ما هو مفهوم الأعضاء الجوفية في الجراحة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الأعضاء الجوفية في الجراحة:

إن معنى الأعضاء هو جمع عضو.
العضو لغةً: وقد عرفوه متقمدو أهل اللغة العضو بأنه كل لحمٍ وافرٍ بعظمهِ، وبالتالي يقتصر مفهوم العضو عندهم على أجزاء الجسم المتكونة من لحم وعظم، فلا يدخل في أجزاء الجسم التي لا تحتوي على عظم، مثل القلب والكبد والطحال، أما متأخرو اللغة فقد وسعوا مفهوم العضو ليشمل كل جزء من مجموع الجسد، كاليد والرجل والأذن، فيدخل فيها أجزاء الجسم التي لا تحتوي على عظم.
العضو عند الفقهاء: بعد أن تتابعنا مواضع إيراد العضو عند فقهاء المذاهب وجد أنهم لا يذكرون تعريفاً واضحاً وصريحاً للعضو، فقد ذكروه ضمن كثير من أبواب الفقه الإسلامي كالطهارة والصلاة والجنايات، غير أنهم استخدموا هذا المصطلح ليشمل أجزاء الجسد التي لا عظم فيها، مثل القلب والكبد والطحال.

تعريف الجوف:

لقد تبين لنا أنا الجوف يشمل الأعضاء الواردة في تجويف الصدر والبطن والحوض، وهو يتناسبُ مع المعنى اللغوي للجوف، كما يتفق مع تحديد الأطباء لمعنى الجوف، وبناءً عليه. فالأعضاءِ الواردة في تجويف الصدر هي: القلب، الرئتان، المريء، القصبة الهوائيةِ.
والأعضاء الواردة في تجويف البطن: وهي الكبد والطحال والمعدة والكليتانِ والغُدتان الكظريتانِ والحالبانِ والأمعاء الغليظة والمرارة والبنكرياس والطحال.
والأعضاء الواردة في تجويف الحوض هي: المثانة والمبيضَانِ والرحم، وإذا أردنا أن نُقسم الأعضاء الجوفية تقسيم الفقهاء للأعضاء الظاهرة فهي كما يأتي:

  • ما في الجوف منهُ شيءٌ واحد وهي: القلب، القصبة الهوائية، المريء، الكبد المرارة، الطحال، البنكرياس، المعدة، الأمعاء الغليظة، المثانة، الرحم.
  • ما في الجوف منه شيئان وهي: الرئتان، الكليتان، الحالبانِ، الغدتان، الكظريتان، المبيضان. وهذا التقسيم هو ما سيتم اعتمادهُ في هذا البحث لمقدار الأعضاء الجوفية، إذ هو الأساس المبني عليه مقدارُ الأرش فيها.

أهمية الأعضاء الجوفية:

ليس هناك عضو من أعضاء الإنسان يخلو من منفعةٍ سواءً كبرت هذه المنفعة أم صغرت، وفيما يلي أهمية الأعضاء الجوفية ودرجة منفعتها ليتم تحديد مقدار أرش كل عضو منها.
1. ما في الجوف منهُ شيء واحد:
– القلب: هو عضو عضلي أجوف هرمي الشكل يستقبلُ الدم من الأوردة ويدفعهُ في الشرايين، وهو عضو أساسي ومنفعته كبيرة في الجسم وتوقف عمل القلب يؤدي إلى الوفاة؛ إذ إن إصابة القلب والأوعية الكبيرة مميتة في الغالب ويندرُ أن يعيش المريض مدةً كافية حتى يصل إلى المستشفى.
– القصبة الهوائية: قناة عضلية غضروفية تلي الحنجرة مباشرة وتعمل ليلٌ نهار على تنقية هواء الشهيق وطرد فضلات الزفير.
– المريء: وهي عبارة عن قناة عضلية مخاطية، وهو مجرى الطعام والشراب ويُعد من الأعضاء الأساسية في البدن وذا نفع كبير حيث ينقل الطعام والشراب من الفم إلى المعدة بطريقة متناسقة، وفي الوقت الحاضر يمكن أن يبقى من استؤصل منه المريء على قيد الحياة ويعوض عن المريء، إما بأنبوب صناعي رفيع يدخل المعدة عن طريق الأنف، أو بفتحةِ في البطن لإيصال الغذاء، أو عن طريق التغذية الوريدية بإعطاء المريض محلول، يحقن في الوريد يحتوي على كل ما يحتاجه من العناصر الغذائية.
2. ما في الجوف منه شيئان:
– الرئتان: وهما عضواً التنفس موضوعتان في تجويف الصدر، وهما من الأعضاء الأساسية في الجسم ولهما منفعة كبيرة وفي حالة تَعطلهما كلية يموت الإنسان.
– الكليتان: وهما زوج من الأعضاء توجدان في تجويف البطن من أعلى والخلف على كل ناحية من العمود الفقري واحدة، وقد تُصاب من ضربات أو من حوادث الطرق، ومن نعمة الله على الإنسان أنه يستطيع العيش بكليةٍ واحدةٍ إذا كانت تعمل بصورة طبيعية، كما أنه يمكن للكلية أن تؤدي وظيفتها حتى لو تم استئصال كلية واحدة أو تم استئصال كلية وبعض الأخرى متى كان الجزء المتبقي سليماً.
– الحالبان: والحالبُ هو عبارة عن قناة عضلية مُخاطية تمتد من الكلية إلى المثانة، وهو عضوٌ أساسيٌ في بدن الإنسان وله منفعةٌ كبيرةً كاملة لا يؤديها عضو غيره ووظيفةِ الحالبينِ هي نقل البول من الكلية إلى المثانة، ومعلوم طبياً أن الجناية على الحالبين قد تؤدي إلى فشل كلوي وبالتالي إبطال منفعة الكليتين.
– الغدتان الكظريتان: وهما زوجٌ من الغدد الصماء المهمةِ وكلٌ منهما جسمٌ مصفر رخو صغير موضوع على الجزء العلوي من الكلية، وهما من الأعضاء الضرورية جداً لحياة الإنسان لأنه يُنبه خلايا الجسم كلها ليقوم كل بما فرضَ عليه، وفي حال استئصال الغدة بالكامل لا يبقى الإنسان على قيد الحياة لأكثر من خمسة عشر يوماً.


شارك المقالة: