كيفية الإحرام في الحج

اقرأ في هذا المقال


الإحرام:

الإحرام لغة : مأخوذ من حرم الشيء إذا مُنع، فالحرم هو الشيء الممنوع، أو المصون المحفوظ.

ولذلك يُقال : بيت الله الحرام؛ لأنها مُحرمة ممنوعة، ويقال: الأشهر الحرم؛ لأنها محفوظة ممنوعة، ويقال: الحرم الجامعي، والمقصود الحدود التي تشمل الجامعة وملحقاتها.

فالإحرام: هو نية الدخول في النُسك، وسمي بذلك؛ لأن المسلم يُحرّم على نفسه بنيته ما كان مباحاً له قبل الإحرام من النكاح والطيب وتقليم الأظافر وحلق الرأس وأشياء من اللباس.

كيفية الإحرام:

  • الإغتسال بجميع بدنه، فإنه صلى الله عليه وسلم اغتسل لإحرامه؛ ولأن ذلك أعمّ وأبلغ في التنظيف وإزالة الرائحة، والاغتسال عند الإحرام مطلوب، حتى من الحائض والنفساء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: “أمر أسماء بنت عميس وهي نفساء أن تغتسل” رواه مسلم، وأمرصلى الله عليه وسلم عائشة: “أن تغتسل للإحرام بالحجّ وهي حائض، والحكمة في هذا الاغتسال هي التنظيف وقطع الرائحة الكريهة، وتخفيف الحدث من الحائض والنفساء.
  • يستحب لمن يريد الإحرام أن يتنظف، بأخذ ما يُشرع أخذه من الشعر؛ كشعر الشارب والإبط والعانة؛ ممّا يحتاج إلى أخذه؛ حتى لا يحتاج إليه في إحرامه فلا يتمكن منه، فإن لم يحتجُ إلى أخذ شيء من ذلك، لم يأخذه؛ لأنه إنما يفعل عند الحاجة، وليس هذا هو من خصائص الإحرام، لكنه مشروعٌ بحسب الحاجة.
  • يُستحب لمن يريد الإحرام أن يتطيّب في بدنه بما تيسّر من أنواع الطيب، كالمسك، والبخور، وماء الورد، والعود، وذلك لقول السيدة عائشة رضي الله عنها:” كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت”. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن شاء المُحرم أن يتطيب في بدنه، فهو حسنٌ، ولا يؤمر المُحرم قبل الإحرام بذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، فعله ولكن لم يأمر به الناس .
  • يستحب للذكر قبل الإحرام أن يتجرّد من المخيط، وهو كل ما يُخاط على قدر الملبوس عليه أو على بعضه كالقميص والسراويل أو ما شابه ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم تجرّد لإهلاله، ويجب تبديلُ الملابس المخيطة بإزارٍ ورداء أبيضين نظيفين، ويجوز بغير الأبيضين وذلك مما جرت عادة الرجال بلبسه.
    والحكمة من ذلك أنّه يبتعد عن الترفّه، ويتصف بصفة الخاشع الذليل، ليتذكّر بذلك أنه مُحرم في كل وقت، فيتجنّب محظورات الإحرام، وليتذكّر الموت، ولباسُ الأكفان، ويتذكّر البعث والنشور إلى غير ذلك من الحِكم التي تخص كلّ حاجٍ ومسلم.

ما هي واجبات الإحرام:

  • لبس ثوبيّ الإحرام: ويُشترط في الإزار أن لا يكون خفيفاً حاكياً للبشرة، وفي الرداء على الأحوط الوجوبي، ويُشترط فيهما أيضاً أن يكونا ممّا تصحّ الصلاة فيه للرجال، ولا يجوز الإحرام من المتنجس الذي لا يعفى عنه في الصلاة، كما لا يجوز الإحرام في المتخذ، ممّا لا يأكل لحمه، ولا يجوز الإحرام في المغصوب ولا المذهب، ولا في الحرير حتى للنساء، والأحوط أيضاً في ثوبي الإحرام أن لا يكونا من الجلود وإن كانت ممّا يؤكل لحمه، ويشترط على الأحوط في الثوبين أن يكونا منسوجين مثل مناشف الحمام لا ملبدين.
  • النيّة: ويستحب التلفّظ بالنية دون سائر العبادات، فيقول بعد نزع المخيط ولبس ثوبي الإحرام: أحرم لعمرة التمتّع لحجة الإسلام قربة إلى الله تعالى.
  • التلّبية: وهي التي لا ينعقد الإحرام إلا بها، في غير حجّ القِران حيث ينعقد إحرامه بالتلبية أو الإشعار أو التقليد.
    فالواجب قراءة التلبية مرة واحدة، وبها ينعقد الإحرام، ويستحب أن يكررها الحاجّ في وقت اليقظة من النوم، وبعد كل فريضة من فرائضه، وحين الركوب، وعند كل علوٍ وهبوط، وعند ملاقاة الركب، ويُستحبّ الإكثار منها في السحر، حتى ولو كان المحرم جُنباً أو حائضاً، ويستحبّ أن لايقطعها المحرم في عمرة التمتع حتى يشاهد بيوت مكة، فإذا شاهدها فعليه أن يقطع التلبية، وفي حجّ التمتع يستحب أن لايقطعها حتى زوال يوم عرفة، ثم يقطعها.

محرمات الإحرام:

إنّ من محرمات الإحرام: هي صيدُ البرّ، ووطء النساء، والاستمتاع بالنساء، وقد النكاح والشهادة عليه، والإستمناء،
الطيب، لبسُ الرجال للمخيط، لبس الخُف والجوارب، وضع الكُحل في العينين، النظر في المرآة، الفسوق، والجدال،
قتل هوام الجسد، الزينة، والإدهان، وإزالة الشعر، الحنّاء، تغطية الرجل رأسه، تغطية المرأة لوجهها، التظليل للرجال، إخراج الدّم، تقليم الأظفار، قلعُ الضرس، تقلد السلاح، وقلع نبات الحرم.


شارك المقالة: