ما هو البرهان على صدق إسلام مخرج الزكاة؟

اقرأ في هذا المقال


البرهان على صدق إسلام مخرج الزكاة:

إنّ من أهم البراهين والأمور التي تدلُ على صدقِ مخرجي الزكاة هي ما يلي:

1- أنّ الزكاة تُحقق أفضل وأهم عناصر التمكين في الأرض، وتحقق النصر على الأعداء، فقال الله تعالى: “الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ” الحج:41.

2- إنّ الله تعالى يزيدُ من أدّى الزكاة عن طيبةِ نفسٍ منه هُدىً وإيماناً وصلاحاً، فقال تعالى في كتابه الكريم: “وَيَزِيدُ الله الّذينَ اهتَدَوا هُدىً” مريم:76. وقال أيضاً عن هذه الصفة: “وَالَّذينَ اهتدوا زَادَهم هُدىً وآتاهُم تقواهُم” محمد:71. وقال الله تعالى في طاعةِ النبي عليه الصلاة والسلام في الأمرِ والبُعدِ عن النهي، ومن ذلك طاعتهُ عليه الصلاة والسلام من ناحية الزكاة، فقال تعالى: “وإن تُطيعُوهُ تَهتَدُوا” النور:54.

3- هناك أيضاً برهانٌ على تأدية الزكاة بأن الله شهدَ فيها للمُنفقينَ بالهدى والفلاح، فقال تعالى: “ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ -وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ-أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” البقرة:2-5. فدليلُ هذه الآيات الكريمة هو أنّ الزكاة من أعظمِ الصفاتِ التي يتحلى بها أهلُ التقوى الذين ينتفعون بالقرآن.

4- إنّ في دفعِ الزكاةِ والصدقةِ بُرهانٌ على أعظمِ قضاءِ الحوائجِ وتفكيك الكربات وتفريجها والستر في الدنيا ويوم القيامة، لما في الزكاةِ من تفريجٍ للكروب وتيسيرٍ للمعسور، وهذا جزءٌ من جنس العمل الذي تؤديه الزكاة؛ وذلك بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنهُ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من نفّس عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كُرَبِ يومِ القيامة، ومن يسر على مُعسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره اللهُ في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد، ما كان العبدُ في عَوْنِ أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمسُ فيه علما، سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنَّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتابَ الله، ويتدارَسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السَّكينة، وغشِيتهمُ الرحمة، وحفَّتهمُ الملائكة، وذكَرهم اللهُ فيمن عندَه، ومن أبطأ به عملُه لم يسرِع به نسَبُه” أخرجه مسلم.

5- من البرهانِ على صدقِ إخراج الزكاة أيضاً، إعطائها للفقراء الضعفاء، وهذا من أسباب النصر والرزق؛ بدليل حديث سعد رضي الله عنه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام أنّهُ قال: “هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم” أخرجه البخاري. وأيضاً حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانَ أخوانِ على عهده الرسول صلّى الله عليه وسلم، فكان أحدهما يأتي للنبي عليه الصلاة والسلام والآخرُ يحترف، فشكى المُحترف أخاه للنبي عليه الصلاة والسلام، فقال: “لعلكَ تُرزقُ به” رواه الترمذي.

6- إنّ المُتصدق بزكاتهِ فإنه يحظى بفوز ثناء الله تعالى عليه، وما وعدَ الله تعالى به المتصدقين من الأجرِ العظيم، وانتهاء الخوف والحزن، فقال تعالى: “الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” البقرة:274.

7- إنّ من صدق في إخراج زكاتهِ فقد نالتهُ رحمةُ الله في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” النور:56. وقال تعالى أيضاً: “ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ” الأعراف:156. وقال عليه الصلاة والسلام: “لا يرحمُ الله من لا يرحم الناس” متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً: “الراحمونَ يرحمهم الرحمن، أو ارحموا من في الأرضِ يرحمكم من في السماء” رواه أبو داود. وقال عليه الصلاة والسلام: “لا تُنزع الرحمة إلّا من شقي” رواه أبو داود. وقال عليه الصلاة والسلام: “إنّ أبعدَ الناس من الله القلبُ القاسي” رواه الترمذي.

8- لقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين الذين صدقوا بأفعالهم الجنة وما فيها من نعيمٍ مقيم وخيراتٍ كثيرة ورضوانٍ عظيم، فقال تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ –  وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” التوبة:71-72.

9- ومن دلائل صدق على مخرجي الزكاة أيضاً بأنّ الله تعالى وعدهم بالفلاحِ وبالفردوس الأعلى لمن قام بإعطاء الزكاة إلى كلّ من يستحقها بالإضافة إلى الصفات الجميلة الأخرى، فقال تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ” المؤمنون:4 حتى نهاية قوله تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ – أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ – الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” المؤمنون:9-11.

10- إنّ الزكاة هي أعظمُ أنواع الإحسانِ، وقد أخبر الله تعالى عن نفسهِ بما يرغبُ كلُّ من عرف فضلُ الإحسانِ بالإحسان؛ وذلك لعظمةِ شأنها  عند الله تعالى، فقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” البقرة:195. وقال تعالى أيضاً: “إنَّ اللهَ يَجزِي المُتَصَدّقِين” يوسف:55. وقال تعالى: “إنّ الله لا يُضيعُ أجرَ المُحسنين” التوبة:120.

11- إنّ في إعطاء الذين يعملون على الزكاةِ منها، إذا لم يكن عندهم مرتب أو أجرة من بيت المال، تكفيهم لهم ولأسرتهم في فترة قيامهم بجبايتها من الناس وصرفها لمستحقيها، وفي إعطائهم منها: إعانةً لهم على الخير وتشجيعهم على الإستمرار على هذا العمل؛ ليعينوا إخوانهم الأغنياء على إخراج الزكاة الواجبة عليهم، ويعينوا إخوانهم الفقراء في إيصالهم ما فرض الله لهم وتحصيل حقوقهم بدون أنّ تتطلع نفوس العاملين عليها إلى الخيانة فيها وسوء التعامل فيها.

12- إنّ في إعطاء الزكاة للمؤلفة قلوبهم، تقريبهمُ للإسلام وترغيبهم للدخول فيه وتحبيبه إليهم، وتقوية ما في قلوبهم من الإيمان، وإيصال الدعوة إلى من لديهم من المُستضعفين.

13- يترتبُ على أداء الزكاة أجرٌ عظيم وكبير لا يُعد ولا يُحصى، فقال تعالى: “يَمحقُ الله الرّبا ويُربي الصدقاتِ” البقرة:276. وقال تعالى: “وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ” الروم:39. وأيضاً هناك حديث لأبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه : “من تصدق بعدلٍ تمرة من كسبِ طيبٍ، ولا يُقبلُ الله إلا الطيبُ” وفي لفظٍ آخر: “فإنّ الله يتقبّلُها بيمينهِ، ثم يُربيها لصاحبه كما يُربي أحدكم فلوّه، حتى تكون مثل الجبل” متفق عليه.


شارك المقالة: