ما هي سرعة تتابع الآيات العظام في علامات الساعة الكبرى؟

اقرأ في هذا المقال


سرعة تتابع الآيات العظام لعلامات الساعة الكبرى:

أولاً: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “الآياتُ خَرازاتٌ منظوماتٌ في سلكٍ فإنّ يُقطع السّلك يتبع بعضها بعضاً”. أخرجه أحمد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “خروج الآيات بعضها على بعض يتتابعنّ كما تتابع الخرز”. أخرجه ابن حيان.
شرح الحديث:
إن الحديثين السابقين يوجد فيهما إشارةً إلى تتابعِ الأيامِ العظام، وسيتضحُ خلال الفصول السابقةِ مدى هذا التتابع، حيث سنشاهدُ أن الخسوف الثلاثة والدخان والدّجال وعيسى ويأجوج ومأجوج مترتبةً على بعضها البعض، ثم بعد ذلك مباشرةً يكون طلوع الشمس من مغربها، وعلى إثرها أو في نفس اليوم يكون خروج الدابة، بعد ذلك بوقتٍ قَصير تكون النار الحاشرةُ آخر الآيات العظام.
إن التتبعَ لهذه الأحداث يرى أن هذه العلامات كلها تحدث في قرن واحد تنتهي بعده الدنيا. وقد ورد في أثرٍ أن الآيات الثلاثة الأخيرة” طلوع الشمس والدابة والنار الحاشرة فإنها تقع كلها خلال ستة أشهر، وفي رواية ثمانية أشهر. وتوصيف الحديث الحديث بأن الآيات تُشبه الخرزات في سلكٍ، إذا انقطع السلك تتابعت في الوقوع إشارةً إلى سرعة وقوع هذه الآيات وتُعلق بعضها ببعض.
ثانياً: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” بادِروا بالأعمالِ سِتاً الدّجال والدّخان ودابة الأرض وطُلوع الشمس من مغربها وأمر العامةِ وخوُيصة أحدِكُم” أخرجه مسلم.
شرح الحديث:
إن هذا الحديث يُشير إلى معلم ٍ هام من معالم دراسة علامات الساعة، وهو ضرورة الاستعداد لها بالإيمانِ والعمل الصالح قبل أن تُفاجئ الإنسان، فيندم بعد فوات الأوان، وهذا المعلم أكدت عليه أحاديث كثيرةً تبدأ بكلمة بادروا بل إنّ هذا هو المقصد الأساس من ذكر علامات الساعة، وفي هذا الحديث أيضاً إشارةً إلى أنّ هذه العظائم تقعُ فجأةً دون إرهاصات واضحةً قبلها، ممّا يتطلب الأمر أنّ يكون المسلم دائماً في حالة استعداد حتى لا يُفاجأ بها فإن الأمر بالمبادرةِ هنا يقتضي المسارعة إلى التوبة والحث على الأعمال الصالحة، ومسابقة العوارض والقواطع قبل ورودها، والذي يتتبعُ لحال الرعيل الأول يجدُ أن هذا الدرس قد أخذ موطنهُ في قلوبهم، وكان لسان حالهم الاستعداد والترقب في كل لحظةٍ خشيةَ طروق هذه العظائم. فعن النّضر قال:” كانت ظُلمةٌ على عهد أنس بن مالك قال: فأتيتُ أنساً فقلتُ: يا أبا حمزة! هل كان يُصيبكم مثل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: معاذَ الله! إن كانت الريّحُ لتشتدُ فنُبادرُ المسجد مخافةً القيامة”. أخرجه أبو داود.


شارك المقالة: