حكم التثاؤب أثناء الصلاة:
لا شك أن التثاؤب في الصلاة من الشيطان، كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: إن الله يُحب العطاس ويكره التثاؤب، فمن المعروف في السنةأن التثاؤب من الشيطان، وأن السنة للمؤمن إذا تثاءب أن يكتم ما استطاع، وأن يضع يده على فيهِ، وأن لا يقول هااه فإن الشيطان يضحك منه، فالسنة في مسألة التثاؤب أن يكتم ما استطاع، وأن لا يتكلم عند التثاؤب، وأيضاً يضع يده على فيه، وإذا ابتلي به الإنسان؛ فإنه يعالجه بما يستطيع من الطرق التي تزيل هذه الظاهرة.
والتثاؤب ينتجُ غالباً عن الكسل والبِطنة والشبع، فلعل المؤمنُ يتأخرُ في النوم، فإذا قمت للفجر قمت وأنت كسلان، ضعيف، لم تأخذ قدرك من النوم، ولأجل هذا أحياناً يصيبك التثاؤب وكثيراً في صلاة الفجر، فيجبُ على كل مؤمنٍ ومسلمٍ منتظم في مواعيد الصلاة أن يُبكر بالنوم حتى تأخذ حظك الكثير الطيب من النوم فتصبح نشيطاً طيباً.
ومن الأمور المهمة هي أن المُؤمن إذا نهض من نومه أن يفعل ما شرعهُ الله له، وهو أن يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور”.
هكذا تعلمنا من نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام عند قيام الليل، فينبغي أن تقول هذا إذا قمت من النوم آخر الليل، تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهكذا، إذا استيقظت في أثناء النوم تقول هذا أيضاً، وتقول أيضاً عند قيام آخر الليل: الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور، وعند فعل تلك الأمور فإنه يُزال التثاوب إن شاء الله؛ لأنه صنعٌ من الشيطان، والذكر والدعاء يطرد الشيطان، والتبكير في النوم يزيل الكسل والضعف الذي يحصل لمن تأخر نومه، فإذا اجتمع التبكير بالنوم مع ذكر الله تعالى عند القيام من النوم فإن الله تعالى يزيل عنك هذا التثاؤب، ومثلُ ذلك أيضاً يكون الوضوء الشرعي يعين على ذلك، فعليك أن تفعل ما شرعه الله من التبكير بالنوم، ومن الذكر عند الاستيقاظ، والله جلّ جلاله يعينُ المؤمن ويزيل عنه هذا الشر الذي تأذى به وأفسد صلاته أو أذانهُ أو ما شابه ذلك.