ما هو حكم الختان في الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


حكم الخِتان في الإسلام:

الختان: يأتي معنى الختانُ في اللغة بكسر الخاء من الختن، وهو مكان القطع سواء للذكر أو للأنثى بدليل الحديث الشريف: “إذا التقى الختانان فقد وجبَ الغُسل” وقد جاء في الصحاح للجوهري: بأن الختن يأتي بالتحريك، فكل من كان من قِبل المرأة، مثل الأب والأخ وهم الأختان، وهذا عند العرب.

أمّا عند العامة، فإن ختن الرجل هو زوج ابنته، وختنتُ الصبيّ ختناً. يُقال أطرِحت ختانتهُ، ، إذا استقصيتُ في القطع، والختان أيضاً هو موضع القطع من الذكر، بدليل حديث “إذا التقى الختانان” وقد تسمى الدعوة لذلك ختاناً.

وجاء للفيروزبادي: أنّ معنى الختن: هو ختنُ الذكر، ومعنى يختنهُ ويختِنهُ فهو ختينٌ ومختونٌ، أي أنّه قَطعَ غُرلتهُ، والختانة: هي صناعة الختان، والختانُ موضعهُ من الذكر، والختنُ هو القطع.

وجاء في لسانُ العرب: أنّه ختن الغُلام والجارية، بمعنى يختنها ختناً، والاسم الختان والختانةُ وهو مختونٌ، وقيل الختنُ هو للرجال والخفضُ للنساء، والخِتانةُ هي صناعة الخاتن، والختن هو فعل الخاتن الغلام. وبعضهم قال: الختنان هو موضع الختن من الذكر، وموضع قطع النواة من الجارية.

وقيل عن الحديث الصحيح: “إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل” وهما  موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية، يُقال لقطعهما الإعذار والخَفضُ، وفي الختان تزال القلفة أو الغُرلة، وهي جلدةُ ملتصقة بحشفة القضيب والتي تختفي تحتها إفرازات اللخن، وتتجمع فيها الميكروبات، وهي التي تزال في عملية الختان.

وقال ابن منظور ف العرب: إنّ القُلفة تسمى الغُرلة والأغول الأقلف وفي الحديث: “يُحشر الناس عُراةً حُفاةً غُرلاً بُهماً، أي قلفاً”.

وفي قصة مولد النبي عليه الصلاة والسلام، أنّه وُلد مختوناً، وقد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من أيّد القصة وأكثرهم على نفيها، وقد فصل في ذلك ابن القيم، حيثُ مال إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد ختنهُ جده عبد المُطلب في صغره الباكر.

أحاديث كريمة تدلُ على الختن:

لقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث كثيرةً في موضوع الختانِ ومن أهمها أخذ الفقهاء الأحكام المنوطة به ويمكن  أن نقسمها إلى عدّة مجموعات ومنها:

– الأحاديث التي تحثُ على الختان والآمرة به وهي ما يلي. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “الفطرةُ خمسٌ، أو خمسٌ من الفطرة: الختان والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب”. أخرجه البخاري.

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه يرفعهُ إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال: “الخِتان سُنةً للرجال مكرمةً للنساءِ” أخرجه أحمد في مسنده. وجاء رجلٌ إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: “قد أسلمتُ، قال: ألق عنك شعر الكفر واختتن” أخرجه أحمد وأبو داود.

من هو أول ما اختتن:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اختتن إبراهيم عليه السلام بعد ما مرّت عليه ثمانون سنة، واختتن بالقدوم” أخرجه مسلم وبخاري. وقد اختلف في القدوم على قولين: الأول وهو فأسٌ صغيرة، أمّا القول الثاني: هو اسم قرية بالشام، وذهب بعض أهل العلم إلى أن القدوم هو الفأس الصغيرة.

وعن أبي هريرة يرفعه قال: “كان إبراهيم  أول من أختتن وأولُ من رأى الشيب، فقال: يارب ما هذا الشيب؟ قال: الوقار: يا رب زدني وقاراً، وكان أول من أضاف الضيف وأول من جزّ شاربَهُ وأولُ من قصّ أفارهُ وأولُ من استحدّ”. أخرجه مالك والبخاري.

متى يكون وقت الختان:

عن جابر رضي الله عنه قال: “عقّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين رضي الله عنهما وختنهما لسبعة أيام”. وأخرجه ابن عساكر قوله عليه الصلاة والسلام: “اختنوا أولادكم يوم السابع فإنهُ أطهرُ وأسرعُ نباتاً للحم”.

وقد اتفق جمهور العلماء على عدم ثبوتِ وقتٍ مُعين للخِتان، وعند الشافعية وجّه أنّه يجب على الولي أن يختن الطفل الصغير قبل بلوغه. فقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: “لنا وجه أنّه يجب على الولي أن يختن الصغير قبل أن يبلغ، وإن قلنا بالصحيح استحب أن يختن في اليوم السابع من ولادته. فهل ينحسب يوم الولادة من السبع أم تكون سبعة سواه، فيه وجهان أظهرهما يُحسب”. شرح صحيح مسلم.

حكم ختان الذكر والأنثى:

لقد اختلف الفقهاء من ناحية الختان، فقال الشعبي وربيعة والأوزاعي ويحيى بن سعد الأنصاري ومالك والشافعي وأحمد، وهو واجب، وشدّد فيه مالك حتى قال: “من لم يختتن لا تصحُ إمامتهُ ولا تُقبل شهادتهُ” وقد نقل كثير من الفقهاء عن مالك أنه سنةٌ، حتى قال القاضي عياض: “الاختتان عند مالك وعامة العلماء أنه سنة، ولكن السنة عندهم يأثم بتركها، فهم يُطلقونها على مرتبة بين الفرض وبين الندب، وإلا فقد صرح مالك بأنّه لا تُقبل شهادة الأقلف ولا تجوزُ إمامتهُ”.


شارك المقالة: