّا لأنَّه يسفرُ عن أخلاق الرجال، ويُظهر معادنهم وأطباعهم.
 7. توديع الأهلِ والإخوةِ والجيرانِ والأحباب، فيقول كل واحدٍ لصاحبه: “أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك” رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.
والتماس الوصية والدعاء من أهل الصلاح والفضل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنِّي أريد سفراً فزودني، قال: زَودك الله التقوى، قال: زدني، قال: وغفر ذنبك قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: ويسر لك الخير حيثما كنت”. رواه الترمذي ، وقال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح.

آداب بعد الانطلاق للسفر

أمّا آداب ما بعد الانطلاق للسَّفر فهي تتضمَّن فيما يلي:

1. مرافقة الجماعة في السَّفر، وذلك لما رواه البخاري:”لَوْ يعلم النَّاسَ ما في الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكْبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ” .
رواه البخاري”رقم 2836″.

2. اختيار أمير للمجموعة التي سيرافقها في سفره، لقوله صلّى الله عليه وسلم:” إذَا خَرَجَ ثَلاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ”. رواه أبو داود رقم 2610. وصحَّحه الألباني. ويُفضَّل أنّ يكون أجودُ رأياً، ليكون أجمع لشملهم، وأدعى لاتفاقهم، وأقوى لتحصيل غرضه.

3. التبكير أول النهار، وذلك لحديث صخر الغامدي وابن عمر وجمعٌ من الصَّحابة رضي الله عنهم أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال:” اللهم بارك لأمتي في بكورها”.

4. عدم نسيان الأدعية المأثورة في سفره. فبعد الخروج من البيت، يقول:” اللهم إنِّي أعوذ بك من أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ،
أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ”. رواه أبو داود، وصحَّح الألباني.
وعند الركوب، يقول:”بسم الله”.
وإذا استوى على دابته يقول:الحمد لله، سبحان الذي سخَّر لنا هذا، وما كنَّا له مقرنين، وإنَّا إلى ربنا لمنقلبون”
رواه مسلم برقم (1342).
وعند الخروج من بلده يقول:”اللهم إنَّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى، ومن الأعمل ما تحب وترضى، اللهم هوَّن علينا سفرنا واطو عنَّا بُعْده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال،. اللهم إنّا نعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد”. رواه مسلم برقم (1342).
وإذا أشرفَ على قريةٍ أو نزلَ فيها يقول:”اللهم ربّ السموات وما أظللن، وربّ الأرضين وما أقللن، وربّ الشياطين وما أضللن، وربّ الرياح وما ذرينَ، أسألك خيرهذه القرية وخيرِأهلها، وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ أهلها، وشرِّ ما فيها”. رواه الطبراني برقم (18337).
ويُستحبُّ له أن يقول في السَّحر إذا بدا له الفجر يقول:”سمع سامع بحمد الله وحُسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا عائذاً بالله من النار”. رواه مسلم برقم (2718).


5. نزول المنزل مجتمعين، ويُكره التفرُّق قال النووي في شرح مسلم ،وهذا أدبٌ من آداب السير والنزول أرشد إليه صلى الله عليه وسلم ، لأنَّ الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسِّباع تمشي في الليل على الطرق لسهولتها، ولأنَّها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وتجد فيها من رمَّة ونحوها، فإذا عرس الإنسان في الطريق ربَّما مرَّ منها ما يؤذيه، فينبغي أن يتباعد عن الطريق.
6. التكبير عند العلو، والتسبيح عند الهبوط في وادٍ أو غيره، بدون أنّ يرفعَ صوتهُ.
7. كثرة الأدعيةُ في السفر؛ فقد ثبت أنَّ للمسافرِ دعوةٌ مستجابة لاتُردُّ عند الله.
8. ينبغي على المسافر المحافظة على الطهارة والصلاة في أوقاتها واتخاذ الأسباب التي تعين على السفر، وقد يسَّر الله تعالى ذلك بما أجازه من التيمُّم والجمع والقصر.

كل مايخص قاصد بيت الله تعالى من حاجٍ أو معتمر:

إنّ كلَّ مسافر قاصدٌ بيت الله يترتَّب عليه بعضُ الآداب، ومنها مايلي:

الآداب الواجبة


ويجب على الحاج أن يقصد بحجِّه وعمرته وجه الله عز وجل والدار الآخرة، والتقرب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة، ويحذر كلُّ الحذر من الرياء والسمعة لقوله سبحانه:“وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”. سورة البينة:5.
على الحاجّ والمعتمر أن ينتخب النفقة الحلال الخالصة من الشبهة، فقد ذهب الجمهور إلى أنَّ من حجَّ بمالٍ فيه شبهة، أو بمال مغصوب؛ صحَّ حجه، لكنَّه ليس حجاً مبروراً، وقال أحمد: لا يُجزيه الحجّ بمال حرام.
ويستحبُّ أن يستصحب معه كتاباً في مناسك الحج يستعين به في تأديته المشاعر وفق روح الشريعة، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
عليه أن يبتعد عن جميع المعاصي، ويصون لسانه عن السباب والغيبة والنميمة لقوله تعالى:“الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ”. سورة البقرة: 197.

الآداب المستحبة

ومن الآداب المستحبَّة في السفر للحج هو:


التفرُّغ للعبادة، ولكن إن اتَّجر مع ذلك أي أنَّه تاجر وخرج للتجارة، صحَّ حجّه لقوله تعالى:“لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ”.سورة البقرة:198.
ينبغي أن يصحب في سفره رفيقاً عالماً مستفيداً، يبصِّره في دينه، ويفقِّهه مناسك الحج، ويمنعه بعلمه وعمله من سوء ما يطرأ على المسافر من سوء الأخلاق والضجر، ويعينه على مكارم الأخلاق، ويحثُّه عليها والعمل بها.
اختيار وسيلة المواصلات المريحة في الحج.


شارك المقالة: