رأي العلماء والسنة في النوافل:
قال ابن منظور: وجماع معنى النفل والنافلة: ما كان زيادةً على الأصل، وسُميت الغنائم أنفالاً؛ لأن المسلمين فُضلّوا بها على سائر الأمم الذين لم تحلّ لهم الغنائم، وصلاة التطوع نافلة؛ لأنها زيادة أجر لهم على ما كتب لهم من ثواب ما فرض عليهم.
والنفل والنافلة: وهو ما يفعلهُ الإنسان ممّا لا يجب عليه، وفي كتاب الله العزيز: “ومن الليلِ فتهجد به نافلةً لك” الإسراء:79. والنفل أو النافلة هي عطية التطوع من حيث لا يجب ومنهُ نافلةُ الصلاة.
– عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يُسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: لا، إلّا أن تطوع، قال: وذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل عليّ غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوعَ، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيدُ على هذا، ولا أنقض، قال رسول الله الله صلّى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق” أخرجه البخاري.
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ الله قال: من عادى لي وليّاً فقد آذنتهُ بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضتهُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتهُ؛ كنت سمعهُ الذي يسمعُ به، وبصرهُ الذي يُبصر به، ويده التي يبطشُ بها ورجله التي يمشي بها، وإنّ سألني لأعطينهُ، ولئن استعاذ بي لأعيذنهُ وما ترددتُ عن شيءٍ أنا فاعلهُ ترددي عن نفس المؤمن يكرهُ الموت وأنا أكرهُ مساءتهُ” أخرجه البخاري.
– قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إنّ أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عملهِ هو صلاتهِ، فإنّ صلحت فقد أفلح وأنجح، وإنّ فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقض من فريضتهُ شيءٍ قال الرب عزّ وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك” أخرجه الترمذي.