ما هي أقوال الأئمة الأربعة بما يتعلق با الردة؟

اقرأ في هذا المقال


أقوال الأئمة بما يتعلق بالردّة:

لقد كان هناك آراء وأحكام وكلامٌ كثير فيما يتعلق بالردة وآثارها وأحكامها وما شابه ذلك، ولكن في هذا المقال سنتعرف على بعض آراء الأئمة الأربعة فيما يتعلق بالردّة والمرتد. الردة: هي انقطاع الشخص عن الإسلام، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: أفعال وأقوالٌ واعتقادات كما اتَّفقَوا عليها أهل المذاهب الأربعة وغيرهم، كالنووي وغيره من الشافعية، وابن عابدين وغيره من الحنفية، ومحمد عليش وغيره من المالكية، والبهوتي وغيره من الحنابلة.

قول الحنفية في الردّة:

قال الفقيه الحنفي محمد أمين المشتهر بابن عابدين في كتاب رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار، في  باب المرتد شرعاً الراجع عن دين الإسلام، وركنها إجراء كلمة الكفر على اللسان بعد الإيمان. وهذا بالنسبة إلى الظاهر الذي يحكم به الحاكم، وإلا فقد تكون بدونه كما لو عرض له اعتقاد باطل أو نوى أن يكفر بعد حين.
وقال الشيخ ملا علي القاري الحنفي في شرح كتاب الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي: ثم اعلم أنَّهُ إذا تكلّم بكلمة الكُفر وهوعالماً بمعناها ولا يعتقِدُ معناها، ولكنْها صدَرتْ عنهُ من غير إكراهٍ بل مع طواعية في تأديَتِه فإنّه قد يُحكم عليه بالكُفرِ .
وجاء في كتاب الفتاوى الهندية في مذهب الإمام أبي حنيفة: قالوا يكفر بإثبات المكان لله تعالى، ومثل ذلك إذا قيل لرجل ألا تخشى الله تعالى، فقال في حالة الغضب: لا، ففي هذه الحالة يصير كافرا، وهكذا في فتاوى قاضيخان.
قال الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي في كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني: إن أقسام الكفر تقسم حسب الشرع إلى ثلاثة أقسام، ترجع جميع الكفر إليها: وهي التشبيه، والتعطيل، والتكذيب.
أما التشبيه: وهو الاعتقاد بأن الله تعالى يشبه أحداً من خلقه، مثل الذين يعتقدون أن الله تعالى جسمٌ فوق العرش، أو يعتقدون أن له يدَين بمعنى الجارحتينِ، وأن له الصورة الفلانية أو على الكيفية الفلانية، أو أنه نور يتصوره العقل، أو أنه في السماء، أو في جهة من الجهات الست، أو أنه في مكان من الأماكن، أو في كلّ الأماكن، أو أنه ملأ السموات والأرض، أو أنَّ له الحلول في شيءٍ من الأشياء، أو في جميع الأشياء، أو أنه متحد بشيءٍ من الأشياء، أو في جميع الأشياء، أو أن الأشياء منحلَّةٌ منه، أو شيئًا منها. وجميع ذلك كفر صريح والعياذ بالله تعالى، وسببه الجهل بمعرفة الأمر على ما هو عليه.

أقوال المالكية في الردّة:

قال القاضي عياض اليحصبي المالكي في بيان ما هو في حق النبي صلى الله عليه وسلم من سب أو نقص من تعرض أو نصٍ: فمن سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصاً في نفسه أو نسبه أو دينه أو أي خصلة من خصاله أو عرَّضَ به أو شبههُ بشيءٍ على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير من شأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب له، قال محمد بن سحنون لقد أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المُنتَقِصَ له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له، ومَنْ شكّ في كفر النبي وعذابه فقد كَفَرَ.

قال الشيخ أبو عبد الله محمد أحمد عليش المالكي مفتي الديار المصرية الأسبق في منح الجليل على مختصر العلامة خليل: سواء أنه كفر بقول صريح في الكفر، كأن قال كفرت بالله أو برسول الله أو بالقرآن أو بالإله اثنان أو ثلاثة أو المسيح ابن الله أو العزير ابن الله أو بلفظ يقتضيه أي يستلزم اللفظ للكفر استلزاماً واضحاً مثل جحد مشروعية شيءٍ مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة، فإنه يستلزم بذلك تكذيب القرآن أو الرسول، ومثل اعتقاد جسمية الله وانحيازه.أو بفعلٍ يتضمنه، أي أنه يستلزم الفعل الكفر استلزاماً واضحاً كأن يرمي المصحف بشيءٍ قذر.

قال القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي في شرحه على عقيدة مالك الصغير: بأنه لا يجوز أن يُثبت له كيفية؛ لأن الشرع لم يريد ذلك ولم يخبر النبي عليه السلام فيه بشيء ولم تسأله الصحابة عنه؛ لأن ذلك يعود إلى التنقل والتحول وإشغال الحيز والافتقار إلى الأماكن الدينية، فذلك يؤول إلى التجسيم وإلى قدم الأجسام، وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام.


شارك المقالة: