حكم الغناء والمزامير في السنة النبوية الشريفة:
الغناء: أطلق على معنى الغِناء بأنّه الترنم والطرب بالكلام الموزون وما يشبه ذلك. ويكون في بعض الأحيان مصحوباً بالموسيقى وغير مصحوب، والأغنية: ما يترنم به من الكلام، والجمع: أغاني وغنَّى: طرّب، وترنم بالكلام الموزون، وغيره. ويعرف الغناء أيضاً: هو المعروف بين أهل اللهو واللعب والغناء من الصوت: ما طرب به ويقال: غنَّى فلانٌ يغنَّي أغنية، وتغنَّى بأغنيه حسنة، وجمعها الأغاني.
والغناءُ اصطلاحاً: وهو ترديدُ الصوت بالشعرِ وغيره بالألحانِ، أمّا التغني فهو الترنم. والمعازف تقال: عزفَ عزفاً لها. والمعازفُ والملاهي وواحدة من المعازف عزفَ على غير قياسٍ. والملاعبُ التي يضرب بها يقولون للواحد: عَزف والجمعُ معازف.
العزفُ: أي اللعب بالمعازف، وهي الدفوف وغيرها ممّا يُضرب، وكلّ لاعبٍ عازف، سواء اللاعبُ بها أو المُغني. وقيل عزف بفتحٍ ثم سكون: وهي مصدر عزفٍ وهي اللعبُ بآلاتِ العزفِ أي الموسيقى، مثل العود والطنبور وغيرهم.
الأدلة على التحريم من السنة الشريفة:
1- عن عبد الرحمن بن غنم قال حدثني أبو مالك الأشعري رضي الله عنه، والله ما كذبني، سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ، ولَيَنْزِلَنَّ أقْوامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عليهم بسارِحَةٍ لهمْ، يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الفقِيرَ لِحاجَةٍ فيَقولونَ: ارْجِعْ إلَيْنا غَدًا، فيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وخَنازِيرَ إلى يَومِ القِيامَةِ. رواه البخاري.
2- وعن شبيب بن بشر البجلي، قال: سمعتُ أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: “قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم صوتانِ ملعونانِ في الدنيا والآخرة مزمارٌ عند نعمةٍ، ورنةٌ عند مصيبةٍ” مسند البزار.
3- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إنّ الله حرّم على أمتي الخمرُ والميسرُ والمزرُ والكوبة والغبيراء، وزادني صلاة الوتر”. رواه أحمد وأبو داود. والمِزرُ: هو نبيذٌ يتخذُ من الذّرة وقيل من الشعير او الحِنطة، والكوبةُ هي النردُ، وقيل الطبل وقيل البربطُ، وهي “آلةٌ موسيقيةٌ” والغبيراء: هي ضرب من الشراب يتخذهُ الحبش من الذّرة وهي مادةٌ مسكرة.
4- وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “ليشرَبنَّ أناسٌ من أمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها، يُعزَفُ علَى رءوسِهِم بالمعازفِ، والمغنِّياتِ، يخسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ، ويجعَلُ منهمُ القِرَدةَ والخَنازيرَ” ابن ماجه.
5- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه فأنطلق به إلى ابنه إبراهيم، وهو يجود بنفسه، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في جحره، فبكى، فقال له عبد الرّحمن: أتبكي؟ أولم تنهنا عن البكاء؟ قال: ” لا ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوتٍ عند مصيبةٍ: خمش وجوهٍ، وشق جيوبٍ، ورنّة شيطانٍ” رواه الترمذي.
6- وخطب الناس معاوية رضي الله عنه بحمص، فذكر في خطبته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم سبعة أشياء، وإنّي أبلغكم ذلك، وأنهاكم عنه، منهنّ : “النُّوح، والشّعر، والتصاوير، والتّبرج، وجلود السّباع، والذهب، والحرير” مسند أحمد.
7- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إنّ الله حرّم عليكم الخمر والميسر والكوبة، وقال: كلُ مسكرٍ حرامٌ. ولفظ أبو داود: إنّ الله حرم عليّ أو حرم الخمر والميسر والكوبة، وقال كل مسكرٍ حرام”. رواه أبو داود.
8- عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلّ ما يلهو به الرجلُ باطلٌ، إلّا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله، فإنّهنّ من الحق” رواه الترمذي.
9- عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إنّ الله عز وجل بعثني رحمةً وهدىً للعالمين، وأمرني أنّ أمحق المزامير والكباراتِ أي المرابط والمعازف والأوثانِ التي كانت تُعبد في الجاهلية” رواه أحمد. ولفظ أب داود الطيالسي: “إنّ الله بعثني هدى ورحمةً للعالمين وأمرني بمحق المعازف والمزامير والأوثانِ والصلب وأمر الجاهلية” رواه الطيالسي.
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال: “الجرسُ مزاميرُ الشيطانُ” رواه مسلم.
11- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تصحبُ الملائكةُ رفقةً فيها كلبٌ أو جرسٌ” رواه مسلم.
12- عن ام سلمة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تدخلُ الملائكةُ بيتاً فيهِ جلجلٌ ولا جرسٌ ولا تصحبُ الملائكةُ رفقةً فيها جرسٌ” رواه النسائي.
13- عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “أمر بالأجراسِ أنّ تُقطع من أعناق الإبل يوم بدرٍ” رواه احمد.