ماهي مواقيت الإحرام؟

اقرأ في هذا المقال


تُقسَم مواقيت الإحرام إلى قسمين: مواقيت مكانية، ومواقيت زمانية. وسنتعرف في هذا المقال على كلّ واحدةٍ منهما.

المواقيت المكانية:

المواقيت المكانية للحج، هي المواضع أو الأماكن التي أمر النبي صلّى الله عليه وسلم بالإحرام منها وتسمّى مواقيت، هذا لمن أراد الحج أو العمرة إذا مر عليها فيجب عليه أن يحرم منها.
يقول الرسول صلّى الله عليه وسلم، لما وقّت المواقيت، وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، مكانٌ معروفٌ بهم يسمّى “أبيار علي” الآن، ووقت لأهل الشام وأهل مصر والمغرب ونحوهم مكاناً للإحرام يسمّى “الجحفة” وهي في رابغ محل رابغ الذي يعرف برابغ يحرم الناس من رابغ يلي الجحفة.
ووقت لأهل المشرق ذات عرق، ووقت لأهل نجد، وادي قرن يسمّى السيل، ووقت لأهل اليمن يسمّى” يلملم”.
هذه مواقيت مكانية إذا مرّ عليها من يريد الحج والعمرة يصحُّ له أنّ يحرم منها، الذي يأتي من المدينة يحرم من ذي الحليفة، من الشام من جحفة، من اليمن من يلملم، من العراق من ذات عرق، من نجد أو الطائف من السيل، من وادي قرن، هذه الأماكن جميعها يقال لها: المواقيت المكانية.
وإذا مر بها وهو ما أراد الحج ولا العمرة ما عليه شيء، مثل أن يذهب إلى مكة للتجارة، لا لحجٍ أو لعمرة إنما ذهب إلى مكة للتجارة، أو ليزور قريباً له أو ما يشبه ذلك، لكن من أراد الحج والعمرة فعليه أن يحرم من هذه المواقيت، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: “وقت النبي صلّى الله عليه وسلم لأهل المدينة الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم قال: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممّن أراد أنّ يحجّ أو يعتمر ومن كان دون ذلك فمهله، من حيث أنشأ الذي نازل في مكان دون هذه المواقيت مثل أهل جدة، إذا أرادوا الحج أو العمرة أحرموا من جدة.

المواقيت الزمانية:

مواقيت الحج الزمانية: وهي المواقيت التي تبتدئ بدخول شهر شوال، وتنتهي إما بعشر ذي الحجة، أي في يوم العيد، أو في آخر يوم من شهر ذي الحجة، وهو القول الراجح لقول الله تعالى : “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات” (البقرة: 197) هنا تعني أشهر الجمع، والأصل في الجمع أن يراد به حقيقته، ومعنى هذا الزمن أن الحج يقع في خلال هذه الأشهر الثلاثة، ولا يُؤدّى في أي يوم منها، فإن الحجّ له أيام معلومة، إلا أن نُسك الطواف والسعي إذا قلنا بأن شهر ذي الحجة كله وقت للحج، فإنه يجوز للإنسان أن يؤخّر طواف الإفاضة، وسعي الحجّ إلى آخر يوم من أيام شهر ذي الحجة، كما لا يجوز له أن يؤخّرهما بعد ذلك، إلا لوجود عُذرٌ شديد، أي كما لو نفست المرأة مثلاً قبل طواف الإفاضة، وبقي النفاس عليها حتى خرج شهر ذي الحجة فهي معذورة في تأخير طواف الإفاضة. فهذه هي المواقيت الزمنية في الحج.
أما العمرة فليس لها ميقات زمني محدد، وتؤدى في أي يوم من أيام السنة، لكنها في رمضان تعادلُ حجةً، وفي أشهر الحجّ، اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم كل عمره، فعمرة الحديبة كانت في ذي القعدة، وعمرة القضاء أيضاً، وعمرة الجعرانة كلها حدثت في ذي القعدة، وعمرة الحج كانت أيضاً مع الحج في شهر ذي القعدة، وهذا يدل على أن العمرة في أشهر الحج لها مزية وفضلٌ كبير، لإختيار النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشهر لها.

أنواع الميقات:

يقسم الميقات إلى ثلاثة أنواع:

  • أهل الحرم المكي: وهم الذين يقيمون في مكة المكرمة، سواء كانوا مكيون من أهلها، أو مقيمين فيها من غير أهلها.
  • أهل الحِلّ: وهم الذين يقيمون داخل المواقيت الخمسة أي بين مكة والميقات المقرر للإحرام منه.
  • ألآفاقيون: وهم الذين تكون سكناهم خارج المواقيت.

حكم الإحرام من جده لمن يأتي من خارجها:

إذا جاء الحجاج أو المعتمرون من بلد آخر في نيّة العمرة من أو غيرها فلا بد أن يحرموا من الميقات، إن كانوا من طريق المدينة من ميقات المدينة، وإن كان جاءوا من طريق الساحل أحرموا من الجحفة من رابغ سواء كانوا من مصر أو الشام أو غيرها، وإن جاءوا من طريق نجد أحرموا من وادي قرن السيل، وإن جاءوا من طريق اليمن أحرموا من ميقات اليمن يلملم، وإن جاءوا من طريق العراق أحرموا من ميقات أهل العراق ذات عرق، ووجب عليهم ذلك لأن الرسول ﷺ لما وقت المواقيت قال: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممّن أراد الحج أو العمرة فجعل المواقيت لجميع المارين عليها، فليس لأحد أن يتجاوزها بدون إحرام إذا كان أراد حجاً أو عمرة.

أما إذا كانوا أتوا لجدة وما نووا حجاً ولا عمرة، يعني مثلاً جاءوا لجدة للتجارة أو لأسباب أخرى ثم أنشئوا نية العمرة وبدا لهم ذلك من غير قصد سابق، بل من جديد بدءوا نووا العمرة يحرمون من جدة لا بأس، سواء كانوا من الشام أو من مصر أو من نجد أو من غير ذلك، إذا جاءوا إلى جدة وما نووا العمرة، لكن لما وصلوا إليها أنشئوا من جديد نية العمرة طرأ عليهم ذلك فإنهم يحرمون من جدة ولا حرج في ذلك.


شارك المقالة: