ما هي علامات خروج الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي علامات خروج الدجال؟

يمكننا إعطاء تصور إجمالي من علامات الساعة هي خروج الدّجال والتي تحدد لنا أيضا زمانه ويكون ذلك على النحو التالي:
فتح بلاد الروم “القسطنطينية ورومية”:
عن مُعاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “عمرانُ بيت المقدس خرابُ يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة يعني فتح قسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدّجال ثم ضربَ بيده على فخذ الّذي حدّثهُ أو منكبهِ ثم قال إنّ هذا لحق كما أنك ها هُنا أو كما أنك قاعدٌ يعني معاذ بن جبل”. أخرجه أبو داود.
عن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: “بين الملحمة وفتح المدينة سِتُ سنين ويخرجُ المسيح الدّجال في السابعة”. أخرجه أبو داود.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “الملحمة العُظمى وفتح القُسطنطينية وخروج الدّجال في سبعة أشهر” أخرجه الترمذي.
شرح الأحاديث:
هناك إشارةٌ في الحديث الأول تثنبهُ إلى أنّ المدة بين الملحمة وخروج الدّجال سبع سنوات، وأنّ الحديث الثاني يُشير إلى أنّ المدة سبعة أشهر، والحديث الأول يدلُ على أنها سبعُ سنواتٍ أصح كما صرح أبو داود مخرج الحديث. وقد حاولَ بعض العلماء أنّ يخرج من إشكال الجمع بين الحديثين، وكلامه محتمل فقال: بأنّ الحديث الأول يدل على أنّ المدة من بداية الملحمة الأولى إلى خروج الدّجال سبع سنوات، أما الحديث الثاني فقد دلّ على أنّ ما بين الملحمة وفتح القسطنطينية وخروج الدّجال سبعةُ أشهر فتكون مدة الملحمة العظمى ست سنوات، وبينها وبين فتح القسطنطينية وخروج الدّجال سبعة أشهر من السنة السابعة.
إنّ مع إحتمالية حدوث هذا الكلام، إلا أننا نراهُ مستبعداً؛ لأنّ دلالات أحاديث الملحمة العظمى لا تُشير إلى هذه المدة الطويلة؛ لذا أرى أنّ نعدل إلى الترجيح هنا بين الروايتين باعتماد أصحها سنداً وأقواها من دلالة المتن، وأقربها للواقع وهي مدة السبع سنوات.
عن نافع بن عتبة عن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “ستقاتِتلون جزيرة العرب فيفتحها الله ثمّ تقاتلون الرّوم فيفتحُهما الله ثم تقاتلون الدّجال فيفتحُها الله”. قال جابر فما يخرجُ الدّجال حتى تُفتح الروم. أخرجه مسلم.
أما دلالة هذا الحديث هي: أنّ الكلام هنا يحتملُ أنه ما وقع في العصر الأول في عهد الصحابة من قتال في جزيرة العرب والروم، ويحتمل أنّ يُراد به مرحلة البعث الثاني للأمة أو العالمية الثانية لها في زمن المهدي رضي الله عنه، والاحتمال الثاني في ظنّ البعض هو أقوى دلالات الأحاديث الأخرى تعززه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: “سمعتُم بمدينةٍ جانِبٌ منها في البَرِّ، وجانِبٌ في البحرِ ؟ لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوَها سبعون ألفًا من بني إسحاقَ، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتِلوا بسلاحٍ، ولم يَرموا بسهم، قالوا : لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ ، فيسقط أحَدُ جانبَيها الذي في البحرِ، ثم يقول الثانيةَ : لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، فيسقطُ جانبَها الآخرُ، ثم يقول الثالثةَ : لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، فيفرجُ لهم، فيدخُلونها، فيغنَمون، فبينما هم يقتسمون المغانمَ إذ جاءَهم الصريخُ، فقال : إنَّ الدجَّالَ قد خرج، فيَتركون كلَّ شيءٍ ويرجعون”. صحيح الجامع.
إنّ هذا الحديث يشير إلى فتح مدينة القسطنطينية، كما صرحت بذلك عدة أحاديث، وأنها تُفتح بالتكبير ممّا يدلُ على أنّ أهل الحق في آخر الزمان يؤيدون بنصرات غيبيةٍ، وهذا لا يكون إلا مع طائفة من الربانين أهل اليقين والصبر، ممّا أخلصوا لله، والملاحظ هنا من هذا الحديث أنّ الذي سيفتتحها من المسلمين هم من بني اسحاق.
فيقول النووي: قال القاضي: كذا هو في جميع أصول صحيح مسلم من بني إسحق، قال: قال بعضهم: المعروف المحظوظ من بني إسماعيل وهو الذي يدلُ عليه الحديث وسياقه؛ لأنه إنما أراد العرب. وفي رأي آخر أنّ كونهم من بني إسحق أثبت مما نقله القاضي عن البعض بأنهم من بني إسماعيل، والغريب أنّ هناك طائفةً ضخمة من المسلمين في خراسان تزعم أنها من بني إسحاق، فقد يكونون هم المقصودون في الحديث، وكذلك معلوم أنّ أهل خراسان هم أنصار المهدي كما هو واضح في الحديث، لذا فقد يكون أغلب الجيش منهم.


شارك المقالة: