ما هو حكم صلاة الجمعة وحكم الغسل فيها؟

اقرأ في هذا المقال


حكم صلاة الجمعة:

لقد اتفق أصحاب المذاهب الأربعة على أن صلاة الجمعة واجبةٌ على الأعيان أيّ أنها فرضُ عين، إلا ما استثني من أصحاب الأعذار الوارد ذكرهم، وعلى اختلافٍ بين المذاهب في الشروط التي ينبغي توفرها حسب كل مذهب، ودليل وجوبها على ذلك هو القرآن والسنة والإجماع.
– من القرآن: قال تعالى: “يا أيّها الّذين آمنوا إذا نُودي للصلاةِ من يومِ الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع” الجمعة:9. فيقولُ ابن قدامة: فأمر بالسعي ويقتضي الوجوب ولا يجب السعي إلا واجبٌ ونهي عن البيع لئلا يشتغل به عنها، فلو لم تكن واجبةً لما نهى عن البيع من أجلها”.
– أما السنة: قال أبي داود في السنن من حديث طارق بن شهاب عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: الجمعةُ حقٌ واجب على كل مسلمٍ في جماعةِ إلا أربعةً: عبدٌ مملوكٌ، أو إمرأة، أو صبيٌّ أو مريض. رواه أبو داود.
وما أخرج مسلم في الصحيحين من حديث الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاهُ أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبرهِ: “لينتهين أقوامٌ عن ودعهم الجمعات أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين”. صحيح مسلم.
– أما في الإجماع: فقد نقلهُ الكثير من العلماء منهم، قول ابن رشد الحفير في بداية المجتهد:”صلاة الجمعة واجبةٌ على الأعيان، وهذا ما كان عليه الجمهور. وهناك أيضاً قول ابن المنذرفي الإجماع: وأجمعوا على أن الجمعة واجبةٌ على الأحرار البالغين الذين ليس لهم عذر.

حكم الغسل ليوم الجمعة:

لقد وردت أحاديث كثيرة في بيان أهمية الغسل للجمعة والتأكيد عليه، فمن هذه الأحاديث ما كانت دلالتهُ تفيد الوجوب ومنها ما يُفيد الاستحباب وعلى إثرها اختلف جمهور الفقهاء في حكم الغسل على ثلاثة مذاهب وهم الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية جميعهم قالوا باستحباب الغُسل، ودليلهم على ذلك هو: حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع وأنصت، غُفر له ما بينه وبين الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مسّ الحصى فقد لغاً” صحيح مسلم.
-إنّ “ما أخرجه أصحاب السنن من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل”.

– والذي استدل به أغلب الفقهاء وفي كتبهم فهو، ما أخرجه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما : أن عمر بن الخطاب ، بينما هو قائم في الخطبة يوم الجمعة إذا دخل رجلٌ من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فناداهُ عمر: أية ساعة هذه؟ قال: إني شغلت، فلم انطلب إلى أهلي حتى سمعتُ التأذين، فلم أزد أن توضأت، فقال: الوضوء أيضاً، وقد علمت “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل” صحيح البخاري.
وجوب الغسل: لقد ذهب ابن دقيق العيد، ابن حزم وغيرهم إلى القول بوجوب الغسل فاستدلوا بما أخرج البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل”. واستدلوا أيضاً بما أخرجه البخاري عن عمر بن سليم الأنصاري قال: أشهد على أبي سعيد قال: أشهد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “الغسل يوم الجمعة واجبٌ على كل محتلم وأن يستن وأن يمس طيباً إن وجد “قال عمرو” أما الغسل فأشهد أنه واجب، وأما الاستنان والطيب.

إن القول بوجوب الغسل على من له ريحٌ يتأذى به غيره، وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية، والدليل على ذلك الذي أخرجه أبو داود في السنن عن عكرمة، أن أناساً من أهل العراق جاءوا فقالوا: يا ابن عباس أترى الغسل يوم الجمعة واجباً؟ قال: لا ولكنه أطهر وخير لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه واجب، وسأخبركم كيف بدء الغسل كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم، وكان مسجدهم ضيفاً مقارب السقف، إنما هو عريش، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم في يومٍ حار، وعرق الناس في ذلك الصوف حتى ثارت منهم رياحُ أذى بذلك بعضهم بعضاً، فلما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الريح قال: ” أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا، وليمس أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه، قال ابن عباس: ثم جاء الله بالخير ولبسوا غير الصوف، وكفوا العمل ووسع مسجدهم وذهب الذي كان يؤذي بعضهم بعضاً من العرق” سنن أبو داود.


شارك المقالة: