ماهي آداب رجوع الحاج أو المعتمر إلى بلده؟

اقرأ في هذا المقال


آداب رجوع الحاج أو المعتمر إلى بلده:



من آداب رجوع الحاجّ أو المعتمر إلى بيته وأهله يتوجب عليه مايلي:

1. أن يتعجّل في العودة، ولا يُطيل المكث لغير حاجة، لقوله صلى الله عليه وسلم:”السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله”. رواه البخاري ومسلم.
2. يُستحب أن يقول أثناء رجوعه من سفره ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أنهى من غزوٍ أو حجٍّ أو عمرة، يُكبّر على شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول:“لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”. رواه البخاري.
3. لا يأتي على أهله فجأةً بل يدخل على البلدة غدوة، أو آخر النهار؛ ففي الحديث عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا”. رواه البخاري. وعنه أيضاً قال:”نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً . يتخونهم أو يلتمس عثراتهم”. رواه مسلم .
 
4. أن يبتدئ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين لفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه :” أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهاراً، في الضحى فإذا قدم، بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه” رواه مسلم.
5. يُستحب أن يقول إذا دخل بيته ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم:”توباً توباً، لربنا أوباً، لا يغادر حوباً”.
رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط، و”توباً”: أي نسألك توبة كاملة، و”لا يغادر حوباً” أي لا يترك إثماً.
6. إذا قدم المسافر إلى بلده يُستحب المعانقة بينهم؛ لما ثبت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أنس رضي الله عنه” أنهم كانوا إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا”. رواه الطبراني. وحسنه الألباني.
7. يُستحب جمع الأصحاب وإطعامهم عند القدوم من السفر؛ وذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
8. تستحبّ الهدية؛ لما فيها من تطييب القلوب، وإزالة الشحناء قال صلى الله عليه وسلم:”تهادوا تحابّوا”. رواه البخاري في الأدب المفرد. وحسنه الألباني.
وقد ذُكِرَ أنَّ أحد الحجاج عاد إلى أهله فلم يقدِّم لهم شيئًا؛ فغضب واحدٌ منهم وأنشد شعراً:
كأن الحجيج الآن لم يقربوا منّى         ولم يحمـلوا منها سواكًا ولا نعلاً.
أتونا فما جادوا بِعُود أراكــهِ          ولا وضعوا في كف طفل لنا نقلاً.
ومن أجمل الهدايا، ماء زمزم لأنها مباركة فقال صلى الله عليه وسلم:“إنها مباركة، إنها طعام طعم”.رواه مسلم.
ولابن عثيمين رحمه الله كلام نفيس في آداب سفر الحج يجدر الإشارة إليه في ختام هذه الآداب حيث يقول رحمه الله:”آداب سفر الحج تنقسم إلى قسمين: آداب واجبة، آداب مستحبة.
الآداب الواجبة: وهي أن يقوم الإنسان بواجبات الحجّ وأركانه، وأن يتجنب جميع المحظورات العامة والخاصة الممنوعة في الإحرام، وفي غير الإحرام؛ لقوله تعالى:“الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”.سورة البقرة :197.

الآداب المستحبة في سفر الحج: وهو أن يقوم الإنسان بكلِّ ما ينبغي له أن يقوم به من الكرم بالنفس والمال والجاه، وخدمة إخوانه، وتحمُّل أذاهم، والكف عن مساوئهم، والإحسان إليهم سواء كان ذلك قبل أن يلبس ثياب الإحرام أو بعده؛ لأنَّ هذه الآداب عالية فاضلة، تُطلب من كل مؤمن في كلِّ زمان ومكان، وكذلك الآداب المستحبة في نفس فعل العبادة كأن يأتي الإنسان بالحجّ على الوجه الأكمل، فيحرص على تكميله بالآداب القولية والفعلية”.


شارك المقالة: