ما جاء عن النبي محمد في لبس الذهب والخاتم:
إنَّ لكل شخص منا قدوة في حياته، ونحن كمسلمين قدوتنا في حياتنا هو الحبيب المصطفى محمد صلّى الله عليه وسلم، لأنَّ الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام اتصف بكل الصفات الكريمة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فالرسول محمد هو المنهج الصحيح في كل شئ، وأنَّ كل ما كان يقوم به النّبي هو صحيح لا محاله، فيجب علينا أن نقتدي بكل ما كان يقوم به الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم.
فمهما تحدثنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعن صفاته وعن أخلاقه فلن نستطيع أن نعطيه ولو جزءاً بسيطاً من حقه عليه الصلاة والسلام، يكفي أنّه ممدوح من قِبَلِ الواحد الأحد والذي وصفحه بأنّه صاحب خلق عظيم، فالرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم يملك من الصفات العظيمة والجليلة والكريمة التي جعلت كل من يراه ويجالسه يعشقه ويحبه، فحتى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم عجزوا عن وصف دقيق لخير الخلق والمرسلين من شدة عظمة صفاته وكرمه ومكانته وخلقه العظيم .
لقد اتخذ رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خاتماً له من الفضة وكان منقوشاً فيه(محمد رسول الله ) وهو ما روي عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “إن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من فضة، ونقش فيه: محمد رسول الله”، رواه البخاري ومسلم.
وقد نهى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الرجال عن لبس خاتم الذهب وهو ما روي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن خاتم الذهب”، متفق عليه.
ومن المواقف التي نهى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيها عن لبس خاتم الذهب هو ما روي عن عبد الله بن عباس: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل، فنزعه وطرحه، وقال: ((يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده))، فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذْ خاتمك انتفعْ به، قال: لا والله، لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم”، رواه مسلم.
وقد نهى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن لبس الخاتم في السبابة الوسطى وهو ما روي عن سيدنا الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال: “نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ألبس خاتمي في هذه أو في التي تليها، وأشار إلى الوسطى والتي تليها”، رواه مسلم، وفي رواية النسائي: “نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخاتم في السبابة والوسطى”.
وقد أمرنا الرسول الكريم بأن لا نلبس الحرير والذهب حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريراً ولا ذهباً” أخرجه الحاكم وصحّحه ووافقه الذهبي.
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن الذهب والحرير: “هذان حرامٌ على ذكور أمتي، حلٌّ لإناثها “ رواه أبو داود والنسائي وصحّحه الألباني بشواهده.
المراد من ذلك هو الحرير الأصلي المستخرج من دودة القز، وليس المراد الحرير الاصطناعي الموجود الآن.
وعن عبدالله بن عمر: “أن النبي رأى على بعض أصحابه خاتماً من ذهب، فأعرض عنه، واتخذ خاتماً من حديد، فقال: (( هذا شر، هذا حلية أهل النار))، فألقاه، فاتخذ خاتماً من وَرِق (فضة)، فسكت عنه، رواه أحمد، وصحّحه الألباني بشواهده في كتاب آداب الزفاف”.
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “مَن لبس الذهب من أمتي، فمات وهو يلبسه حرّم الله عليه ذهب الجنة ” رواه أحمد بسند صحيح.
إنّ لبس الذهب هو محرم على الرجال، ولكنه حلال اللبس على النساء، والشخص المسلم هو الشخص الذي يستسلم لأوامر الله سبحانه وتعالى ولرسوله.
إذا قام الرجل بلباس خاتم الذهب في الزواج والذي يسمونه (خاتم الخطبة) فهذا الأمر حرام وهو من الكبائر؛ لأنّه في هذه الحالة قد خالف أوامر رسوله ودينه، وهنا قد قلّد الشخص الكفار والنصارى الذين ابتدعوا خاتم الخطبة، ومن قام بالتشبه بقوم فهو من ذلك القوم، وفي لبس خاتم الذهب هو تشبه بالنساء، وفي الحديث: “لعنَ النبيُّ المتشبّهين من الرجال بالنساء”،رواه البخاري، ويسمح للرجال بلبس خاتم الفضة، ولكن ما لم يكن للخطبة؛ وذلك تجنباً لمشابهة الكفرة والنساء.