ما هي المصادر الأصلية لعلامات الساعة ومنهج التعامل معها؟

اقرأ في هذا المقال


المصادر الأصلية لعلامات الساعة ومنهج التعامل معها:

إن أول مصدرٍ من المصادر لعلامات الساعة هو مصدر الأمور الغيبية وهو القرآن ومن ثم بعد ذلك السنة.
مصدر الأمور الغيبية هو القرآن: إن أول مصدرٍ من مصادر علامات الساعة الأصلية هو كتاب الله عزّ وجل.
قال تعالى:”قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ” الأنعام:50.
وقال تعالى:”وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ” الأنعام:59.
وقال أيضاً في محكم كتابه العزيز:”قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” الأعراف:188.
قال تعالى أيضاً:”وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ” يونس:20.
قال تعالى:”تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ” هود:49.
إن دلالة هذه الآيات تقول بأن علامات الساعة هي من أمور الغيبِ، لذا لا بدّ في إثبات علامة منها أو نفيها من مصادر موثوق بها، والمصدر الوحيد الموثوق به في هذا الباب هو الوحي، والوحي الذي بين أيدينا له مصدران ولا ثالث لهما، وهما كتاب الله وسنة نبيه. ويُضاف إلى هذان المصدران هو ما أثر عن السلف الصالح من صحابةٍ وتابعين من آثار، والتي تُعتبر امتداداً للمصدرين السابقين، إذ إن ما يُؤثّر عنهم إما مرجعهُ النقل خاصة في مثل هذا الباب من المسائل الغيبية، أو يكون منشؤه فهما تحصل لبعضهم من عدة قرائن نقلية كانوا هم أعرف بها منا مع ما أوتوا من غزارة علم ونفاذ بصيرة، وقرب عهد بالوحي.
أما غير هذين المصدرين الأصليين، وما تفرعُ عنهما ممّا أثر عن السلف الصالح، فيُعتبر من المصادر الموهومة التي لا يعولُ عليها أبداً في هذا الباب كمصادر أهل الكتاب من اليهود والنصارى، أو غيرها من المصادر التي يدعيها بعض من ينتسب لهذه الأمةِ كالجفرُ أو الهفت أو غيرهما وعدم اعتبار مصادر أهل الكتاب مرجعه.
قد يطرح البعض هنا تساؤلاتٍ كثيرةٍ يُستفاد منها وهي: أن القرآن لم يتحدث كثيراً عن علامات الساعة، والسنة تكلمت عن العلامات بشكلٍ إجمالي، والمرحلةُ الحساسةُ التي نعيشها الآن تَستحثنا للبحث عن صورة تفصيليةٍ للمستقبل القريب ومجريات الأحداث المتعاقبة، وهذا ما يجعلنا نتوجهُ لأيّ مصدرٍ يُخبرنا عن طبيعةِ المرحلة والذي يعقبها، أو بعبارةٍ أخرى نسترشد من خلاله بصيصَ نور عبر هذا النفق المظلم، وهل هناك ما يمنع ذلك.
إن هذه التساؤلاتِ منشوءةً من غفلة الأمة أو أفرادها عن حقيقة الأمور الغيبية ومصدرها الحقيقي، ويُضاف إلى ذلك القصور في الاستثمار الحقيقي للكتاب والسنة في بيان مجريات الواقع الحالي أو الأمور المستقبلية القريبة منا. أما القول بأن هناك إجمالاً في طرح الأمور المستقبلية كما يعتقد البعض، فليس كذلك، حيث أن الذي يتتبع علامات الساعة في الكتاب والسنة فيجد أنها استوفت الحديث عن مجريات صراع الحق والباطل. أما ما غاب عنا من تفصيلات فرعية، فلا حاجة لنا به، بالإضافة إلى أنه يمكن استنباطه من خلال فهم السنن الربانية في مجريات صراع الحق والباطل، فليسَت الإشكالية في قصور الكتاب والسنة عن الإيفاء بالأمور الغيبية وتوضيحها، ولكن إنما هي تكمن في غياب العقلية المتأملةِ لهذين المصدرين العظيمين.


شارك المقالة: