ما هو حكم شراء الكلى للمريض؟

اقرأ في هذا المقال


أحكام شراء الكلى للمريض:

إنّ التبرع بالكلى في الشرع الإسلامي جائز، ولا حرج فيه إذا توفرت فيه عدة شروطٍ شرعية واجبة التحقيق، وأنّ من تبرع بنية الإحسان فإنّ له الأجر الكبير والعظيم من عند ربه الكريم، فقال تعالى: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” المائدة:32.

لقد ذهب بعض العلماء إلى جواز التبرع بالأعضاء إذا دعت الحاجة إلى ذلك الأمر، وقد قرر الأطباء على أنّه لا خطرَ على المتبرع إذا تبرع بأي عضوٍ من أعضائهِ الغير تناسلية، وأنّها صالحة للمُتبرع له. أمّا جمهور الفقهاء فقد ذهبوا إلى عدم جواز بيع الأعضاء؛ لأنّ الإنسان ليس محلاً للبيع، وعلى المتبرع أن يحتسب الأمر عند الله تعالى، وينوي الإحسان لأخية، وتنفيس الكرب عنهُ، وطلبُ الأجر من الله تعالى، ولا حَرج بعد ذلك إذا أخذَ شيئاً من المال مكافأة له من غير تطلعُ وإشراف نفسٍ.

لا يصحُ أن يشتري الشخص المريض الكلية لكي يزرعها، كما أنّه لا يصحُ للإنسان أن يعرض كليتهُ للبيع؛ لأنّ جسم الإنسان ليس محلاً للبيع، أمّا إذا لم يجد المريض مُتبرعاً له، وكان مُضطراً لزراعتها، فيحقُ له في تلك الحال شراؤها للضرورة، ولا إثم عليه، ولكنّ الإثم على صاحب الكلية الذي طلب عِوضاً عليها، فقال الله تعالى: “وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ”.

هل هناك عمر محدد يستثنى من قائمة زراعة الكلى:

ليس هناك حدّ معين لعمر المريض الذي بإمكانهُ أن يُجري عملية زراعة الكلى للشخص له. فعلى الرغم من ذلك المهم أن يؤخذ الإنسان على باله أن الفائدة المُتوقعة لهذه الزراعة تتعدى الأضرار، فقد تنطوي العملية الجراحية للزراعة والعلاج الذي يتبعها على بعض الخطورة لذا يجب أن يكون المريض ملائماً من الناحية الصحية بالقدر الكافي لتحمل العملية بأكملها، ويتم اتخاذ القرار حول مدى ملائمة الزراعة الجراحية من ناحية المريض المعني نفسه وبالتشاور مع طبيبهُ.

نوع العوامل التي ستؤثر على نجاح إجراء عملية لزراعة الأعضاء:

يرتبط نجاح بعض العمليات الجراحية بأمور متعددة، “فالبعضُ منها يحقُ للمريض أن يتحكم بها، وتكون على متناول الأيدي ومنها عمليةُ زراعة الكلى من المُتبرعين الأحياء الأكثر نجاحاً من عمليات الزراعة من المتبرعين الميتين، كما أنّ عمليات زراعة الكلى التي تتم بعد بدء الغسيل الكلوي بفترةٍ قصيرة أكثر نجاحاً من عمليات زراعة الكلى التي تتم بعد بدء الغسيل الكلوي بعامين أو أكثر” .

إنّ درجة التجانس بين المتبرع والمُتلقي تكون على درجةٍ كبيرة من الأهمية، ولكن بدرجةٍ أقل من حالة المُتبرعين الذين يكونون على قيد الحياة، ولذلك السبب، فإنّ معظم الوحدات تفضل إجراء عمليات الزراعة من المُتبرعين الأحياء حتى ولو كان تطابق الأنسجة ضعيف إلى حدٍ ما. ومن العوامل المؤثرة أيضاً على هذه العملية هي العُمر وهو عاملٌ رئيسي مهم له تأثير على نجاح عمليات زراعة الأعضاء، فإنّ عملية زراعة الكلى من المُتبرعين للأصغرُ سناً تميلُ؛ وذلك لأنّها تحيا وتعيش لفتراتٍ أطول من عمليات زراعة الكلى من الأشخاص المتبرعين الأكبرُ سناً.

إنّ أغلبيةِ عمليات زراعة الكلى التي لا تنجحُ في السنة الأولى، يكون سببها الرئيسي هو عدم استقبال الجسم لها، وهناك عدد من الأسباب لفشل عمليات جراحية، وينتج عنها وفاة المريض مع عضوٍ مزروع يعمل بكفاءةِ أو فقدان العضو المزروع بسبب عدم التزام المرضى للتعليمات وتناوله للأدوية الموصوفةِ لهم.

ويتأثر احتمال الوفاة على نحوٍ غير مستغرب، بعمر المريض وليس ذلك فقط وإنما بكون السبب أيضاً بالتدخين والسمنة ووجود أي أمراضٍ خطيرة، مثل مرض السكري وأمراض القلب، ومستوى اللياقة البدنية العامة للمريض. أمّا المرضى الذين لا يُدخنون أو ابتعدوا عن التدخين، والذين يحرصون على أوزانهم بشكل منتظم وصحي ويُمارسون التمرينات الرياضية بانتظام سيتمكنون من التمتع بعدة سنواتِ من الحياة بكليةٍ مزروعة تعمل بجودةٍ عالية.

المدة التي يتعينُ على انتظارها قبل الحصول على الكلية:

إنّ وقت الانتظار يؤثرُ على بعض أمور بما في ذلك مجموعة الدم، والعمر ومدى ندرة النوع الجيني، أمّا من الناحية الوسطية، فإنّ المرضى الذي يتم إدراجهم لزراعة الكلى من الذين يتبرعون عند وفاتهم، وينتظرون ما يتراوح سبعُ سنوات، ومع ذلك لا يمكن حتى ضمان هذه المدّة، أمّا بالنسبة للمرضى الذين يتلقون كلية من متبرع حيّ فتكون أوقاتِ الانتظار أقصر بكثير من أولئك الذين يتلقون الكلية من المُتبرع الميت، ويصح للطبيب أن يُطلع الشخص على التفاصيل المتعلقة بحالة الشخص ويكون بوسعهِ إعطائه مؤشراً عن مدى سهولة إيجاد كلية تناسب الشخص المريض على أنّ أيّ توقع دائماً يبقى مجرد توقع تقريبي فقط.

كيف يتم تخصيص الكلى:

يتم تخصيص الكلى من بين احتمالات أخرى، بحسب تجانس مجموعات الدم بين المتبرع والمستقبل والنوع الجيني، وفيما  يتعلق بالمرضى الذين عندهم أنواع نادرة من الأنسجة، سوف يكون هناك عدد متبرعين أقل مع الأنسجة التي تُطابق المريض على نحوٍ مقبول.

ذلك بالمقارنة مع المرضى الآخرين ممّن لديهم أنواع شائعة من الأنسجة أو الأكثر من ذلك، إنّ لدى بعض المرضى أجسام مُضادة موجهة ضد أنواع محددة من الأنسجة، ممّا يعني بأنّ بعض أو حتى معظم الكلى المتبرع بها لا تناسب هؤلاء المرضى.


شارك المقالة: